ظهر على الساحة مؤخراً روسي أسس طائفة تنتسب إلى الإسلام زورًا، رسم لنفسه مبادىء لم يسبقه إليه سواه، وملخصه أنه إذا كانت إقامة نظام الخلافة صعبة على الأرض “فلنعمل على إقامتها إذن تحت الأرض”!! فأقنع أتباعه بعزل أبنائهم عن العالم، ففعلوا وسلموه فلذات أكبادهم، فعزلهم في زنزانات طوال 10 سنوات، إلى أن وقع في قبضة الشرطة الروسية.
ومن المعلومات التي راجعها موقع ملفات أهل السنة والجماعة عن فايز رحمان ساتاروف، البالغ من العمر 83 عاما، أنه كان يزعم بأن “المدد” الالهي يأتيه عبر رؤية تحمله دائما على الشعور بأنه رجل مميز ومختار، أو “نبي” عصري بعمامة خضراء.
وأسس ساتاروف طائفته في مدينة كازان، وهي عاصمة جمهورية تاتارستان الروسية على نهر “فولتا” الشهير، حيث وقع معه في الأسر 70 ممن صدقوه وسلمه بعضهم أولاده، وأعمارهم من عام إلى 17 سنة، وهم من عثروا عليهم ممنوعين من ضوء الشمس منذ بداية العام 2000 تقريبا.
ووجه مكتب المدعي الروسي تهما عدة في إطار سوء معاملة الأطفال لأفراد طائفة منتسبة إلى الإسلام تسمي نفسها “المؤمنون” بعد تنامي الشبهات في أنهم يحتجزون صغارهم داخل زنزانات تحت الأرض لأكثر من عشر سنوات.
ونقلت الصحف الغربية، على الأقل، عن تلفزين “فيستي” الروسي أن مكتب المدعي في كازان ، عاصمة إقليم تتاستان الذي تقطنه أغلبية مسلمة كاسحة ، وجه الاتهام بشكل رئيسي إلى مؤسس الطائفة وإمامها، فايز رحمن ستاروف وهو إمام سابق في إقليم بشكيروستان المجاور – في الإطار نفسه وتحديدا تحت بند الإهمال
وعلم أن ستاروف هذا أعلن نفسه نبيا وأصدر أوامره إلى نحو 70 من أتباعه بالامتناع الكامل عن أي اتصال بأي شكل كان مع العالم الخارجي، ولهذا فقد أقام هؤلاء الأخيرون زنزانات لإقامتهم تحت منزل في محيط كازان الخارجي منذ مطالع القرن الجديد، ولم يكن يسمح إلا لعدد صغير معين بالخروج لغرض البيع والشراء في أحد أسواق المدينة.
ونقل تلفزيون “فيستي” عن ناطق باسم مكتب المدعي العام أن هذا الوضع أجبر نحو 20 من الصغار – تتراوح أعمارهم بين12 سنة و17 سنة – على العيش في هذه الزنزانات، وأن بعضهم لم ير نور الشمس بعينيه طوال حياته، وقالت طبيبة الأطفال، تاتانيا موروز، إن الصغار نقلوا جميعا إلى أحد المستشفيات، وسيعيشون بعد إكمال الفحوصات الطبية عليهم، للعيش في دار للأيتام إلى حين بت القضاء في أمرهم بشكل نهائي
وكانت الزنزانات التي أقامها “المؤمنون” بدائية بدون تهوية أو تدفئة أو كهرباء، وشيدت على ثمانية طوابق تحت المنزل المؤلف أصلا من ثلاثة طوابق ويشغل مساحة 700 متر مربع.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وقال ناطق باسم الشرطة المحلية إن السلطات ستشرع في هدمه بأسرع وقت ممكن لأنه بني بدون ترخيص رسمي.
وعثرت الشرطة الروسية على هذا المقر السري الأسبوع الماضي عندما بدأت تفتيش المنزل كجزء من عملية البحث عن تتاري قتيل يعتبر بين أبرز أئمة المدينة
وألقى المسؤولون المحليون باللائمة في اغتياله على الجماعات الوهابية( الوهابية فرقة شذت عن المسلمين يسمون أنفسهم سلفية و يكفرون جميع المسلمين, بالإضافة إلى اعتقادهم الصهيوني بأن الله جسم يجلس و يتحرك و يذهب و يجيء والعياذ بالله تعالى) التي راحت تتكاثر في السنوات الأخيرة في هذه المنطقة الغنية بالنفط.
يذكر أن ستاروف – إضافة إلى زعمه النبوءة – أعلن منزله هذا دولة إسلامية مستقلة، ورغم أنه كان يعيش مع أفراد طائفته السرية في أطراف كازان، فإن وسائل الإعلام المحلية تقول إن له أتباعا آخرين في مدن تتارية أخرى عدة، ومع ذلك فإن طائفته في منزله بكازان ترفض استقبال أي أعضاء جدد بغض النظر عن ولائهم لها.
غاب عن ذهن ستاروف أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أخبر و قال أنه هو آخر الأنبياء و ليس بعد نبي أو رسول, فقال صلى الله عليه وسلم “لا نبي بعدي”, وغاب عن ذهنه أن الأنبياء كلهم أتوا بدين واحد وهو دين الإسلام, يدعون إلى عبادة الله الذي لا شريك له و لا مثيل له, الإله الذي لا جسم و لا حيّز و لا حد ولا مكان و لا زمان له.
وكان هذا الرجل قد قال في حوار مع صحيفة “كومسومولوسكايا برافدا” اليومية إنه انشق عن تيار الأئمة الرئيسي وعن سلطات البلاد خلال الحقبة الشيوعية عندما أرسلته “كيه جي بي” (المخابرات السوفياتية) إلى عدد من الدول الإسلامية ليبيّن لها الحرية التي ينعم بها المسلمون داخل الاتحاد السوفياتي.
وتبعا للتقارير الواردة فقد أحدثت الواقعة صدمة وسط 1,5 مليون نسمة هم عدد السكان في عاصمة الإقليم الواقعة عند ملتقى نهري الفولغا والكازانكا.