كثيرة هي الأحلام التي غيرت التاريخ أو أثرت في مصير الأمم، وجميعنا يعرف قصة الحلم الذي فسره يوسف عليه السلام لفرعون مصر وكان سبباً في إنقاذ البلاد من مجاعة استمرت لسبع سنين، فقد جاء على لسان يوسف قوله تعالى: { قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون، ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصنون، ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون}.
ومن القصص التي يعرفها جيداً اهل المدينة محاولة نبش ونقل جسد الرسول صلى الله عليه وسلم ٥٥٧ هـ
في سنة سبع وخمسين وخمسمائة وهي السنة الثالثة من خلافة الإمام نورالدين جرت الكائنة الغريبة، وهي ما ذكره العلامة السيد نور الدين علي السمهودي المدني في كتابه خلاصة الوفا وغيره فقال:
إن الملك العادل نور الدين رأى النبي صلى الله عليه وسلم في نومه ليلة ثلاث مرات وهو يشير إلى رجلين أشقرين يقول: أنجدني من هذين.
فأرسل إلى وزيره وتجهزا في بيته ليلتهما على رواحل خفيفة في عشرين نفرًا وصحب مالًا كثيرًا فقدم المدينة في ستة عشر يومًا فزار ثم أمر بإحضار أهل المدينة بعد كتابتهم وصار يتأمل في كل ذلك تلك الصفة إلى أن انقضت الناس فقال: هل بقي أحد؟ قالوا: لم يبق سوى رجلين صالحين عفيفين مغربيين يكثران الصدقة. فطلبهما فرآهما الرجلين اللذين أشار إليهما عليه الصلاة والسلام، فسأل عن منزلهما فأخبر أنهما في رباط بقرب الحجرة الشريفة، فأمسكهما ومضى إلى منزلهما فلم ير غير ختمتين وكتباً في الرقائق ومالاً كثيراً فأثنى عليهما أهـل المدينة خيراً فبقي متردداً ومتحيراً، فرفع حصيراً في البيت فرأى سرداباً محفوراً، ينتهي إلى صوب الحجرة فارتاعت الناس لذلك، فقال لهما السلطان: اصدقاني، وضربهما ضرباً شديداً، فاعترفا بأنهما نصرانيان بعثهما النصارى في زي حجاج المغاربة وأمالوهما بالمال العظيم ليتحيلا في الوصول إلى الجناب الشريف ونقله وما يترتب عليه، فنزلا قرب رباط وصارا يحفران ليلاً ولكل منهما محفظة جلد، والذي يجتمع من التراب يخرجونه في محفظتيهما إلى البقيع إذا خرجا بعلـة الزيارة، فلما قربا من الحجرة أرعدت السماء وأبرقت وحصل رجف عظيم، فقدم السلطان صبيحة تلك الليلة، فلما ظهر حالهما بكى السلطان بكاءً شديداً، وأمر بضرب رقابهما فقتلا تحت الشباك الذي يلي الحجرة الشريفة المسمى الآن شباك الجمال، ثم أمر بإحضار رصاص عظيم وحفر خندق عظيم إلى الماء حول الحجرة الشريفة كلها وأذاب ذلك الرصاص وملأ الخندق، فصار حول الحجرة سور من رصاص إلى الماء.
وما زال المكان على هذا الحال حتى يومنا هذا؛ هذه القصة تذكّرنا بمعتقد ونوايا الوهابية التي لطالما اعلنت عن رغبتها في هدم القبة الخضراء وحرق الحجرة الشريفة لاعتقادهم ان طلب القرب من النبي بالتوسّل هو شرك. هذه الفتاوى الوهابية الداعشية ما هي الا ضرب من ضروب التكفير الشمولي واساءة الظن بالمسلمين.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website