Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
[باب منه وبيان كيفية الميزان ووزن الأعمال فيه ومن قضى لأخيه حاجة]
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يستخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً كل سجل مثل مد البصر ثم يقول أتنكر من هذا شيئاً، أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب. فيقول: أفلك عذر؟ فقال: لا يا رب فيقول: بل إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فيقول احضر وزنك فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: إنك لا تظلم قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء» قال حديث حسن غريب وأخرجه ابن ماجه في سننه وقال بدل قوله في أول الحديث «إن الله يستخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق» وذكر الحديث
وفي الخبر «إذا خفت حسنات المؤمن أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بطاقة كالأنملة فيلقيها في كفة الميزان اليمنى التي فيها حسناته فترجح الحسنات فيقول ذلك العبد المؤمن للنبي صلى الله عليه وسلم بأبي أنت وأمي ما أحسن وجهك وما أحسن خلقك فمن أنت؟ فيقول: أنا نبيك محمد وهذه صلاتك علي التي كنت تصلي علي قد وفيتك إياها أحوج ما تكون إليها» ذكره القشيري في تفسيره، وذكر أبو نعيم الحافظ بإسناده «من حديث مالك بن أنس والعمري عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قضى لأخيه حاجة كنت واقفاً عند ميزانه فإن رجح وإلا شفعت له» .
وقال أبو حامد: والسبعون الألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب لا يرفع لهم ميزان ولا يأخذون صحفاً، وإنما هي براءات مكتوبة لا إله إلا الله محمد رسول الله هذه براءة فلان ابن فلان قد غفر له وسعد سعادة لا يشقى بعدها فما مر عليه شيء أسر من ذلك لمقام
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال: «تنصب الموازين يوم القيامة فيؤتى بأهل الصلاة فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصيام فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الحج فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينتشر لهم ديوان ويصب عليهم الأجر صباً بغير حساب» ذكره القاضي منذر بن سعيد البلوطي رحمه الله
وروى الحسين بن علي رضوان الله عليهما قال: قال لي جدي صلى الله عليه وسلم: يا بني عليك بالقناعة تكن أغنى الناس وأد الفرائض تكن أعبد الناس يا بني إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان يصب عليهم الأجر صباً وقرأ صلى الله عليه وسلم {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} » ذكره أبو الفرج الجوزي في كتاب روضة المشتاق
قال ابن فورك: وقد أنكرت المعتزلة الميزان بناء منهم على أن الأعراض يستحيل وزنها إذ لا تقوم بأنفسها، ومن المتكلمين من يقول كذلك، وروي ذلك عن ابن عباس أن الله تعالى يقالب الأعراض أجساماً فيزنها يوم القيامة وقد تقدم بهذا المعنى. والصحيح ان الموازين تثقل بالكتب فيها الأعمال مكتوبة وبها تخف كما دل عليه الحديث الصحيح والكتاب العزيز. قال ابن عمر: توزن صحائف الأعمال وإذا ثبت هذا فالصحف أجسام فيجعل الله تعالى رجحان إحدى الكفتين على الأخرى دليلاً على كثرة أعماله بإدخاله الجنة أو النار
وقد جاء أن كفة الحسنات من نور، والأخرى من ظلام، والكفة النيرة للحسنات والكفة المظلمة للسيئات، وجاء في الخبر أن الجنة توضع عن يمين العرش والنار عن يسار العرش، ويؤتى بالميزان فينصب بين يدي الله تعالى كفة الحسنات عن يمين العرش مقابل الجن، وكفة السيئات عن يسار العرش مقابل النار
وروي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال: توضع الموازين يوم القيامة فلو وضعت فيهن السموات والأرض لوسعهتن، فتقول الملائكة: يا ربنا ما هذا؟ فيقول: أزن به لمن شئت من خلقي، فتقول الملائكة عند ذلك: ربنا ما عبدناك حق عبادتك. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: توزن الحسنات والسيئات في ميزان له لسان وكفتان
فصل: قال علماؤنا رحمهم الله: الناس في الآخر، ثلاث طبقات متقون لا كبائر لهم، ومخلطون وهم الذين يوافون بالفواحش والكبائر، والثالث الكفار فأما المتقون: فإن حسناتهم توضع في الكفة النيرة وصغائرهم إن كانت لهم الكفة الآخرى، فلا يجعل الله لتلك الصغائر وزناً وتثقل الكفة النيرة حتى لا تبرح، وترتفع المظلمة ارتفاع الفارغ الخال وأما المخلطون، فحسناتهم توضع في الكفة النيرة وسيئاتهم في الكفة المظلمة، فيكون لكبائرهم ثقل، فإن كانت الحسنات أثقل ولو بصؤابة دخل الجنة وإن كانت السيئات أثقل ولو بصؤابة دخل النار إلا أن يغفر الله، وإن تساويا كان من أصحاب الأعراف على ما يأتي هذا إن كانت للكبائر فيما بينه وبين الله، وأما إن كانت عليه تبعات وكانت له حسنات كثيرة فإنه ينقص من ثواب حسناته بقدر جزاء السيئات لكثرة ما عليه من التبعات فيحمل عليه من أوزار من ظلمه، ثم يعذب على الجميع