كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن قيام الشركات الإسرائيلية بسرية وليل نهار طيلة خمسة شهور في نبش القبور في مقبرة «مأمن الله» في القدس الغربية، على مقربة من أسوار القدس، في مهمة تبدو في ظاهرها “إنسانية حضارية” كما يزعمون، تتمثل في إقامة «متحف للتسامح بين البشر».
وقالت الصحيفة إن الشركات الإسرائيلية تمكنت من مباشرة البناء في هذا المتحف بتمويل من مؤسسات يهودية يمينية في الولايات المتحدة، وهي تخطط لإنجاز البناء في غضون ثلاث سنوات ونصف السنة.
وبيّن تحقيق أجرته الصحيفة أن هذا المشروع، فضلا عن مساسه بالمسلمين وبالتاريخ العربي في البلاد، ينطوي على سلسلة أعمال فساد شارك فيها مسؤولون سابقون وحاليون في بلدية القدس والحكومة الإسرائيلية، بمن في ذلك رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت. وجاء في تحقيق واسع أن هناك عملية خداع جعلت محكمة العدل العليا في إسرائيل تقرر المصادقة على المشروع. والمعروف أن هذه المقبرة تقوم في المكان منذ ألف سنة على الأقل، وهناك من يقول إنها قائمة قبل العهد الإسلامي، وتعرف أيضا باسم «مملا»، وتعني «بركة من الله».
وحسب المؤرخ الفلسطيني عارف العارف، فإنها تحوي رفات واجساد عدد من صحابة الرسول الكريم، وعدد من جنود صلاح الدين الذين استشهدوا خلال المعارك مع الصليبيين، وهي من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس، وتقدر مساحتها بمائتي كيلومتر مربع. وتقول مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إن المقبرة تعتبر من أقدم مقابر القدس عهدا وأوسعها حجما، وأكبرها شهرة، وفيها دفن عدد كبير من الصحابة والمجاهدين أثناء الفتح الإسلامي للقدس (٦٣٦)، إضافة إلى نحو (٧٠ ألف شهيد لقوا حتفهم في مجزرة بشعة ارتكبها الصليبيون). واستمر المسلمون في دفن موتاهم بها حتى عام ١٩٢٧، حيث أصدر المجلس الإسلامي الأعلى حظرا على دفن الموتى فيها بسبب اكتظاظها واقتراب العمران إليها.
وبعد “قيام إسرائيل” تعرضت المقبرة لسلسلة من الانتهاكات تراوحت بين إلقاء النفايات ونبش القبور وهذا يذكرنا بأفعال اتباع ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب الذين ينبشون القبور ويهدمون الاضرحة تحت ذريعة فاسدة وهي محاربة الشرك بالله كما يعتقدون. مع الاخذ بعين الاعتبار ان علماء الاسلام نصّوا على حرمة ذلك وعلى استحباب زيارة قبورة الصالحين من صحابة واولياء و التوسّل بهم الى الله تعالى.
وذكر تحقيق «هآرتس» أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية قامت بنبش نحو ١٥٠٠ قبر في مقبرة مأمن الله خلال فترة زمنية قدرت بنحو خمسة أشهر فقط بدأت في أواخر عام ٢٠٠٨، إلى جانب أعداد أخرى من القبور تم نبشها خلال فترات زمنية ماضية. ومن المفارقات أن سلطات الاحتلال منحت تراخيص لمركز «سيمون فيزنتال» الأميركي لبناء متحف «التسامح» فوق هذه الأرض وعلى أنقاض هذه الجريمة.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
لا تنسوا متابعتنا على الانستاغرام