أربعة أمور تجعل الناس يؤمنون بالأبراج التي تصف شخصياتهم بناء على تاريخ ميلادهم. أولا: سعي بعض الناس للتفرد وصناعة مجد شخصي لا يتحقق لهم في الواقع فيفتشون عنه في تاريخ ميلادهم، فهم من مواليد أبراج مميزة وفريدة ويستحقون معاملة خاصة بسبب الإطراء الذي دونه المنجمون عن صفات أبراجهم الفلكية.
السبب الثاني: هو أن هؤلاء الأشخاص يجهلون شخصياتهم ولا يعرفون مواطن القوة والضعف في ذواتهم لذا يحتاجون من يعرّفهم على أنفسهم سواء اعتمادا على أسس نفسية علمية أو دون أسس علمية كالأبراج.
السبب الثالث: زرع المُستعمر حاجة الناس في مجتمعاتنا للتصنيف بناء على العرق والنسب والمنطقة واللون والقبيلة والبرج الفلكي! هذا برجه مائي والآخر ناري والثالث هوائي والرابع ترابي! وهذا التصنيف يسهل عليهم التعامل والتعنصر والتفريق فيما بينهم.
السبب الرابع: يلجأ بعض الناس لعيوب البرج الفلكي الذي ولدوا فيه كي يعلقوا عليه عيوب شخصياتهم. فتسمع أحدهم يشتكي من مزاجيته التي ورثها من برجه الفلكي ولا يحاول التخلص منها أو إصلاحها لأنه مولود بها مثل أنفه وعينيه، وأحيانا تصل هذه العيوب التي تلصق بالأبراج للاضطرابات الشخصية والأمراض الذهانية التي تحلل حسب الأبراج فيتأخر طلب العلاج واللجوء للطب!
من العجيب أن تجد بعض الناس الذي اشتهروا بالثقافة يقولون نحن لا نؤمن بالتوقعات لكل برج لكننا نؤمن بالصفات الشخصية للأبراج. التي تصبغ الناس بصفات متباينة. ولو كان هذا الأمر حقيقيا لوجدت مواليد نفس اليوم الذي ولدت فيه نسخة مكررة طبق الاصل من شخصيتك وهذا أمر غير معقول بالطبع!
كما لا يعقل حجم انتشار هذا الوهم والخدعة بين الناس في مجتمعنا رجالا ونساء. ولكي تعرفوا حجم انتشار الإيمان بهذه الخرافة وتطورها مع مرور الوقت تابعوا برامج العرافين والمنجّمين على بعض القنوات العربية وتابعوا عدد الاتصالات من الدول
لا أبالغ إن قلت إن ميزانية هذه البرامج تقوم على استقبال الاتصالات من الخارج للأسف، ولو سألت أحد المتصلين لأجابك الجواب التقليدي: أنا لا أؤمن بالتوقعات لكني أؤمن بالصفات الشخصية للأبراج. وكأنهما علمان منفصلان؟ بينما هما في الواقع علم خرافي واحد متصل ومترابط وضعها عرافون ومنجمون بعيدا عن الأسس العلمية والمنهج البحثي.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
لا تنسوا متابعتنا على الانستاغرام