لم تكن تصريحات بعض المسؤولين في الدول العربية غريبة حول أسباب إنشاء وانتشار الفكر الوهابي، صحيح أن التوجه الوهابي لم يكن موجودا في الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي وهو خطأ وقع فيه، فالفكر الوهابي جاء مع مؤسسها الأول محمد بن عبد الوهاب، ولكن الذي يمكننا أن نتفق معه هو أن هذا الفكر تم دعمه وبقوة في الحرب الباردة وتمّ استخدامه من أجل تهييج الشعوب الاسلامية للتضامن مع المجاهدين الأفغان والذين تطوروا إلى القاعدة فيما بعد.
لم يكن هذا هو الغرض فقط وإنما أيضا كان الهدف أن تتمركز القيادة الدينية حول جماعة تسيطر عليها مخابرات واجهزة ماسونية، وأن يتم توجيه أنظار المسلمين وقلوبهم وعقولهم على بلاد الحرمين بحيث يتم الرجوع إلى علمائها وفقهائها، ولذلك تمت الخدعة باستخدام عدد من الشخصيات مثل ابن باز وابن العثيمين والألباني كأسماء لها رنينها الاعلامي في آذان الناس.
يقول احد الصحفيين المتابعين لهذا الملف: “أصبحنا نعيش في هذا الهوس الديني في توجهه الوهابي يدعمه طبعا كوادره الذين تبرأوا منه تماما ولكن بقيت القاعدة الشعبية وإلى الآن تؤمن به وتعتنقه. طبعا كان هناك هدف آخر وهو إقصاء كل من يتبنى غير خطها الديني واتهام من يخالفها بأنه متساهل ومبتدع وحتى تكفيره وإخراجه من سياق الكتاب والسنة وكان هدفهم الأساسي هو الصوفية”
ورغم كل الأموال التي أدخلوها من أجل تشويه صورة غالبية المسلمين ومحاولة تغيير عقيدتهم من عقيدة تنزيه الله عن المكان والشبيه بالاضافة الى تكفير غالبية المسلمين فقط لانهم يتوسّلون بنبيّهم محمد، إلا أنها باءت بالفشل وخاصة بعد أن ظهرت وجوههم الحقيقة فيما بعد الربيع العربي ووقوفهم بعلمائهم وقادتهم ضد تحرر الشعوب من رقبة الاستبداد السياسي حتى ولو كان بضرب بعض من ينتمون للإسلام السني.
إذا نحن أمام واقع جديد بعد هذه التصريحات الجيّدة من المسؤلين الخليجيين، وهي خدمة عظمى للإسلام السني بحيث يتم التبرؤ تدريجيًا من هذه الحركات والمعتقدات التكفيرية التجسيمية الارهابية، وخلال أكثر من ٤٠ عاما فهل ستسعى دول الخليج بعد هذه التصريحات من أجل إخبار وعي الأمة الجمعي من أن مسارها الأول كان مخطئا وأن على الجميع العودة فعلا إلى الإسلام الوسطي الحقيقي المبني على التعايش والتسامح.
كل هذه الافتراضات واردة ومن حقنا طرحها ومحاولة الإجابة عليها.. كانت هذه بداية رصد فقط لتوابع هذا الفكر المشوّه الارهابي الذي فُرض على كثير من الشعوب، وهذا بعض ما جنى على أمتنا الاسلامية. والحقيقة أن كثيرا من هذه الحركات التي تنتسب زورًا الى الاسلام لم تنشأ بدافع سليم وإنما في معظمها لأغراض مختلفة منها شخصية وسياسية وحتى اقتصادية وهذا معروف على امتداد عالمنا الإسلامي.
وما كل هذا الرصد ألا يمكن القول أن الإسلام السني كان مظلوما وما زال، وخاصة ممن يدعي أنه يمثله في العالم الإسلامي. وكما قيل: حاميها حراميها.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
لا تنسوا متابعتنا على الانستقرام