أبو لهب هو أحد أعمام النبي صلى الله عليه وسلم واسمه عبد العزى بن عبد المطلب وكنيته أبو عتبة وسمي أبا لهب لإشراق وجهه، وكانت زوجته أم جميل من سادات نساء قريش واسمها أروى بنت حرب بن أمية وهي أخت أبي سفيان، وكانت عونا لزوجها على كفره وجحوده وعناده وبطشه وإيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم وسوف تكون يوم القيامة شريكة له يعذبان في نار جهنم
اشتهر أبو لهب بإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم وتكذيب دعوته بين قومه فصد الناس عن الإيمان بما جاء به عليه الصلاة والسلام، يقول النبي صلى الله عليه وسلم [كنت بين شر جارين عقبة بن أبي معيط وأبي لهب، كانا يرميان بما يخرج من الناس على بابي]. أي أنه صلى الله عليه وسلم كان يتحمل أذاهما مع أنه كان أشجع خلق الله على الإطلاق. وقف المكابر أبو لهب موقفاً عدائياً من النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته في أول الدعوة الإسلامية عندما أمر الله تعالى نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم بتبليغ دعوته، فكان أبو لهب يضع كل همته في صد النبي صلى الله عليه وسلم عن دعوته وتكذيبه بين قومه فيما جاء به من عند الله عز وجل. فقد روى الإمام أحمد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتبع القبائل ووراءه رجل، يقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على القبيلة فيقول [يا بني فلان إني رسول الله إليكم ءامركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا]، وإذا فرغ من مقالته قال الآخر من خلفه وهو أبو لهب “يابني فلان هذا يريد منكم أن تسلخوا اللات والعزى وخلفاءكم من الجن إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تسمعوا له ولا تتبعوه”
وعندما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وأمره الله عز وجل بتبليغ دعوة الإسلام قومه وعشيرته الأقربين كما قال سبحانه وتعالى {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ} (سورة الشعراء/ءاية 214-216)
قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتنفيذ ما أمره الله عز وجل به من تبليغ دعوته بهمة عالية فصعد عليه الصلاة والسلام على جبل الصفا وجعل ينادي: يابني فهر، يابني عدي حتى اجمتمعوا فجعل الذي لا يستطيع أن يخرج يرسل رسولا لينظر ما هو؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم “أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي، قالوا: “ما جربنا عليك كذباً”، قال: “فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد” وجعل النبي يكرر هذا النداء لباقي القبائل وهو يقول: “إني لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا في الآخرة نصيباً إلا أن تقولوا: لا إله إلا الله، وهنا صاح أبو لهب بعد أن قام بنفض يديه، وكان رجلا بذيئاً سريع الغضب فقال للنبي: تباً لك سائر هذا اليوم ألهذا جمعتنا؟ وصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم والأسى والحزن يملأ قلبه، قال الله تعالى {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ} (سورة المسد)
معنى قوله تعالى {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} أي خسرت يدا أبي لهب. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم دعا أقرباءه إلى الله عز وجل فقال أبو لهب: إن كان ما يقول ابن أخي حقاً فإني أفتدي بمالي وولدي فقال الله عز وجل {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} والمعنى ما أغنى ماله وما كسبه أي ولده يوم القيامة. ولما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} وسمعت بها أم جميل زوجة أبي لهب أتت أبا بكر رضي الله عنه وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فقالت: إن صاحبك هجاني، ولأفعلن وأفعلن وأعمى الله بصرها عن رسوله المصطفى عليه الصلاة والسلام فلم تره، فقال لها أبو بكر: هل ترين معي أحداً؟ فقالت: أتهزأ بي، لا أرى غيرك فسكت أبو بكر رضي الله عنه ومضت زوجة أبي لهب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [لقد حجبتني عنها ملائكة فما رأتني] وروي أنها ماتت مخنوقة بحبلها، وأما زوجها الكافر المعاند أبو لهب فقد رماه الله تعالى بالعدسة وهو بثرة تخرج من البدن ينفر الناس ممن يصاب بها، فمات بهذا المرض بعد وقعة بدر الكبرى بسبع ليال وقد بشره الله عز وجل بالعذاب ومعه زوجته المكابرة في نار جهنم
اللهم سلمنا في الدنيا والآخرة وقنا عذاب النار
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website