<بقلم الزميلة طيبة>
سنوات مرت على تقهقر “خلافة” داعش الذي زرع الرعب في مناطق واسعة من سوريا والعراق، فالتنظيم الإرهابي لم يترك جريمة إلا وارتكبها من خطف وقتل وذبح وتعذيب وحرق.
مئات المدنيين اختفوا، وما زال أهلهم ينتظرون خبراً عنهم أو ربما جثة حتى يدفنوا أحباءهم بسلام.
في ايام سيطرته، شاع خبر بأن التنظيم يلقي ضحاياه بناءً على قرارات تصدرها محاكمه في هوة سحيقة( 20 كم جنوب الموصل) يعرفها الأهالي هناك بـ(الخفسة) لكن الاسم الأكثر شيوعاً يلفظُ( خسفة). والخسفة فجوة أرضية طبيعية يزيد قطر فوهتها عن أربعين متراً وعمقها عن 150 متراً بحسب دراسة أكاديمية أجريت لها قبل سنوات في جامعة الموصل. وأهالي القرى القريبة منها يؤكدون بأنها عميقة للغاية وبسبب انحدارها الشديد وصعوبة النزول اليها فلا أحد يعرف تحديداً ماذا كان في قعرها قبل أن ينشط التنظيم في نينوى بعد 2006 وسيطرته المطلقة عليها صيف 2014 إذ أستخدمها كمقبرة لضحاياه وهم من مختلف فئات المجتمع في نينوى. ومن هنا استمدت أسمائها المتعددة ( حفرة الموت أو الرعب أو مقبرة الخسفة).
إلا أن الجديد هذه المرة، ما كشفته زيارات متكررة لمنظمة هيومن رايتس ووتش إلى مقبرة الهوتة، أحد المواقع شمال شرق سوريا. ومقبرة الخسفة في نينوى.
واظهرت طائرة درون بحسب التقرير الذي نشر أمس الاثنين، جثثا شبه متحللة تطفو فوق مياه آسنة في عمق الوادي أو الهوة. *فقد كان تنظيم داعش يرمي فيها كل من خالفه في الرأي او العقيدة، فكما هو معلوم، تنظيم داعش الوهابي قد كان رمى كل المسلمين بالكفر لأنهم لا يدينون بنفس دينهم التجسيمي التكفيري الاجرامي، فتنظيم داعش والذي يعتبر محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية الأب الروحي لهم في العقيدة والفكر يعتقدون ان كل من سواهم كافر، وان كل من لم يعتقد ان الله جسم يقعد و يقوم، يطلع وينزل، هو كافر حلال الدم خلافًا لعقيدة المسلمين في جمعيع الارض بأن قتل الابرياء هو ظلم و ان الله ليس كما تعتقد اليهود بأنه جسم، بل ان الله لا يشبه مخلوقاته ولا يحتاج لشيء
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
ودعت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إلى التحقيق في تلك الحفرة الي تحولت خلال سنوات، وخصوصاً خلال فترة سيطرة داعش، إلى موقع لرمي الجثث.
وفي لمحة تاريخية، في الخامس من آب 2014، أعلن تنظيم داعش عن تصفية (2070) شخصاً من مدينة الموصل وعلق عناصره قوائم بأسمائهم في لوحة إعلانات الطب العدلي في الجانب الأيمن للمدينة. مع أوامر صارمة لذوي الضحايا بعدم تتبع أو الاستفسار عن مكان دفنهم والامتناع عن أقامة مجالس عزاء على أرواحهم.
حفرة الموت هذه، لا تزال تكتنز خفايا عشرات الفظائع التي ارتكبها التنظيم بحق الأبرياء، الذين لا يزال العديد من أهلهم ينتظرون فقط ما تبقى من رفاتهم