Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
[باب كيف الجواز على الصراط وصفته ومن يحبس عليه ويزل عنه، وفي شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته عند ذلك، وفي ذكر القناطر قبله والسؤال عليها وبيان قوله تعالى: ” وإن منكم إلا واردها “]
يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئاً فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيث
روي عن بعض أهل العلم أنه قال: لن يجوز أحد الصراط حتى يسأل في سبع قناطر، أما القنطرة الأولى: فيسأل عن الإيمان بالله، وهي شهادة أن لا إله إلا الله، فإن أجاز بها مخلصاً، والإخلاص قول وعمل جاز، ثم يسأل على القنطرة الثانية عن الصلاة، فإن جاؤ بها تامة جاز، ثم يسأل على القنطرة الثالثة عن صوم شهر رمضان، فإن جاء به تاماً جاز، ثم يسأل على القنطرة الرابعة عن الزكاة فإن جاء بها تامة جاز، ثم يسأل في الخامسة عن الحج والعمرة فإن جاء بهما تامتين جاز، ثم يسأل في القنطرة السادسة عن الغسل والوضوء فإن جاء بهما تأمين جاز، ثم يسأل في السابعة وليس في القناطر أصعب منها فيسأل عن ظلامات الناس
وذكره أبو حامد في كتاب كشف علم الآخرة: أنه إذا لم يبق في الموقف إلا المؤمنون والمسلمون والمحسنون والعارفون والصديقون والشهداء والصالحون والمرسلون ليس فيهم مرتاب ولا منافق ولا زنديق فيقول الله تعالى: يا أهل الموقف من ربكم؟ فيقولون: الله، فيقول لهم: أتعرفونه؟ فيقولون: نعم
توهم نفسك يا أخي إذا صرت على الصراط ونظرت إلى جهنم تحتك سوداء مظلمة قد لظى سعيرها وعلا لهيبها وأنت تمشي أحياناً وتزحف أخرى، قال:
وقاموا من قبورهم سكارى … بأوزار كأمثال الجبال
وقد نصب الصراط لكي يجوزوا … فمنهم من يكب على الشمال
ومنهم من يسير لدار عدن … تلقاه العرائس بالغوالي
يقول له المهمين يا وليي … غفرت لك الذنوب فلا تبالي
وقال آخر:
إذا مد الصراط على جحيم … تصول على العصاة وتستطيل
فقوم في الجحيم لهم ثبور … وقوم في الجنان لهم مقيل
وبان الحق وانكشف الغطاء … وطال الويل واتصل العويل
من حديث أبي هريرة فيأتون محمداً صلى الله عليه وسلم فيؤذن لهم وترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبتي الصراط يميناً وشمالاً فيمر أولهم كالبرق الخاطف قال: قلت بأبي أنت وأمي وأي شيء كمر البرق؟ قال: «ألم تر إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟ ثم كمر الريح، ثم كمر الطير وشد الرجال تجري بهم أعمالهم ونبيكم صلى الله عليه وسلم قائم على الصراط يقول: رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل ولا يستطيع السير إلا زاحفاً
وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت بأخذه فمخدوش ناج، ومكردس في النار، والذي نفس محمد بيده: إن قعر جهنم لسبعون خريفاً
ذكر مسلم أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري وفيه: ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون: اللهم سلم سلم قيل: يا رسول الله، وما الجسر؟ قال: دحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسكة تكون بنجد فيها شوكة يقال لها السعدان: فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكردس في نار جهنم
وفي رواية قال أبو سعيد الخدري: «بلغني أن الجسر أدق من الشعر وأحد من السيف» وفي رواية «أرق من الشعر» رواها مسلم
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يوضع الصراط بينم ظهراني جهنم على حسك كحسك السعدان، ثم يستجيز الناس فناج مسلم ومخدوج به ثم ناج ومحتبس به ومنكوس فيها»
قال: وأخبرنا عوف عن عبد بن سفيان العقيلي قال: [يجوز الناس يوم القيامة على الصراط على قدر إيمانهم وأعمالهم، فيجوز الرجل كالطرف في السرعة وكالسهم المرمى وكالطائر السريع الطيران وكالفرس الجواد المضمر ويجوز الرجل يعدو عدواً، والرجل يمشي مشياً حتى سكون آخر من ينجو يحبو حبواً]
قال عبد الله ابن مسعود: [تجوزون الصراط بعفو الله وتدخلون الجنة برحمة الله وتقتسمون المنازل بأعمالكم]
عن معاذ بن أنس الجهني، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حمى مؤمناً من منافق أراه قال: بعث الله ملكاً يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مؤمناً بشيء شينه حبسه الله عز وجل على جسر جهنم حتى يخرج مما قال
فيا لها من ساعة ما أعظم خوفها وما أشد حرها، يتقدم فيها من كان في الدينا ضعيفاً مهيناً، ويتأخر عنها من كان في الدنيا عظيماً مكيناً، ثم يؤذن لجميعهم بعد ذلك بالجواز على الصراط على قدر أعمالهم في ظلمتهم وأنوارهم، فإذا عصف الصراط بأمة محمد صلى الله عليه وسلم نادوا: وامحمداه فيبادر النبي من شدة إشفاقه عليهم وجبريل آخد بحجزته، فينادي رافعاً صوته ربي أمتي أمتي لا أسألك اليوم نفسي، ولا فاطمة ابنتي والملائكة قيام عن يمين الصراط ويساره ينادون: رب سلم سلم
وقد عظمت الأهوال واشتدت الأوجال، والعصاة يتساقطون عن اليمين والشمال والزبانية يتلقونهم بالسلاسل والأغلال وينادونهم: أما نهيتم عن كسب الأوزار؟ أما خوفتم عذاب النار؟ أما أنذرتم كل الإنذار، أما جاءكم النبي المختار؟»
فتفكّر الآن فيما يحل بك من الفزع بفؤادك إذا رأيت الصراط ودقته، ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته، ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها، وقد كلفت أن تمشي على الصراط مع ضعف حالك، واضطراب قلبك، وتزلزل قدمك وثقل ظهرك بالأوزار، المنعة لك من المشي على بساط الأرض، فضلاً عن حدة الصراط
عن يحيى بن اليمان: رأيت رجلاً نام وهو أسود الرأس واللحية شاب يملأ العين، فرأى في منامه كأن الناس قد حشروا، وإذا بنهر من نار، وجسر يمر الناس عليه، فدعى فدخل الجسر، فإذا هو كحد السيف يمر يميناً وشمالاً، فأصبح أبيض الرأس واللحية
روي عن ابن عباس وابن مسعود وكعب الأحبار أنهم قالوا: الورود المرور على الصراط
عن يعلى منبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تقول النار للمؤمن يوم القيامة: جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد مريضاً من وعك به فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبشر فإن الله تعالى يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن لتكون حظه من النار