تحديد وقت ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام مسألة غيبية لا يمكن لأحد الجزم بها، إلا بوحي من الله تعالى؛ لانقطاع الأسانيد بيننا وبين ذلك الزمان، واختلاف الروايات في تحديد وقت ميلاده عليه السلام.
تنبيهات حول تحديد وقت ميلاد المسيح:
- عدم إمكانية الجزم: هذا الأمر من الغيب الذي لا يمكن لأحدٍ الجزم به، إلا أن يكون ممن يوحى إليهم من الله تعالى؛ لأنه لا سبيل لمعرفة ذلك إلا به؛ لانقطاع الأسانيد بيننا وبين ذلك الزمان، ولاختلاف النقلة في تحديد وقت ميلاده عليه السلام.
- عدم الفائدة العملية: معرفة ذلك الوقت علم لا ينفع، والجهل به غير ضارٍّ، ولو كان في معرفة ذلك فائدة لجاءتنا النصوص به. ثم لو عرفنا وقت ميلاده: فما هو وقت ميلاد موسى، وإبراهيم، وغيرهما من الأنبياء والرسل؟ وما فائدة معرفة ذلك الوقت؟ وهذا يقودنا إلى التنبيه الثالث.
- ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ميلاد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أقرب من ميلاد عيسى بن مريم، وكان ابنًا في بيئة تتجه لها أنظار العالم – مكة المكرمة -، وكان ابنًا لشرفاء وسادة تلك البقعة، ومع هذا كله اختلف البعض في تحديد يوم ميلاده، إلا أن الراجح وقول الجمهور أنه ولد صلى الله عليه وسلم في 12 ربيع الأول من عام الفيل، ويحتفل المسلمون سنويًا بهذه المناسبة بأنواع من الطاعات وذكر سيرته صلى الله عليه وسلم.
اختلاف الروايات حول وقت ميلاد المسيح:
هناك اتجاهات مختلفة في تحديد وقت ميلاد عيسى بن مريم عليه السلام بين النصارى والمسلمين.
- النصارى: يزعمون أنهم أتباع دينه، وهو ربٌّ لكثير منهم! أو ابن ربِّهم! ومع ذلك ليس ثمة اتفاق بينهم على تحديد ميلاده.
- المسلمون: يختلفون في تحديد وقت ميلاد عيسى عليه السلام، بناءً على فهم آيات من كتاب الله تعالى التي تشير إلى وجود رطب على شجرة نخيل عند ولادته.
الآراء الإسلامية حول وقت الميلاد:
اختلف العلماء في تفسير وجود الرطب وقت ميلاد عيسى عليه السلام:
- الرأي الأول: كان وقت ميلاده في الصيف؛ لكون ذلك الوقت موسم تلك الثمرة.
- الرأي الثاني: كان الأمر كرامة من الله تعالى في إيجاد تلك الثمرة في غير موسمها، كما أجرى الله تعالى الماء من تحت أمه مريم وقت ولادة ابنها عيسى عليه السلام، وكما أنطق الله تعالى ابنها وهو طفل صغير. وهذا الرأي الأظهر – والله أعلم.
أقوال العلماء في تفسير الآية:
- الجذع اليابس: قال بعض العلماء: إن جذع النخلة الذي أمرها أن تهز به كان جذعًا يابسًا؛ فلما هزته جعله الله نخلة ذات رطب جني.
- النخلة غير المثمرة: وقال آخرون: كان الجذع جذع نخلة نابتة، إلا أنها غير مثمرة، فلما هزته أنبت الله فيه الثمر، وجعله رطبًا جنيًّا.
- النخلة المثمرة: وقال فريق ثالث: كانت النخلة مثمرة، وقد أمرها الله بهزها ليتساقط لها الرطب الذي كان موجودًا.
دلالة السياق القرآني:
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
يُفهم من سياق القرآن أن الله أنبت لها ذلك الرطب على سبيل خرق العادة، وأجرى لها ذلك النهر على سبيل خرق العادة، ولم يكن الرطب والنهر موجودين قبل ذلك، سواء قلنا إن الجذع كان يابسًا، أو نخلة غير مثمرة، إلا أن الله أنبت فيه الثمر، وجعله رطبًا جنيًّا.
الاستدلال من الأناجيل:
ورد في إنجيل “لوقا” حكاية عن ميلاد المسيح عليه السلام: “وكان في تلك الكورة رعاة متبدين، يحرسون حراسات الليل على رعيتهم، وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب حولهم، فخافوا خوفًا عظيمًا، فقال لهم الملاك: لا تخافوا، فها أنا أبشركم بفرح عظيم، يكون لجميع الشعب، إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلِّص هو المسيح” (إنجيل لوقا، إصحاح 2، عدد 8-11).
تحليل الرواية:
معنى ذلك أن الميلاد كان في وقت يكون الرعي فيه ممكنًا في الحقول القريبة من “بيت لحم”، وهذا الوقت يستحيل أن يكون في الشتاء؛ لأنه فصل تنخفض فيه درجة الحرارة – وخصوصًا بالليل – بل وتغطي الثلوج تلال أرض “فلسطين”.
آراء الباحثين:
- الأسقف بارنز: يقول: “غالبًا لا يوجد أساس للعقيدة القائلة بأن يوم 25 ديسمبر كان بالفعل ميلاد المسيح… ويبدو أن عيد ميلادنا قد اتفق عليه بعد جدل كثير ومناقشات طويلة حوالي عام 300 بعد الميلاد”.
- دائرة المعارف البريطانية: ورد فيها: “لم يقنع أحد مطلقًا بتعيين يوم أو سنة لميلاد المسيح – ولكن صمم آباء الكنيسة في عام 340 بعد الميلاد على تحديد تاريخ للاحتفال بالعيد – اختاروا بحكمة يوم الانقلاب الشمسي في الشتاء، الذي استقر في أذهان الناس، وكان أعظم أعيادهم أهمية”.
دليل تاريخي:
هناك دليل تاريخي ثابت يوضح أن المسيح ولد في شهر أغسطس أو سبتمبر.
الدكتور جون د. أفيز: في كتابه “قاموس الكتاب المقدس” يذكر أن البلح ينضج في الشهر اليهودي أيلول، الذي يطابق عندنا شهر أغسطس وسبتمبر.يسري فيه ، وأنه في إمكانها أن تتناول من الرطَب الصالحة للاجتناء إذا أرادت أن تأكل ، وإذا أرادت أن تشرب : أمكنها ذلك من جدول الماء ، الذي كان يسري بجانبها