كتبت الصحافة: يطغى اللون الرمادي على علاقات أذرع حزب الاخوان في لبنان مع الفرقاء السياسيين، فنجد أنّ منهم من ينضوي تحت فريق الثامن من آذار ومنهم من ينضوي تحت لواء الرابع عشر من آذار، ومنهم من لا يؤيد أصلًا العمل السياسي حتى أنّ هذا الأخير بقيادة حسن قاطرجي يرفض رفضًا قاطعًا الانخراط في العملية السياسية ودخول البرلمان الذي هو أساس تشريع القوانين في الأنظمة “الوضعية” التي يكفرونها.. فكيف هي علاقة الإخوان في لبنان مع الأفرقاء السياسيين؟ وعلى أي أسس تبنى؟
فهم في الاصل وحسب مؤسسهم يكفرون كل من يعمل بالدولة تحت هذا الانظمة ويقولون بوجوب جهادها ولكن لتعطشهم للسطلة يغيرون معتقدهم حسل الحاجات ، تارة يكفرون الجميع وتارة يتكتمون لانهم تجار الدين
في العقد الاخير من الزّمن، وبعد اغتيال الحريري ومع ضبابية الاتجاهات السياسية آنذاك، قسّم الإخوان أنفسهم الى فرق ضمن القطبين الأبرزين على الساحة اللبنانية، الثامن والرابع عشر من آذار. فلا نكاد نرى ذكرى اغتيال الرئيس الحريري إلا وأعلام ترفرف في الساحة تحمل اسم “الجماعة الاسلامية”، الغريب أنّ الجماعة تنزل الى ساحة واحدة مع تيّار المستقبل (العلماني)، حزب القوات اللبنانية والكتائب والاحرار(التيارات المسيحية اليمينية التي قاتلتهم الجماعة اثناء الحرب وتعتبرهم أعداء الدين)، والحزب التقدمي الاشتراكي (الدرزي) قبل انسحابه من فريق الرابع عشر من آذار. لا يخفى على أحد أنّ الجماعة تلعب على الساحة اللبنانية بتحريك تركي – قطري. بقي التحالف بين المستقبل والجماعة مستقر حتّى بدأنا نسمع شعارات تطلق في التجمعات تجمع الاضداد الفكرية كـ” تيّار، سلفيّة، جماعة اسلامية” لكن بعد تضارب المصالح بين السّعودية وقطر بعد سقوط حكم مرسي في مصر واعتبار الجماعة أنّ ما حصل في مصر انقلاب عسكري وزيارة سعد الحريري للسيسي والتي هي حتمًا تمّت بطلب سعودي، حتّى تبدّلت العلاقة من مستقرة الى منعدمة وخصوصًا بعد الانتقادات التي ظهرت من الجماعة وانصارها لهذه الزيارة.
العلاقة بين الجماعة و”حلفائها” كالمد والجزر، لا تحكمها وحدة موقف ولا وحدة هدف، فلا التقاء في الاهداف أبدًا بين التيارات العلمانية واليمينة والاشتراكية والاسلامية، فقط علاقة مبنية على المصالح المشتركة التي غالبًا ما تكون في الانتخابات البلدية والمحلية. فأنصار الجماعة يعتبرون أنفسهم في الرابع عشر من آذار وقيادة الجماعة تعتبر نفسها لا في الثامن ولا في الرابع عشر من آذار بل لها رؤية خاصة.
مع بداية الازمة السّورية، أصبحت الجماعة اللاعب السياسي الابرز للإخوان على الساحة السياسية اللبنانية رغم الانتكاسات الإقليمية لتيار الاخوان خصوصًا بعد إسقاط مرسي في مصر وإلقاء القبض على المرشد وأغلب أعضاء مكتب الإرشاد الذين ضلعوا في جرائم ضد الانسانية وكشفوا حقيقتهم الاجرامية بعد طردهم من السلطة، والانكفاء الذي حصل في تونس بعد الاغتيالات التي طالت ناشطين معارضين لحزب الإخوان تحت إسم “حركة النهضة”. اكثر علاقات الجماعة بأعضاء الثامن من آذار تتم للتنسيق الامني لمنع الإشكالات بين أنصار الطرفين خصوصًا في صيدا والبقاع وبعض أحياء بيروت.!
أمّا الفريق الثالث الممثل بالتيار المتطرف بقيادة حسن قاطرجي والذي يعمل تحت اسم “جمعية الاتحاد الاسلامي” فيرفض رفضًا قاطعًا الانضواء في العمل السياسي الديمقراطي بحجة انه تحت نظام وضعي لا يعمل بشرع الله. فنجد أنّ أكثر تحالفاته قائمة مع الاخونجية، وظهر هذا بإنشاء ما سميّ بـ”هيئة العلماء المسلمين” التي ضمّت خليطًا من الاضداد العقائدية والفكرية، بتمويل عربي ايضًا يهدف لشد عصب الشباب في الشارع السني ونقله الى التطرّف لخدمة المشاريع الاخونجيّة، فأكثر عملهم هو بالوساطات وتوجيه الدعوات لقطع الطرقات.
صغر لبنان وتنوعه يكاد أن يكون الساحة الأصعب على الصعيد الدولي لجماعة الاخوان، بعكس الشارع المصري والليبي والتونسي، لبنان دائم التميّز، والمناعة.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website