أخرج مسلم عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ “أن لا تدع تمثالا إلا طمسته, ولا قبرا مشرفا إلا سويته”. وأمره صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه بأن يهدم القبور المشرفة أي المطولة العالية، يـحمل على كون البناء على القبر في مقبرة مسبلة أي مشتركة في الدفن، أو على ما كان من عمل الجاهلية. والمراد بالتسوية التسطيح، قال النووي في المجموع: فإن قيل: هذا الذى ذكرتـموه مخالف لحديث على رضى الله عنه قال “أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع قبرا مشرفا إلا سويته”، (فالجواب) ما أجاب به أصحابنا قالوا لم يرد التسوية بالأرض وإنـما أراد تسطيحه جمعا بين الأحاديث. وقال النووي في شرح صحيح مسلم (ولا قبرا مشرفا إلا سويته)، فيه أن السنة أن القبر لا يرفع على الأرض رفعا كثيرا، ولا يسنم، بل يرفع نحو شبر ويسطح، وهذا مذهب الشافعي ومن وافقه، ونقل القاضي عياض عن أكثر العلماء أن الأفضل عندهم تسنيمها وهو مذهب مالك. اهـ
وقال ابن الهمام في فتح القدير: هذا الحديث محمول على ما كانوا يفعلونه من تعلية القبور بالبناء العالي وليس مرادنا ذلك بتسنيم القبر بل بقدر ما يبدو من الأرض ويتميز عنها. اهـ
وقال القاضي زكريا الأنصاري في أسنى المطالب، بعدما بين أفضلية التسطيح: ولا يخالف ذلك قول علي رضي الله عنه: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع قبرا مشرفا إلا سويته. لأنه لم يرد تسويته بالأرض. وإنما أراد تسطيحه، جمعا بين الأخبار، نقله في المجموع عن الأصحاب. اهـ
وقال الزيلعي في نصب الراية لأحاديث الهداية: قال ابن الجوزي رحمه الله في “التحقيق”: وهذا محمول على ما كانوا يفعلونه من تعلية القبور بالبناء الحسن العالي. اهـ
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website