ذكر الحمد، عبر حسابه على تويتر، الثلاثاء: “كانت حركة محمد بن عبد الوهاب التطهيرية (الوهابية التكفيرية)، أيديولوجيا دينية ساعدت الدولة السعودية الأولى في التوسع لا شك، وبعد ذلك انتهت مهمتها التاريخية، بمثل ما انتهت التطهيرية المسيحية التي كانت أيدولوجيا بريطانيا وأمريكا حين التأسيس، واليوم انتهت هذه الضرورة وأصبحت جزءا من التاريخ”
كان المحلل السياسي السعودي قال في تغريدة سابقة تعليقا على إصدار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمرًا ملكيًا بتحديد يوم 22 فبراير/شباط من كل عام يومًا لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم “يوم التأسيس”، ويصبح إجازة رسمية: “من الملاحظ أن (يوم التأسيس) هو يوم تولي محمد بن سعود مقاليد الحكم في الدرعية، وليس يوم الاتفاق التاريخي اللاحق بين الأمير والشيخ، وهذا تأكيد على مدنية الدولة في جذورها الأولى، فقد جاء الشيخ إلى الدرعية مستنصرا وليس داعما أو مؤسسا، وهذا يحل كثير من الاشكالات حول طبيعة الدولة”.
يذكر أن الأمر الملكي بتحديد يوم 22 فبراير من كل عام يومًا لذكرى تأسيس الدولة السعودية أشار إلى “بداية تأسيس الإمام محمد بن سعود قبل 3 قرون، في منتصف عام 1139هـ (1727م) للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233هـ (1818م)، وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم”.
وأضاف الأمر الملكي أن الدولة السعودية الأولى “أرست الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وصمدت أمام محاولات القضاء عليها، إذ لم يمضِ سوى 7 سنوات على انتهائها حتى تمكن الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود عام 1240هـ (1824م) من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1309هـ (1891م)”.
يركز معارضو الوهابية على أن جيشهم المسمى بالإخوان انطلق في احتلاله للحجاز من رؤية عقدية تكفيرية للمجتمع الحجازي، حيث كانوا ينظرون الى مكة والمدينة بوصفهما مدينتين مشركتين وأهلهما مشركون.
هكذا تكشف الرسائل والوفود التي بعث بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى علماء الحجاز حيث تبدو اللغة التكفيرية بارزة بصورة ملفتة. واعتبر الوهابيون أن دخولهم إلى مكة والمدينة هو فتح يستوجب النهب والسلب والتدمير والقتل بحق من عارضهم. ويضيف الباحثون أن الوهابيون لم ينقلوا السلطة السياسية الى الرياض فحسب، بل نقلوا السلطة الدينية من مكة الى بريدة، وتعرضت المدارس والمذاهب الإسلامية الأربعة في الحجاز للقمع، وعلماؤهم الى الفصل والطرد، حتى لم يتبق منهم اليوم سوى أعداد قليلة محاصرة بالقمع الفكري الطائفي الوهابي.
هذا ما فعله اتباع الوهابية لفرض سلطانهم على المسلمين في الجزيرة العربية، فما هي المرجعية الدينية التي انطلق منها هؤلاء التكفيريين، وكيف استخدموا الدين والمال وسيلة لزرع خلايا من أتباع هذا الفكر في مناطق متفرقة من العالم العربي
دس الفكر الوهابي في عقول شريحة لا يستهان بها من المسلمين خارج الجزيرة العربية بات هاجسا حقيقيا يتهدد الاسلام وسلام الشرق الاوسط، وعلى صعيد الازمة السورية يتساءل الكثيرون: هل يمكن للوهابية السعودية أن تسيطر على عقول وعقائد السوريين بعد أن سيطر إرهابيو الوهابية على بعض قراهم وعلى شوارع بعض مدنهم كما في حمص وادلب؟
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
يجيب الكاتب ياسر خضرمن يرفض إمكانية حصول هذا الأمر عليه أولا أن ينظر إلى البلاد التالية التي لم يكن فيها قبل ثلاثة عقود أي وجود للوهابية، وهي الآن تموج بالوهابيين بعد أن تحول الملايين من مواطنيها، خاصة منهم القرويين والفقراء، إلى المذهب الوهابي. ومن المعروف أن السعودية وقطر تمولان نشاطات أحزاب الوهابية وتياراتها وتقدمان لها أموالا تكفي ليتحول الوهابيون إلى مصدر الخدمات الطبية والدينية والتعليمية لملايين المسلمين الفقراء حول العالم شرط دخولهم في المذهب الوهابي وإثباتهم لذلك الانتماء بالعمل والقول.
اليمن: لم يكن فيها سوى بعض المساجد التي يؤمها الوهابيون أصبحت الآن موطنا لملايين الوهابيين وهناك محافظات كاملة أصبح سكانها تحت سيطرة التيار الوهابي الديني لا المسلح فقط.
الجزائر: التي تحول ريفها إلى ريف يتقاسمه السنة والوهابيون مع أرجحيه للوهابية.
العراق: الذي دخلت الوهابية اليها بشكل واسع مع الاحتلال الاميركي فتمكنت خلال سنوات قليلة من إقامة قاعدة شعبية لها في تلك البلاد التي لا تزال تعاني من إجرام الوهابيين الذي أتوا أولا بحجة قتال الاحتلال فقتلوا من السنة العراقيين ولم يقتلوا من الاحتلال إلا أفرادا قليلين
سورية: التي لا يزال الكثير من علماء وأفراد أهل السنة غافلون عن خطر الوهابية الديني على دينهم بسبب اعتقاد بعضهم بأن الوهابية جزء من مذاهب أهل السنة.
ويتساءل الكاتب، ألم تقتل الوهابية مئات آلاف السنة من الشافعية والمالكية والحنفية في مكة والمدينة وفي الحجاز عامة وفيما حولها من بلاد دخلتها الوهابية بحد السيف فأعملت في أهلها قتلا؟ (1902-1926)