استطاع هذا الضابط أن يقنع الشريف حسين أنّه يدافع عن وطن عربي مستقلّ عن الحكومة العثمانية في اسطنبول. وهكذا أقنعه ببدأ الثورة العربية الكبرى، لكنّه خان الشريف حسين. يعرف هذا الرجل باسم لورنس العرب.. فماذا تعرف عنه
“وفي النهاية كان لا بد من أن أنضم إلى المؤامرة، وأن أطمئن الرجال العرب، فالأفضل لنا أن نفوز بدلاً من أن نخسر، حتى وإن نكثنا بوعدنا”. هذه الكلمات تلخِّص فلسفة وطريقة لورنس العرب وما فعله في العالم العربي.
وقد قال هذه الكلمات في كتابه “أعمدة الحكمة السبعة” الصادر عام 1922 الذي وضع فيه خلاصة تجربته السياسة في “إدارة” أنظمة دول الشرق الأوسط بعد سقوط الدولة العثمانية، ودوره شخصياً في قيام الثورة العربية الكبرى على العثمانيين، وبالتالي دوره في التاريخ الحديث للجزيرة العربية، ودوره هذا هو المفتاح لفهم الأحداث التي شكلت جزءًا كبيرًا من المنطقة العربية خلال المئة عام الماضية.
الجدل حول شخصية توماس لورنس
حازت شخصية توماس إدوارد لورنس على شهرةٍ عالميةٍ كبيرة نتيجة حالة الجدل التي قامت حوله -والتي لا تزال قائمة- على حجم مشاركته وأهميتها في ثورة العرب التي قام بها الهاشميين بقيادة الشريف حسين على الدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى.
اختلفت الآراء حول شخصيته، فمنهم من وصفه بالبطل والمغامر و”ملك العرب غير المتوّج” وأنه صانع الثورة الفعلي، ومنهم من لقبه بـ “الجاسوس” الذي اندس بين العرب لأغراضٍ استعمارية بحتة، و”المخادع” صاحب الخديعة الكبرى -وهي إشارة للثورة الكبرى-، الذي خان أصدقائه العرب مع الدبلوماسيين البريطانيين والفرنسيين في اتفاقية سايكس-بيكو التي قسمت الدول العربية تماماً.
فيما اعتبره البعض كاتباً كبيراً وأحد أهم علماء الأثار في القرن العشرين، بينما يرى آخرون أنه في أفضل الحالات يمثل علامةً هامشية على الأيام الأخيرة من الإمبراطورية البريطانية. وفي الحقيقة، يعتبر لورنس من الاعمدة التأسيسية التي قامت عليها فكرة تقسيم منطقتنا العربية والاسلامية بدءً من خديعة بعض زعماء قبائل العرب وليس انتهاءً بدعم فكرة اشا الدين الوهابي وشبه جزيرة العرب التي ما زال المسلمون يعانون منها الى يومنا هذا
وقد كان للصحافة الأمريكية وهوليوود دورٌ كبير في زيادة شهرته، عبر فيلم “لورنس العرب”، من بطولة بيتر أوتول عام 1962، التي أظهرته بعينيه الزرقاوين الحادَّتين وثوبه العربيّ وطوله الفارع، بشخصيةٍ متعاطفةٍ مع العرب، إلا أنه لم يكن شبيهاً على الإطلاق بلورنس الحقيقي، لا بشكله وطوله إذ لم يتجاوز طول لورنس العرب 165 سم، ولا بدوره الحقيقي في أرض الواقع.
وقد أعلنت وزارة السياحة السعودية مؤخراً أنّها ستقوم بترميم المنزل الذي أقام فيه لورنس العرب عشية حملةٍ عسكريةٍ شهيرة قادها ضد الإمبراطورية العثمانية، ليصبح مزاراً سياحياً جذَّاباً، وذلك يعني أن هناك الكثير من العرب ما زالوا مؤمنين بأن هذا الشخص كان يُساعدهم، وقد تم خذلانه من الحكومة البريطانية تماماً كما تم خذلان العرب.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
سنتعرف في هذا التقرير أكثر عن شخصية لورنس العرب هذا، ودوره في الثورة العربية الكبرى وتوقيع اتفاقية سايكس بيكو، وبالتالي تقسيم العالم العربي.
من هو لورنس العرب؟
وُلد توماس إدوارد لورنس في 16 آب/ أغسطس 1888 في مقاطعة ويلز البريطانية، وهو الابن غير الشرعي الثاني من والدته سارة ماردين لورنس ووالده السير توماس تشامبان، بعد أن انفصل والده عن زوجته الشرعية، وهرب مع مربية بناته منها، وهي والدة لورنس وأنجبا خمسة أبناء دون زواج، وقد مات إثنان منهم في الحرب العالمية الثانية.
وقد حمل لورنس اسم والدته عوضاً عن والده، وتُشير أغلب المصادر أنه لم يكن يعلم حقيقة العلاقة بين والديه إلا بعدما أصبح في العاشرة من عمره، وفقاً لكتاب “لورنس العرب بين الحقيقة والخيال” لمؤلفه الدكتور حسيب إلياس حديد.
وبحسب الكتاب فإن لورنس كان يرفض مسألة اللاشرعية التي تخيم على ولادته وأنها لم تكن لها تأثير في شخصيته، ولكنها كانت من أكثر العوامل المؤثرة في شخصيته الإنعزالية حسب بعض التحليلات.
انتقلت أسرته إلى فرنسا وتلقى تعليمه هناك وعاش حياة الرفاهية، ولكنه كان يُعاني من قصر قامته ويقال أنّ سبب ذلك التهابٌ في الغدة النكافية الذي أصابه في طفولته.
ويقال أنّ قصر قامته كان يؤثر سلباً في نفسيته، ولكنه حاول تجاوز هذا الأمر عن طريق الإقتداء بنابليون بونابرت الذي كان قصير القامة أيضاً، لذلك اهتم في بداية حياته بدراسة الهندسة والاستراتيجية العسكرية وبحث التاريخ العسكري.
عاد لورنس مع أسرته إلى إنجلترا ليكمل بعدها تعليمه الجامعي في جامعة أكسفورد، وحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم، ثم أراد أن ينال شهادة أستاذ، وهذه الشهادة تقتضي كتابة رسالة مطولة في موضوع ما، وبحكم إعجابه بفكرة الحملات الصليبية وكذلك بشخصية الملك الإنجليزي ريتشارد قلب الأسد قائد إحدى الحملات الصليبية، اختار موضوع “الفن المعماري الحربي عند الصليبين في الشرق”، وفقاً لدراسة “لورنس العرب ودوره في الثورة العربية 1916” للباحثة يمينة فتحي.
ضابط مخابرات اندسّ بين العرب
قرر لورنس أن يزور سوريا بصحبة أستاذه الجامعي جورج هوغارث الذي يعمل مع المخابرات البريطانية – وفقاً لكتاب “الألسن والأيدي المقطوعة: جواسيس إسرائيل في لبنان” للكاتبة ياسمين قعيق- عام 1909 لمشاهدة القلاع التي بناها الصليبيون هناك، وبدأ ترحاله في بلاد الشام وفلسطين ومصر والحجاز، وظل مقيماً في سوريا منذ عام 1911 حتى عام 1914، وفي هذه الفترات أجاد التحدُّث باللغة العربية بطلاقة وأقام علاقاتٍ طيبة مع القبائل العربية، علماً بأنه كان يحصل على الترخيص من السلطات العثمانية للبحث عن الآثار.
عند اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، وإعلان بريطانيا الحرب على الدولة العثمانية، تم تعيين لورنس في قسم الخرائط التابع لمكتب المعلومات في مصر، وفي عام 1916 قامت الحكومة البريطانية بنقله إلى المخابرات السرية وتعيينه مشرفاً على المكتبة العربية للاستفادة من خبرته في المنطقة من ناحية اللغة والمجتمع والمواقع الجغرافية وجمع المعلومات الخاصة بالحرب، وكيفية التعامل مع العرب.
وتزعم بعض الروايات أن لورنس لم يتلقَّ أي تدريب عسكري ولم يلتحق بكليةٍ حربية، ولكنه حصل على رتبة نقيب في هيئة الأركان العامة عام 1917، وهي رتبة لا يمكن الارتقاء إليها إلا بعد خدمة سنواتٍ طويلة في الجيش البريطاني.
إندلاع الثورة العربية الكبرى
وفي منتصف الحرب العالمية الأولى، وتحديداً في 10 يونيو 1916، إندلعت ما تعرف بالثورة العربية الكبرى ضد الدولة العثمانية، بدأت في الحجاز، حينما أعلنها الشريف الحسين بن علي في مدينة مكة، وامتدت إلى جدة والطائف والمدينة وبلاد الشام والعراق.
ولا يخفى على أحد أن الثورة العربية الكبرى قد قامت بتشجيعٍ وترتيبٍ واضح من الحكومة البريطانية للشريف حسين على فرضية وجود مصالح مشتركة بينهما، والتي كانت مدركة حجم التوتر حينها بين الدولة العثمانية والعرب الناجم عن سوء إدارة حكومة الإتحاد والترقي التركية، بدأت منذ بداية الحرب العالمية الأولى مباحثات بين الأمير عبدالله بن الشريف حسين واللورد كتشنر “وزير الحربية البريطاني” وتبعها مراسلات بين الشريف حسين ومكماهون المعتمد البريطاني في مصر.
وقد هدفت الثورة العربية الكبرى كما نصّ عليه في ميثاق دمشق الذي اتفق عليه العرب مع الشريف حسين لإرسال مطالبهم إلى الإنجليز في مراسلات الحسين – مكماهون على خلع طاعة الدولة العثمانية، وإقامة دولة عربية، أو اتحاد دول عربية يشمل شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام عدا ولاية أضنة التي اعتبرت ضمن سوريا في ميثاق دمشق مع احترام “مصالح بريطانيا في جنوب العراق” وهي المنطقة الجغرافية التي تبدأ في بغداد وتنتهي بالساحل الشمالي للخليج العربي.
لم تستطع الثورة العربية أن تكون ذات قوة في بدايتها من الناحية العسكرية والسياسية، لدرجة أن الحكومة البريطانية أصبحت غير مقتنعة بدعم هذه الثورة بشكل كاف، وهنا رأى لورنس أنه يتوجب عليه التدخُّل بشكلٍ مباشر للإشراف على الثورة بشكلٍ شخصي، وقد بذل مجهوداً كبيراً لإقناع جهاز المخابرات البريطاني بأن يتولَّى زمام الأمور وهذا ما حدث.
لورنس العرب أم لورنس المخادع؟
كانت رؤية لورنس للثورة تتلخَّص بأنها ما زالت منقوصة، تحتاج لقائدٍ يشعلُ لهيبها، ودعمٍ ماليٍّ وعسكريٍّ من حكومته، وبدوره توجَّه إلى معسكر الأمير فيصل (ابن الشريف حسين) في 21 أكتوبر/ تشرين الأول في وادي صفراء القريبة من جدة، وقد وجد لورنس في فيصل الصفات القيادية المطلوبة، وفقاً لكتاب لورنس نفسه.
استطاع لورنس إقناع العرب بأنَّه يسعى فقط إلى منحهم الحرية والاستقلال عن الدولة العثمانية، إلا أنَّ التقارير التي كان يرفعها إلى المخابرات البريطانية تكشف زيفه، فقد حدد أهدافه في أحد تقاريره الرسمية في عام 1916 بقوله:
أهدافنا الرئيسية: تفتيت الوحدة الإسلامية ودحر الإمبراطورية العثمانية وتدميرها، وإذا عرفنا كيف نعامل العرب، وهم الأقل وعياً للاستقرار من الأتراك، فسيبقون في دوامة من الفوضى السياسية داخل دويلات صغيرة حاقدة ومتنافرة، غير قابلة للتماسك، إلا أنها على إستعداد دائم لتشكيل قوة موحدة ضد أي قوة خارجية.
يقول روبرت ماكنامارا وزير الدفاع الأمريكي فترة 1961-1968 في كتابه “الهاشميون وحلم العرب”:
منذ أكتوبر 1916، استطاع لورنس أن يمضي العامين التاليين في شبه الجزيرة العربية وهو يلعب دوراً رائداً فيها. لورنس، دون شك، لعب دوراً بارزاً في الثورة التي كانت تصارع بيأسٍ عند وصوله. ويكمل أنه تولى القيادة العسكرية بالتنسيق مع الجنرال جيبلرت كلايتون وضابط المخابرات العسكرية البريطانية في مصر (كانت مصر حينها تحت الانتداب البريطاني) للحصول على الدعم العسكري.
ومباشرةً إرتدى لورنس الزي العربي الحجازي، وبدأ في التخطيط لتنظيم الضربات العسكرية بعد كسب ولاء القبائل العربية للأمير فيصل وله، واعتمد في الثورة على حرب العصابات التي لا تكلِّف البريطانيين المشغولين في الحرب كثيراً، ولكنها تشكل ضربات موجعة للدولة العثمانية.
بدأ لورنس بتنظيم ضربات لخطوط سكك الحديد العثمانية في مناطق مختلفة، وتدمير الجسور وقطع خطوط الهواتف، ثم بدأ بمهاجمة بعض المدن واحتلالها مثل محافظة الوجه في تبوك في شمال الحجاز في 25 يناير/ كانون الثاني 1917، وفي 6 يوليو/ تموز استطاع الإستيلاء على العقبة وامتدت عملياته إلى الأردن وسوريا ومصر، وفي شهر أكتوبر استطاع تدمير أجزاءً كبيرة من قطار الحجاز العثماني الواصل بين دمشق والمدينة، الأمر الذي شل حركة الجيش العثماني في الشرق.
وفي بداية عام 1918، توجه لورنس إلى سوريا بالتنسيق أيضاً مع القوات البريطانية لدحر القوات العثمانية من هناك، وفي يوم 1 أكتوبر/تشرين الأول دخلت القوات البريطانية بقيادة لورنس العرب مع حلفائها العرب وجنود من أستراليا ونيوزيلندا بعد أن حسمت المعركة بانتصار الحلفاء على العثمانيين وتسليم دمشق لما أصبح لاحقًا “ملك الحجاز” فيصل الأول بن الشريف حسين.
مثَّل الاستيلاء على دمشق نقطة تحول كبيرة في حياة لورنس العرب، وكانت بمثابة ناقوس يعلن مغادرته المنطقة العربية بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى في 11 نوفمبر 1918.
وفي مشهدٍ تاريخيٍّ مهم، يبدو أنه كان دلالةً على أن لورنس الذي كان معجباً بالحملات الصليبية، رأى أنه أكمل نجاح الحملات الصليبية بعد مرور قرونٍ طويلة عليها. فقد زار لورنس قبر صلاح الدين الأيوبي في دمشق عام 1918، وانتشل إكليلٍ ذهبيّ أهداه الإمبراطور الألماني “غليوم الثاني” إلى ضريح صلاح الدين الأيوبي أثناء زيارته له عام 1898م، كتب عليه بالعربية: “غليوم الثاني قيصر ألمانيا وملك بروسيا تذكاراً للبطل السلطان صلاح الدين الأيوبي” .
انتشله لورنس العرب قائلاً: “إن صلاح الدين لم يعد يريده” وأرسله إلى إنجلترا ليوضع في المتحف الحربي، وفقاً لمذكرات لورنس التي وردت في كتاب “الصحراء تشتعل: لورانس العرب وأسرار الحرب البريطانية في الجزيرة العربية” للكاتب الأمريكي جايمس بار.
حضر لورنس مؤتمر السلام في فرساي عام 1919 الذي وقَّع عليه الحلفاء المنتصرون، عضواً في الوفد البريطاني ومترجماً للأمير فيصل الأول الذي أيقن تماماً أن لورنس وحلفائه قد خدعوه “الخديعة الكبرى”، وبعد إنتهاء المؤتمر عاد لورنس إلى بلاده وشرع في تأليف كتابه “أعمدة الحكمة السبعة”.
يُقصد بالخديعة الكبرى أنّ لورنس العرب، وبدعمٍ من الحكومة البريطانية قد وعد العرب بدولةٍ مستقلةٍ خاصةٍ بهم بعد انهيار الدولة العثمانية، إلا أنه في عام 1916 تحديداً وبعد إنتهاء مراسلات الشريف حسين- مكماهون، كان الفرنسيون والبريطانيون قد أبرموا فيما بينهم اتفاقاً سرياً اسمه “سايكس-بيكو” لتقسيم الشرق الأوسط بينهما.
وباختصار كان دور لورنس يكمن في تهيئة الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة العربية، والتلاعب بالعرب وإقناعهم بالانضمام للإنجليز مقابل توهيمهم بأساليبه الاستخباراتية المقنعة، بأن بريطانيا ستحقق لهم مطالبهم.
وبالطبع كان هذا تمهيداً لتطبيق الوعود الحقيقية التي توعدت بها بريطانيا لليهود في وعد بلفور في 2 تشرين الثاني 1917 التي تكفل بإعطاء وطن قومي لليهود في فلسطين، فضلاً عن اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت العالم العربي كله.
يقول لورنس في مذكراته:” لو لم أكن مجنوناً لاستطعت أن أتبين أنه إذا ربحنا الحرب فلن تكون الوعود التي بذلناها للعرب إلا حبراً على ورق ولو أنني كنت مستشاراً شريفاً لسرَّحت رجالي، ولما تركتهم يعرِّضون حياتهم للخطر من أجل هذه المغامرة، ولكن الإيحاء العربي كان أداتنا الوحيدة لكسب الحرب، ولذا أكدت لهم بأن إنجلترا تحافظ على كلمتها قولاً وفعلاً، لكن وبطبيعة الحال كنت على الدوام متألماً وخجولاً من هذا التأكيد”.
في عام 1921 أصبح ونستون تشرشل الذي صار لاحقاً رئيساً للوزراء، وزيراً للمستعمرات البريطانيّة وعيَّنَ صديقه المقرب لورنس العرب مستشاراً بالطبع لشؤون العرب، وقد كان له دورٌ رئيسيّ في تنفيذ ما يسمى “بالحل الشريفي” الذي ساعد في إرساء حكم الهاشميين في العراق وشرق الأردن.
وعندما أكمل خدمته الدبلوماسية، عاد لورنس إلى الجيش في عام 1922 بعد أن أُعيدَ تجنيده في سلاح الجو الملكي، لكن باسمٍ مستعار وهو جون هوم روس في محاولةٍ لتجنُّب وهج الشهرة، وبعد أشهرٍ تالية، كشفت الصحافة سره، وخرج من سلاح الجو.
أُعيدَ تجنيده بعد ذلك عريفاً في فرقة الدبابات الملكية، لكن تحت اسمٍ مُستعار آخر، وهو توماس إدوارد شو، وهو إشارة إلى صديقه الكاتب الأيرلندي الشهير جورج برنارد شو.
وفي صباح يوم 13 مايو/أيار 1935، أسرع لورنس بإحدى درَّاجاته النارية في الريف الإنجليزي، وفجأةً رأى صبيَّين على درَّاجةٍ هوائية في طريقه الريفي الضيِّق، وانحرف لمفاداتهم فتوفِّي، ولكن الكثير من المصادر تحدثت عن أنه تم قتله عمداً.