قال تعالى {سبح أسم ربك الأعلى} وقال تعالى حكاية عن سيدنا موسى عليه السلام {قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى} وكثير منا سمع بالقصة التي جاءت يوم نزل الصحابة في معركة أحد عن جبل الرماة ظنا منهم ان المعركة إنتهت فوقتها حصلت مقتلة في المسلمين ونادى أبو سفيان فقال “أعلُ هبل” فرد الصحابة رضوان الله عليهم “الله أعلى واجل” ذكر القصة كاملة الإمام البخاري. ا
فمن يتأمل هذه الآيات والقصة يجد أقوى دليل على أن العلو المذكور لا يفسر بعلو المكان ولكن بعلو المكانة والقهر والغلبة فنحن نقول في سجودنا : سبحان ربي الأعلى. معناه سبحان ربي الذي هو أعلى من كل شيء قدرا ومكانة، سبحانه وتعالى، وليس المعنى أن الله تبارك وتعالى عالي بالمكان والحيز والجهة. وإليكم ما يقول الإمام القرطبي في تفسيره المسمى “تفسير القرطبي”. هذا القرطبي توفي سنة 671هـ. في هذا الكتاب الجزء الثامن عشر من طبعة دار الكتب العليمة، الطبعة الثانية سنة 1424هـ في الصحيفة 141 يقول “ووصفه تعالى بالعلو والعظمة، لا بالأماكن والجهات والحدود، لأنها صفات الأجسام، وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء، لأن السماء مهبط الوحي، ومنزل القطر، ومحل القدس، ومعدن المطهرين من الملائكة، وإليها ترفع أعمال العباد، وفوقها عرشه وجنته، كما جعل الله الكعبة قبلة للدعاء والصلاة، ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان، وهو الآن على ما عليه كان”. انتهى كلام الإمام القرطبي.ا
وقد أصدرت مجلة الأزهر، وهي مجلة دينية علمية تصدرها مشيخة الأزهر، في المحرم سنة 1357 هـ في تفسير سورة الأعلى، ص 16 و17 “والأعلى صفة الرب، والمراد بالعلو العلو بالقهر والاقتدار، لا بالمكان والجهة، لتنزهه عن ذلك، واعلم أن السلف قائلون باستحالة العلو المكاني عليه تعالى خلافا لبعض الجهلة الذين يخبطون خبط عشواء في هذا المقام فإن السلف والخلف متفقان على التنزيه” انتهى.ا
وأصدرت دار الإفتاء المصرية بيانا عاما تحت رقم 2514 لسنة 2005 تحث المسلمين على الثبات على العقيدة السنية، ومما جاء في البيان “من ثوابت العقيدة عند المسلمين أن الله تعالى لا يحويه مكان ولا يحده زمان، لأن المكان والزمان مخلوقان، وتعالى الله سبحانه أن يحيط به شىء من خلقه، بل هو خالق كل شيء وهذا الاعتقاد متفق عليه بين المسلمين، وقد عبر عن ذلك أهل العلم بقولهم: “كان الله ولا مكان، وهو على ما كان قبل خلق المكان، لم يتغير عما كان” وأما ما ورد في الكتاب والسنة من النصوص الدالة على علو الله عز وجل على خلقه فالمراد بها علو المكانة والشرف والهيمنة والقهر، لأنه تعالى منزه عن مشابهة المخلوقين. وعقيدة الأزهر الشريف هي العقيدة الأشعرية وهي عقيدة أهل السنة والجماعة” انتهى بيان دار الإفتاء المصرية
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website