قال الله تعالى “والشمس تجري لمستقر لها”سورة يس آية 38. قد تجرأ بعض الناس على الخوض في ما لا باع لهم فيه فقالوا زاعمين إن الأرض تدور حول نفسها و إن الشمس ثابتة والعياذ بالله من مسخ القلوب، مموهين على الناس باستدلالهم ببعض ظواهر الآي و حجتهم المزعومة حجة عليهم في ما ادعوه.
آيات قرآنية فيها أن الأرض ثابتة وأن الشمس هي التي تجري
قال الله تعالى”ألم تر إلى الذي حاجَّ إبراهيم في ربه أن ءأتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت قال أنا أحي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين”البقرة 258. قال تعالى”والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم” يس 38. قال تعالى “رب المشرقين والمغربين”الرحمن 17. قال تعالى”وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه”الكهف 17. قال تعالى “أقم الصلاة لدُلوكِ الشمس الى غَسَقِ الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودًا”. الإسراء 78. قال تعالى “وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجلٍ مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون”الرعد2. قال الله تعالى”ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا”النبأ 6 و 7. قال تعالى “وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون”النحل 15. قال تعالى”والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج”ق 7. قال تعالى “وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا”الرعد 3
بعض الأحاديث التي تدل على جريان الشمس
قال الحافظ السيوطي في”الدر المنثور”، دار الكتب العلمية الطبعة الأولى، 1411 هـ الجزء الخامس ص494 “أخرج عبدُ بن حُمَيد و البخاري والترمذي وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي ذر قال “كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال “يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس؟”قلت: “الله ورسوله أعلم”. قال”فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فذلك قوله: “والشمس تجري لمستقر لها”قال”مستقرها تحت العرش”.
أخرج ابن ماجه مرفوعا عن صفوان ابن عسال “إن من قِبَلِ مغرب الشمس بابًا مفتوحًا عرضه سبعون سنة، فلا يزال ذلك الباب مفتوحًا للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه. فإذا طلعت مِنْ نَحْوِهِ لَمْ يَنْفَعْ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أو كسبت في إيمانها خيرًا”.
قال الطبري في تفسيره الجزء 20 ص516 “وقوله: “والشمس تجري لمستقر لها” يقول تعالى ذكره: والشمس تجري لموضع قرارها بمعنى: إلى موضع قرارها، وبذلك جاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.”
الإجماع على أن الأرض ثابتة وأن الشمس هي التي تجري
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وقد نقل الإمام عبد القاهر بن طاهر البغدادي التميمي المتوفى 429هـ في كتابه (الفرق بين الفرق) في بيان أوصاف الفرقة الناجية في الباب الخامس في الفصل الثالث الركن الثاني في بيان الأصول التي اجتمع عليها أهل السنة والجماعة ص 330 طبعة دار المعرفة بيروت – لبنان، نقل الإجماع على ثبوت الأرض فقال: “وأجمعوا على وقوف الأرض وسكونها، وأن حركتها إنما تكون بعارض يعرض لها من زلزلة ونحوها خلاف قول من زعم من الدهرية أن الأرض تهوي أبداً ولو كانت كذلك لوجب ألا يلحق الحجرُ الذي نلقيه من أيدينا أبداً، لأن الخفيف لا يلحق ما هو أثقل منه في انحداره” اهـ. والرسول صلى الله عليه وسلم قال”لا تجمع أمتي على ضلالة”.
وذكر في كتابه أصول الدين طبعة دار الآفاق الجديدة بيروت الطبعة الأولى 1401هـ، في صحيفة 60 المسألة الثانية عشرة من الأصل الثاني في بيان وقوف الأرض ونهايتها: “اختلفوا في هذه المسألة-أي المسلمون مع غيرهم- فقال المسلمون وأهل الكتاب بوقوف الأرض وسكونها وإن حركتها إنما تكون في العادة بزلزلة تصيبها وبه قال جماعة من الفلاسفة منهم أفلاطون وأرسطاطاليس وبطليموس وإقليدس” وقال في ص 62 “ولو كانت للأرض حركة دورية لأحسسنا بذلك كما نحس بحركتها عند الزلزلة ثم إنّا لو جعلنا قطعة من الأرض على طبق لم تدر عليه ولو رمينا بها في الهواء لنزلت على الاستواء ولم تدر على نفسها فإذا كانت كل قطعة منها لا تدور فكيف دارت جملتها” إلى أن قال في ص 63 في الأسطر الثلاثة الأخيرة “فلما لم يكن كذلك بطلت هذه العلة وسائر العلل التي حكيناها عن مخالفينا وصح بما قلنا أن الأرض واقفة بقدرة الله تعالى وإنها متناهية من كل جهة كما بيناه وإذا بطلت أقوال مخالفينا في هذه المسألة صح قولنا فيها”. اهـ.
وجاء أيضاً عن الإمام العالم الأصولي المتكلم اللغوي فخر الدين الرازي في تفسير قول الله تعالى”وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم”سورة لقمان 10، قال “الجبال الراسية ثابتة (أن تميد) أي كراهية أن تميد وقيل المعنى ألّا تميد، واعلم أن الأرض ثباتها بسبب ثقلها وإلا كانت تزول عن موضعها بسبب المياه والرياح ولو خلقها مثل الرمل لما كانت تثبت للزراعة كما نرى الأراضي الرملية ينتقل الرمل الذي فيها من موضع إلى موضع ثم قال تعالى: “وبث فيها من كل دابة” البقرة 164، أي سكون الأرض فيه مصلحة حركة الدواب فأسكنا الأرض وحركنا الدواب ولو كانت الأرض متزلزلة وبعض الأراضي يناسب بعض الحيوانات لكانت الدابة التي لا تعيش في موضع تقع في ذلك الموضع فيكون هلاك الدواب أما إذا كانت الأرض ساكنة والحيوانات متحركة تتحرك في المواضع التي تناسبها وترعى فيها وتعيش فيها”. اهـ.
ويدل على ثبوتها شىء مشاهد مجمع عليه من المسلمين ومن أهل الكتاب وهو النجم القطبي الذي يدل على جهة الشمال وهذا النجم ثابت لا يتحرك، أجمع عليه المسلمون، أي على ثبوته، وأهل الكتاب، فلو وقفت رحمك الله بتوفيقه في وقت مبكر من الليل في مكان ونظرت إلى السماء ورأيت هذا النجم، فقف في نفس المكان وإلى نفس الاتجاه الذي اتجهت إليه أول مرة حتى وصلت إلى هذا النجم فبالطبع سترى أن هذا النجم لم يتزحزح عن مكانه وحتى لم ينحرف أدنى انحراف عن المكان الذي شاهدته فيه أول الليل عن المكان الذي شاهدته فيه آخر الليل.
فإذا ثبت لك وقوف الأرض فأنت ترى دوران الشمس وليس الأرض هي التي تدور. وأما قوله تعالى”وكل في فلك يسبحون”يس 40، ليس فيها دليل على دوران الأرض كما يزعم بعض المفتونين، بدليل أن الآية ذكرت القمر والشمس والليل والنهار وليس فيها ذكر الأرض.فقوله تعالى “والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون”يس 40، أي أن كلا من الشمس والقمر والليل والنهار له فلك يسبح فيه، الليل له فلك، هذه البقعة لها دور يأتي عليها الليل وللنهار دور عليها وهكذا ثم في الوقت الذي يكون هنا ضوء النهار يكون الذي قبله مدارا لليل ولم يرد ذكر الأرض في هذه الآية الكريمة ولم يرد التصريح بدوران الأرض بآية من القرآن الكريم ولا في حديث صحيح بل إن القول الموافق القريب لما نقل عن السلف عدم هذا الدوران، فقد روى ابن أبي خيثمة بإسناد صحيح عن حذيفة بن اليمان أنه بلغه أن كعباً يقول أن السماء تدور على قطب كالرحى فقال حذيفة كذب كعب (أي أخطأ) إن الله تعالى قال”إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا”فاطر 41، فمحل الشاهد استدلال حذيفة على نفي الدوران عن السماء والأرض بالآية أي فهم من الآية أنها تنفي الدروان.الآية”إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً”قوله تعالى”إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا”لما بين أن آلهتهم المزعومة لا تقدر على خلق شيء من السموات والأرض بين أن خالقهما وممسكهما هو الله، فلا يوجد حادث إلا بإيجاده، ولا يبقى إلا ببقائه. و “أن”المصدر المؤول في موضع جر بمعنى كراهة أن تزولا، أو لئلا تزولا، أو يحمل على المعنى؛ لأن المعنى أن الله يمنع السموات والأرض أن تزولا، فلا حاجة على هذا إلى إضمار، وهذا قول الزجاج. “وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ”قال الفراء: أي ولو زالتا ما أمسكهما من أحد. و “إن”بمعنى ما. قال: وهو مثل قوله”وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ”. وقيل: المراد زوالهما يوم القيامة. وعن إبراهيم قال: دخل رجل من أصحاب ابن مسعود إلى كعب الأحبار يتعلم منه العلم، فلما رجع قال له ابن مسعود: ما الذي أصبت من كعب؟ قال سمعت كعبا يقول: إن السماء تدور على قطب مثل قطب الرحى، في عمود على منكب ملك؛ فقال له عبدالله: كذب كعب، إن الله تعالى يقول “إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا”إن السموات لا تدور، ولو كانت تدور لكانت قد زالت. وعن ابن عباس نحوه، وأنه قال لرجل مقبل من الشام: من لقيت به؟ قال كعبا. قال: وما سمعته يقول؟ قال: سمعته يقول: إن السموات على منكب ملك. قال: كذب كعب، إن الله تعالى يقول”إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا”والسموات سبع والأرضون سبع، ولكن لما ذكرهما أجراهما مجرى شيئين، فعادت الكنآية إليهما، وهو كقوله تعالى”أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا”ثم ختم الآية بقوله”إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً”لأن المعنى في ما ذكره بعض أهل التأويل: إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا من كفر الكافرين، وقولهم اتخذ الله ولدا. قال الكلبي: لما قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله، كادت السموات والأرض أن تزولا عن أمكنتهما، فمنعهما الله، وأنزل هذه الآية فيه؛ وهو كقوله تعالى”لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ”الآية. الجامع لأحكام القرآن المجلد الرابع عشر دار الفكر 1384 هـ.