في مثل هذه الأيام من كل عام، ومع قرب رأس السنة الميلادية الجديدة، أو ما تطلق عليه المجتمعات الغربية اسم “أعياد الكريسماس”، تثار العديد من التساؤلات حول حكم الاحتفال بمثل هذه المناسبات، وما يصاحبها من مظاهر احتفالية غزت مجتمعاتنا الإسلامية، وكيف نزن مثل هذه الأعياد والاحتفالات في ميزان الشرع، وكيف نتعامل مع هذه المظاهر الدخيلة على مجتمعنا وقيمنا الإسلامية
الإسلام واللهو
أنعم الله تعالى على أمة الإسلام بأن جعل دينها خاتم الأديان والرسالات؛ فبيّن لعباده ما يباح لهم وما يتركون في حالات اللهو والترويح عن النفس، فما تضمن مخالفات شرعية في أصله، أو في صورته من المناسبات والأعياد، فلا يجوز للمسلم ارتكابه.
ومن دلائل إباحة الترويح واللعب المباح، ما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها في قصة لعب الحبشة في المسجد يوم العيد أن النبي صلـى الله عليه وسلم قال: (لِتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ في دِينِنَا فُسْحَة، إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ) [رواه أحمد].
وعندما قدم النبي صلـى الله عليه وسلم المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «ما هذان اليومان؟»، قالوا: “كنا نلعب فيهما في الجاهلية”، فقال رسول الله صلـى الله عليه وسلم: «إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما، يوم الأضحى ويوم الفطر»
ومع هذه الفسحة التي أباحها الإسلام في الترويح عن النفس، إلا أنه ينبغي على المسلم ألا يجعلها غاية له وهدفاً في الحياة، وألا يتخذها وسيلة لانتهاك حرمات الله، وتعدي حدود الشرع.
إلا أننا وإزاء ما يُسمى بـ”أعياد الكريسماس” فإنها تلتبس بكثير من المعاصي والمفاسد، فصورة الاحتفال أخذت طابع الحفلات الغنائية الليلية، المصحوبة بالموسيقى والمجون والصخب، وشرب الخمور وغيرها من المظاهر التي لا يقرها ديننا الحنيف. بل هي في الأصل مناسبة لأهل الكتاب للقول بأن عيسى هو ابن الله, وعند طوائف اخرى, يقولون أنه هو الله والعياذ بالله. وهذا ضد عقيدة الإسلام والمسلمين ويضرب العقيدة في الجوهر.
حكم «الكريسماس» في الإسلام
كما أسلفنا فإن الإسلام لم يترك المناسبات لتكون مدخلاً لارتكاب الموبقات، فكل شيء محسوب بضوابط الشرع الحكيم، وفي هذا الصدد فإن “الكريسماس” وتهنئة النصارى بها، من المناسبات التي ابتلي بها كثير من المسلمين، فأصبحوا يحتفلون بها دون النظر في أصلها، وأنها تنطوي على جانب عقدي خطير يجدر بالمسلم أن ينتبه له، فالنصارى يعتقدون أن المسيح إله، وأن الله – تعالى – ثالث ثلاثة، ويتصل بهذا مسألة صلب المسيح، وقيامته بعد صلبه، مما يُسمى عند الكنائس الشرقية بـ”عيد القيامة”، وهو غير بعيد زماناً ومدلولاً عن الكريسماس، وكل هذه المعتقدات كفر صريح، كما أكد على ذلك علماء الإسلام
إن تهنئة النصارى بالكريسماس يتضمن إقرارهم على معتقداتهم، إلا أن هناك فرقاً كبيراً بين عدم النهي عن برِّ النصارى وإحسان معاملتهم، والعدل معهم الواردة في الآية: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)؛ وبين التهنئة بمناسباتهم الدينية؛ لأن التهنئة تتضمن الإقرار بالباطل، وهذا ليس داخلاً في البر والقسط.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم بأي شيء، لأن الله سبحانه يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} فالمشاركة مع اهل الكتاب في “أعيادهم” نوع من التعاون على الإثم والمشاركة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في مناسبات يشددون فيها على أن عيسى هو الرب
مخالفات
ومع قدوم الكريسماس نرى العديد من المخالفات التي يرتكبها بعض المسلمين كإقامة حفل عشاء عند الكريسماس في منازلهم، وتزيين منازلهم بالبالونات وقصاصات الورق، بالإضافة إلى قيام المحلات التجارية ببيع الهدايا وبطاقات التهنئة الخاصة بهذه المناسبة، واحتفال بعض الفضائيات وترويجها للكريسماس وكأنه من أعياد المسلمين
لا تنسوا متابعتنا على الانستقرام