خطأ الاستشهاد بالعهد القديم:
كما ان بين الأناجيل الذي بين ايدي أهل الكتاب تناقضات واختلافات كثيرة يوجد بها أيضاً أخطاء كثيرة والهدف من ذكر هذه الأخطاء هو التأكيد على شيء مهم وهو نفي صفة الوحي عن هذه الاسفار
وإليك أيها القارىء الكريم بعض منها:
الخطأ الأول:
قال متى في [ 2 : 14 – 15 ] : ( فقام يوسف وأخذ الطفل وأمه ليلاً ورحل إلى مصر فأقام فيها إلى أن مات هيرودس ، ليتم ما قال الرب بلسان النبي : من مصر دعوت ابني )
ان المراد بلسان النبي القائل : ( من مصر دعوت ابني ) هو هوشع ، انظر سفر هوشع [ 11 : 1 ] . إلا إن هذا الاستشهاد الذي قام به متى من سفر هوشع هو استشهاد خاطىء ، لأنه لا علاقة بعبارة هوشع بالمسيح عليه السلام لأن هذه الفقرة جاءت لبيان الاحسان الذي احسن الله به في عهد موسى عليه السلام على بني اسرائيل وخروجهم من مصر وأن المقصود بالابن هو “اسرائيل” لا المسيح المنتظر
الخطأ الثاني:
ورد في متى [ 27 : 9 ] قوله : ( حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل: وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمَّن الذي منوه من بني إسرائيل )
من تأمل في استشهاد متى لهذه العبارة من سفر أرميا ، يرى أنها من الكذب العظيم لأن العبارة المستشهد بها هي من سفر زكريا !!! فيكون لفظ إرميا غلط، فاحش . فليزم من هذا أن ما كتبه متى ، لم يكن بطريق الإلهام .
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وقد اعترف المستر جوويل ، في كتابه المسمى ( بكتاب الاغلاط ) المطبوع سنة 1841 أنه غلط من متى ، وأقر به هورون في تفسيره المطبوع سنة 1822 حيث قال : في هذا النقل إشكال كبير جداً لأنه لا يوجد في كتاب إرميا مثل هذا ويوجد في [ 11 : 3 ] من سفر زكريا لكن لا يطابق ألفاظ متى ألفاظه .
اضف الي ذلك ان استشهاد متى بالعبارة السابقة لا علاقة له في الحكاية التي يرويها .
وكفى دليلاً على كذبه أنه نقل النص المذكور خلاف ما هو محرر في الأصل ونسبه إلى إرمياء مع أنه من زكريا فذلك هو شأن المدلسين .
ويبين الاستاذ أحمد عبدالوهاب في كتابه ( المسيح في مصادر العقائد المسيحية ) الفهم الخاطىء لهذه النبوءة التي استشهد بها متى في انجيله فيقول :
يتكلم سفر زكريا عما حدث بينه وبين شعبه فيقول في [ 11 : 12] : ( فقلت لهم ان حسن في اعينكم فاعطوني اجرتي والا فامتنعوا. فوزنوا اجرتي ثلاثين من الفضة. فقال لي الرب القها الى الفخاري الثمن الكريم الذي ثمنوني به. فاخذت الثلاثين من الفضة والقيتها الى الفخاري في بيت الرب. )
لكن إنجيل متى يربط بين هذه الحادثة التي وقعت لزكريا ، وبين ما قاله عن يهوذا الذي خان المسيح نظير ثمن قليل من الفضة _ فبقول في [ 27 : 3 _ 10 ] : ( حينئذ لما رأى يهوذا الذي اسلمه انه قد دين ندم وردّ الثلاثين من الفضة الى رؤساء الكهنة والشيوخ قائلا قد اخطأت اذ سلمت دما بريئا .فقالوا ماذا علينا .انت ابصر فطرح الفضة في الهيكل وانصرف .ثم مضى وخنق نفسه فاخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا لا يحل ان نلقيها في الخزانة لانها ثمن دم فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء لهذا سمي ذلك الحقل حقل الدم الى هذا اليوم ، حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني اسرائيل واعطوها عن حقل الفخاري كما امرني الرب )
وليست مشكلة هذه الشهادة أن كاتب إنجيل متى أخطأ فيها من حيث الشكل والاطار العام ، حين حسبها من سفر إرميا بينما هي من سفر زكريا ، لكن فيها أخطاء موضوعية تتضح لنا حين نقارن بين عناصرها ، والعناصر التي تحتوي عليها قصة هلاك يهوذا الخائن ، في متى ، فنجد أن القصتين على طرفي نقيض ، ولا يمكن أن تكون _ قصة زكريا صورة مطابقة سبق التنبؤ بها للقصة الثانية التي ذكرها متى عن نهاية يهوذا _ ذلك أن :
بطل قصة زكريا هو نبي كريم يتلقى الوحي من الله ، بينما بطل قصة متى هو شخص خائن حقير صارت خيانته مثل سوء في العالم .
ولقد تسلم زكريا 30 من الفضة ثمناً كريماً ارتضاه الله لصنيعه مع شعبه ، بينما كانت الفضة التي تسلمها يهوذا ثمناً خسيساً يرفضه كل الناس بما فيهم يهوذا الخائن نفسه ، الذي ندم على فعلته وأرجع ثمن الخيانة في خزينة الرب .
ولما كانت فضة زكريا ثمناً كريماً فانها قبلت في بيت الرب ، أما فضة يهوذا ، فكما أنها رفضت من يهوذا نفسه ، فانها رفضت كذلك من كهنة اسرائيل الذين أبوا أن يقبلوها في خزينة الرب ، لأنها ثمن رجس على شاكلة ما حرمته شريعة موسى كما في تثنية [ 23 : 18 ] .
وجدير بالذكر أن مرقس [ 14 : 10 _ 11 ] لم يحدد قيمة ثمن الخيانة وكذلك لوقا [22 : 4 _6 ]
ومن هذا نتبين أن متى قد إنفرد عن بقية الأناجيل ومنها يوحنا بتحديد ثمن الخيانة بثلاثين من الفضة وما ذلك إلا لأن فقرة زكريا التي تكلمت عن 30 من الفضة والفخارى كانت في ذاكرة متى وهو يكتب إنجيله ، ولهذا قرر إعتبارها شهادة عن نهاية الخائن يهوذا .
ولا نظن أحداً لديه شك في هذه الشهادة التي ساقها متى خاطئة شكلاً وموضوعاً . فثبت أن متى يكتب من غير إلهام
الخطأ الثالث:
قال متى في إنجيله [ 1 : 3 ] مستدلاً للمسيح وولادته من مريم بنبوءة سابقة جاءت على لسان إشعياء في [14:7 ] : ( وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل : هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه : ( عمانوئيل ) الذي تفسيره الله معنا ) .
إن هذا الاستشهاد الذي قام به متى من سفر إشعياء هو استشهاد خاطىء لأن كلام إشعياء لا ينطبق على المسيح فإن له قصة تدل على المراد به :
فلو قمنا بقراءة الاصحاح من سفر إشعياء كاملا لرأينا ان هذه الفقرة لا تتنبأ عن المسيح القادم بل هي وعد الله لأحاز بن يوثان ملك يهوذا على لسان النبي إشعيا بانه سوف يعطيه اية وعلامة لزوال ملك أعدائه وقد بين له النبي إشعياء آية خراب ملك اعدائه وزواله وهي أن امرأة شابة تحبل و تلد ابناً يسمى عمانوئيل ثم تصبح أرض اعداءه خراباً قبل أن يميز هذا الصبي بين الخير والشر فتقول الفقرة السادسة عشر من الاصحاح السابع من سفر إشعيا : ( لانه قبل ان يعرف الصبي ان يرفض الشر ويختار الخير تخلى الارض التي انت خاش من ملكيها ) اي ان احاز سوف ينتصر على ” إِسْرَائِيلَ وَأَرَامَ”، قبل ان يميز الصبي بين الخير و الشر.
واذا رجعنا الى النص العبري حسب النسخه المسوريه لسفر اشعياء نرى ان الكلمة المترجمة الى”عذراء” في النص العبري هي كلمة ” شابة ” و ليس عذراء كما في الترجمه العربيه ، و هكذا نرى ان الترجمه العربيه لم تكن امينه في ترجمة النص من سفر اشعياء.
ثم نرى كيف قام كاتب الانجيل المنسوب الى متى باستعمال كلمة “عذراء” بدل كلمة ” شابه” عند اقتباسه لهذه الآيه من سفر اشعياء لجعلها نبوءة تحققت في المسيح عليه السلام.
ثم ان المسيح عليه السلام لم يدعى “عمانوئيل ” بل يسوع .
ثم ان صيغة الافعال هي في الماضي .
و هكذا نرى كيف قام كاتب انجيل متى بخطأ الاستشهاد بفقرات من العهد القديم لاتتعلق بالمسيح من قريب او بعيد، بالاضافه الى تحريفه لكلمة “شابه” و استبدالها بكلمة “عذراء” لتحقق نبوته المزعومه.
ان هذا الخطأ ان دل على شيء فانما يدل على ان متى قد كتب إنجيله بغير إلهام لأن الملهم من الله لا يقع بثمل هذا الخطأ .
أخطاء متنوعة :
الخطأ رقم ( 1 ) : جاء في سفر التكوين [ 6 : 19 – 20 ] ان الله قال لنوح : ( ومن كل حيّ من كل ذي جسد اثنين من كلّ تدخل الى الفلك لاستبقائها معك . تكون ذكرا وانثى . من الطيور كاجناسها ومن البهائم كاجناسها ومن كل دبابات الارض كاجناسها . اثنين من كلّ تدخل اليك لاستبقائها . ) وفي الاصحاح التالي [ 7 : 2 – 3 ] قال الكاتب : (من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة ذكرا وانثى . ومن البهائم التي ليست بطاهرة اثنين ذكرا وانثى . ومن طيور السماء ايضا سبعة سبعة ذكرا وانثى . لاستبقاء نسل على وجه كل الارض . )
وهذا الكلام متناقض في مسألتين :
المسألة الأولى : أنه أمر أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين . وهذا هو الحق لأن الغرض هو استبقاء النسل . وهو يحصل من ذكر وأنثى ، ولأنه لو كان المقصود سبعة أزواج ، لكان عدد الحيوانات الداخلة في الفلك كثيرة فيعجز نوح وأولاده عن الاعتناء بها وظبطها ، فضلاً عن عدم سعة الفلك .
المسألة الثانية : أنه في النص الأول : أمر بأن يأخذ من جميع الحيوانات ، سواء كانت طاهرة أو غير طاهرة . وهذا هو حق أيضاً لأن كل الطعام كان حلال لنوح ومن معه [ تكوين 9 : 3 ] . ومسألة تحريم تحريم بعض الحيوانات واعتبار البعض منها نجساً غير طاهر لم يكن إلا من يعقوب ، ومن شريعة موسى حيث حرمت الخنزير وكل ذي ظفر وغير ذلك كثيراً .
فكيف يقول الرب لنوح : (( الطاهرة والتي ليست طاهرة )) [ تكوين 7 : 2 – 3 ] مع أن كل الطعام كان مباح ؟
الخطأ رقم ( 2 ) : قال كاتب سفر التكوين [ 11 : 9 ] :
( لذلك سميت المدينة بابل لأن الرب بلبل لسان أهل كل الأرض )
والخطأ في هذا النص يكمن في أن بابل لم تسم كذلك بسبب بلبلة الالسن . بل لأن ( باب ) يعني باب كما في اللغة العربية و ( ال ) في الآرامية : الله . و( الى ) في الاشورية : الله . و ( إلاه ) في العربية : الله و ( الوهو ) في السريانية : الله والمعنى على كل هذه اللغات ( باب الله ) فمن أجل ذلك سميت بابل لا بسبب بلبلة الالسن .
الخطأ رقم ( 3 ) : قال كاتب سفر التكوين [ 9 : 25 ] ان كنعان ملعون لعنة أبدية، وأنه هو ونسله 🙁 عبد العبيد لأخوته ) ( فقال ملعون كنعان . عبد العبيد يكون لاخوته . وقال مبارك الرب اله سام . وليكن كنعان عبدا لهم . )
ان هذا الكلام هو من الكذب والدليل على كذبه :
1 _ ان هذه اللعنة لم ترافق نسله . فإن الحثيين عظموا بين قدماء الامم ، واشتهر الصيدونيون والفينيقيون بالتجارة لكنهم انحطوا كثيراً في الروحيات ، فلعنوا بعبادتهم الأوثان ، وإذا كانوا قد انحطوا بسبب الأوثان ، فإن اليهود قد عبدوا الاوثان . وهم من نسل سام ففي سفر التكوين : (( وَكَانَ لاَبَانُ قَدْ مَضَى لِيَجُزَّ غَنَمَهُ، فَسَرَقَتْ رَاحِيلُ أَصْنَامَ أَبِيهَا. )) ولابان هو خال يعقوب عليه السلام ، وراحيل هي زوجة يعقوب ، وأم نبي الله يوسف .
2 _ والدليل الثاني على كذب هذا الكلام :
انه جاء في سفر التكوين [ 10 : 6 ] :
( وأبناء حام : كوش ومصرام وفوط وكنعان )
هؤلاء أربعة لحام ، فلماذا خصت العبودية لكنعان دون الثلاثة ؟
وبنو كوش : هم في بلاد النوبة وبلاد الحبش . وبنو مصرايم هم مصر العليا والسفلى . وبنو فوط : هم شمالي افريقيا وبنو كنعان هم : في ساحل البحر الأبيض المتوسط وفي أرض فلسطين ، أي ليسوا عبيداً لبني اسرائيل . كما كتب الكاتب .
والتوراة تشهد أن بني اسرائيل كانوا عبيدً للمصريين أولاد كنعان .
ولم ينقذهم من العبودية إلا نبي الله موسى عليه السلام .
الخطأ رقم ( 4 ) : يقول كاتب سفر التكوين : ان ( صفورة ) ولدت لموسى عليه السلام ( ابناً فدعا اسمه جرشون ) [ خروج 2 : 22 ] ويقول بعد ذلك بقليل : ( فأخذ موسى إمرأته وبنيــه وأركبهم على الحمير )
[ خروج 4 : 20 ] ان قول الكاتب ( بنيــه ) وهو لم يرزق الا بجرشون خطأ .
الخطأ رقم ( 5 ) : جاء في سفر العدد [ 18 : 16 ] : ( وفداؤه من ابن شهر تقبله حسب تقويمك فضة خمسة شواقل على شاقل القدس. هو عشرون جيرة )
الواقع ان عبارة شاقل القدس الواردة في النص هي من الزلات الفاضحة التي ينبغي للأتقياء إزالتها من النص حيث تكشف عن التلفيق وإقحام القصة بعد عهد موسى بزمن بعيد ، فمن المؤكد أن ( شاقل القدس ) لم يكن مستخدماً في مصر أو في القفر أو في أي مكان آخر في زمن موسى لأنه لم يكن قد قام ملك القدس بعد ولم يكن قد جرى صك ( شاقل القدس ) ومع ذلك جعل المؤلفون الذين كتبوا سفر الخروج أن الرب يقول لموسى : ( اذا اخذت كمية بني اسرائيل بحسب المعدودين منهم يعطون كل واحد فدية نفسه للرب عندما تعدّهم . لئلا يصير فيهم وبأ عندما تعدّهم . هذا ما يعطيه كل من اجتاز الى المعدودين نصف الشاقل بشاقل القدس . الشاقل هو عشرون جيرة )
وبين النصين الأول والثاني تناقض فاضح ففي النص الأول الفداء بخمسة شواقل وفي الثاني الفداء بنصف الشاقل ، كما أن الفداء إذا لم يرافقه دفع النقود فسيصيب الوباء بني اسرائيل ، ونريد أن نعرف : ما الذي سيفعله الرب بهذه النقود ؟
هل سيشتري بها مزارع وممالك يضيفها لشعبه ؟!
الخطأ رقم ( 6 ) : جاء في سفر التثنية [ 23 : 2 ] العبارة الآتية :
( لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب ، حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد في جماعة الرب )
وفي العبارة خطأ كبير وواضح ووجه الخطأ أنه يلزم منه أن لا يدخل داود عليه السلام في جماعة الرب لأنه هو البطن التاسع لفارص ، وفارص هو ولد زنى على حسب ما في سفر التكوين [ 38 : 12 _ 30 ] ( وانظر إنجيل متى 1 : 3 _ 6 ] .
الخطأ رقم ( 7 ) : جاء في سفر التكوين [ 46 : 15 ] النص الآتي :
( هؤلاء بنو ليئة الذين ولدتهم ليعقوب في فدان آرام مع دينة ابنته . جميع نفوس بنيه وبناته ثلاث وثلاثون )
ان قول الكاتب ثلاثة وثلاثون هو خطأ واضح ، لأن الكاتب قال : (( مع دينة ابنته )) و بالعد يتبين أنهم 34 وليس 33 .
الخطأ رقم ( 8 ) : جاء في الاصحاح السادس والثلاثين من السفر الثاني من أخبار الأيام العدد السادس : ( أن بخت نصر ملك بابل أسر يواقيم بسلاسل وسباه إلى بابل )
وهذا الكلام خطأ واضح ، لأن الصحيح ان بخت نصر قتل يواقيم في أورشليم وأمر أن تلقى جثته خارج السور ، ومنع دفنه ، طبقاً لما جاء في سفر إرميا [ 22 : 19 ]
وهذا ما أكده المؤرخ المعتبر لدى النصارى : يوسيفس في الباب السادس من الكتاب العاشر من تاريخه .
الخطأ رقم ( 9 ) : جاء ف سفر التكوين [ 17 : 8 ] قول الرب لإبراهيم : ( سأعطي لك ولنسلك أرض غربتك جميع أرض كنعان ملكاً إلى الدهر وأكون لهم إلهاً )
وهذا الكلام خطأ ، لأن جميع أرض كنعان لم تعط لإبراهيم قط ، وكذا لم تعط لنسله ملكاً إلى الدهر ، بل الانقلابات التى وقعت في هذه الأرض لم يقع مثلها في الاراضي الأخر ، ومضت مدة مديدة جداً على أن زالت الحكومة الإسرائيلية عنها رأساً ، فقد دمرت مملكة إسرائيل نهائياً سنة 722 ق.م ، ودمرت مملكة يهوذا سنة 587 ق.م .
الخطأ رقم ( 10 ) : نقل بولس في رسالته إلى العبرانيين [ 1 : 5 ] العبارة الواردة في سفر صموئيل الثاني [ 7 : 14 ] والتي تقول : (( أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً )) وقد ظن بولس أن هذه العبارة هي نبوءة عن المسيح عليه السلام فنقلها لرسالته ، إلا أن هذا الاقتباس غير صحيح لعدة أسباب :
السبب الأول : انه جاء في سفر أخبار الأيام [ 22 : 9 ] أن اسمه يكون سليمان ، أي أن قول الرب : أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً هو في حق سليمان .
السبب الثاني : انه صرح في سفر صموئيل الثاني [ 7 : 13 ] وسفر أخبار الأيام الأول [ 22 : 10 ] ان هذا الشخص يبني بيتاً للرب : (( أنه يبني لإسمي بيتاً )) ، فلابد أن يكون هذا الابن باني البيت ، وهو ليس إلا سليمان عليه السلام ، وليس المسيح فالمسيح ولد والبيت كان مبنياً ثم تنبأ بخرابه كم هو مصرح في الاصحاح الرابع والعشرين العدد الثاني من إنجيل متى .
السبب الثالث : أن جاء في سفر صموئيل الثاني [ 7 : 16 ] أن هذا الشخص يكون له سلطاناً ، والمسيح عليه السلام كان فقيراً ، كما هو مصرح في في إنجيل متى [ 8 : 20 ]
السبب الرابع : أنه جاء في سفر صموئيل الثاني [ 7 : 14 ] في حق هذا الشخص : ( وإن ظلم ظلماً فأبكته ) فلا بد أن يكون هذا الشخص غير معصوم ، يمكن صدور الظلم عنه ، والمسيح عليه السلام كان معصوماً ، لا يمكن صدور الذنب منه في زعم المسيحيين .
ونحن نؤمن بأنه معصوم بعصمة النبوة الثابته له ولغيره من الأنبياء عليهم السلام .
السبب الخامس : أنه جاء في سفر الأخبار الأول [ 22 : 9 ] : ( هو يكون رجلاً ذا هدوء وأريحه من كل أعدائه ) ، والمسيح عليه السلام ما حصل له الهدوء والراحة من أيام الصبا إلى أن رفع الى السماء ، بل كان خائفاً من اليهود ليلاً ونهاراً لأنهم يريدون قتله .
السبب السادس : أنه جاء في سفر أخبار الأيام الأول [ 22 : 9 ] : ( فأجعل سلاماً وسكينةً في إسرائيل في أيامه ) وهذا لا ينطبق على المسيح لأن اليهود كانوا في عهده مطيعين للروم وعاجزين أمامهم .
وهذا الخطأ يؤكد لنا أن بولس كان يقتبس وينقل دون وحي من السماء .
الخطأ رقم ( 11 ) : ورد في سفر هوشع عن مصارعة يعقوب للملاك : ( وغلب الملاك وتقوى ، وبكى وسأله ) [ هوشع 12 : 4 ] وقصة مصارعة يعقوب للملاك جاءت في الاصحاح الثاني والثلاثين من سفر التكوين ، ولا يوجد فيه بكاء يعقوب .
الخطأ رقم ( 12 ) : في المزمور 105 : 17 _ 18 : ( بيع يوسف عبداً . آذوا بالقيد رجليه في الحديد دخلت نفسه ) وقصة يوسف مذكورة في الاصحاح التاسع والثلاثين من سفر التكوين ، وليس فيها : ( آذوا بالقيد رجليه . في الحديد دخلت نفسه ) .
الخطأ رقم ( 13 ) : خروج بني إسرائيل من مصر : ذكر الكتاب المقدس أن مدة مكث اليهود في مصر هي 430 سنة [ خروج 12 : 40 ] وعددهم عند الخروج كان الرجال منهم فقط عدا الأولاد والنساء نحو 600 ألف رجل [ خروج 12 : 27] وهذا عدا بني لاوي أيضاً الذين لم يحسبوهم ، وهو عدد مبالغ فيه جداً ، إذا معنى ذلك أن عدههم كان وقت خروجهم بنسائهم وأطفالهم قرابة مليوني نسمة ، وهو عدد مبالغ فيه جداً ولا يمكن تصديقه ، إذ أن ذلك يعني أنهم تضاعفوا خلال فترة بقائهم في مصر قرابة ثلاثين ألف ضعف ، إذ كان عددهم وقت الدخول سبعين نفساً ، والله سبحانه وتعالى قد ذكر قول فرعون : (( إن هؤلاء لشرذمة قليلون )) ومليونا شخص لا يمكن أن يعبر عنهم بهذا .كما أن تحرك مليوني شخص في ليلة واحدة مستحيل ، إذا علمنا أن في هذا العدد أطفالاً ونساء وشيوخاً .
الخطأ رقم ( 14 ) : يقول كاتب المزمور ( 90 : 10 ) : ( ايام سنينا هي سبعون سنة. وان كانت مع القوة فثمانون سنة وافخرها تعب وبلية )
ان الكاتب يحصر عمر الانسان ما بين السبعين والثمانين عاماً وهذا خطأ فالانسان قد يعيش أكثر من ذلك بل انه يصل الي المئة وأزيد .
لا تنسوا متابعتنا على الانستقرام