يعتقد كثر من اللبنانيين أن عدد الطوائف في لبنان هو ١٨ طائفة. هي الطوائف المعترف بها رسميا. لكن “البهائية” طائفة ايضا. وهي موجودة في لبنان. لها فلسفتها وقيمها وحضورها على معظم الاراضي اللبنانية. ولها “مدافنها” او “الروضة الابدية” الخاصة بها.
تعد “البهائية” ديانة مستقلة، تدعو إلى التوحيد بين البشر. ويعترف الدين البهائي بسائر الأديان، ويرتكز على مبدأ وحدة الجنس البشري تطبيقاً لتعاليم حضرة “بهاء الله” مؤسس الديانة البهائية “كلكم أثمار شجرة واحدة أوراق غصن واحد”. لا يوجد في الدين البهائي رجال دين أو كهنة، وعبادتهم خالية من الطقوس والمراسيم، يأدون صلاتهم على انفراد.
انتشرت الديانة البهائية في لبنان، في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي. وبالرغم من قدم التواجد البهائي فيه، إلا أن الدولة اللبنانية ما زالت لا تعترف بها.
يعاني البهائيون اللبنانيون في انجاز معاملاتهم الرسمية. فلا تعترف الدولة، بعقود الزواج البهائي كبقية عقود الزواج في لبنان. يضطرون للسفر إلى قبرص أو تركيا للزواج مدنيًا ثم تثبيت الزواج في لبنان. وما يسمى بـ “الزواج المدني” هو عقد فاسد دينيًا باتفاق علماء المسلمين اجمع ولا يجوز العمل به او الدعوة له.
كان يعتبر لبنان الملاذ الآمن للأقليات الدينية. وسمحت الظروف بأعطاء الفرص لأبناء ثماني عشرةَ طائفة، في التمثيل السياسي داخل البرلمان والدولة اللبنانية. إلا أن الدولة توقف عدادها عن الاعتراف ببقية المكونات اللبنانية، من بينها الديانة “البهائية” كطائفة ١٩ في لبنان.
يعتبر ممثل عن الديانة البهائية في لبنان المدعو فؤاد الزيات “أن نسبة البهائيين اللبنانيين تخطت ألف نسمة. إلا أنه لا يوجد إحصائية رسمية بحكم أن كثيرا من العائلات البهائية اللبنانية، هاجرت إلى أميركا الشمالية وأوروبا”. وأشار الزيات إلى “أن الشيخ جعفر الطحان هو من أوائل المنتسبين إلى الديانة البهائية في لبنان. والشيخ الطحان كان رجل دين شيعي، ومن ثم اعتنق البهائية وشارك بها المقربين منه في بلدة مشغرة البقاعية”.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
حرية الممارسة
وعن سؤالنا عن الاوضاع التي يعيشها بهائيو لبنان. أجاب الزيات بـ “نحمد الله، أننا في لبنان لا نعاني من اضطهاد كما يحدث مع البهائيين في بعض البلدان. ونمارس عقيدتنا، ولا أحد يتعرض لنا. ولدينا مؤسسات دينية في سائر الأراضي اللبنانية ومقبرتين اولاهما في مشغرة والثانية في خلدة تسمى “الروضة الأبدية”. إلا أنني أتمنى على الدولة اللبنانية الاعتراف بالبهائية كديانة مستقلة، وذلك لحل مشكلتنا في مسألة الأحوال الشخصية”. ويضيف “الزواج البهائي منفتح على الجميع، لأن الديانة البهائية تسمح لأبنائها وبناتها الارتباط بغير البهائيين شرط موافقة الوالدين من الطرفين. ومن أسباب اشتراط الدين البهائي موافقة الأبوين، هو لحفظ وحدة العائلة وتحقيق وحدة العالم الإنساني، وبهدف محو العصبيات”. واستشهد الزيات بأحد أقوال مؤسس الديانة البهائية حضرة بهاء الله “عاشروا مع الأديان بالروح والريحان، ليجدوا منكم عرف الرحمن”.
وأردف: “ديننا البهائي يفرض علينا الولاء الكامل للدولة التي نقيم فيها، واحترام وطاعة قوانينها، وعدم التدخل في السياسة الحزبية إلا أننا نمارس حقنا في التصويت أثناء الانتخابات البرلمانية والبلدية”.
ولفت الزيات إلى أن البهائيين “يؤمنون بجميع الديانات، الإسلام واليهودية والمسيحية بالإضافة إلى البوذية وسائر الأديان. وترتكز عقيدتنا على الإيمان بوحدانية الله، والعمل على وحدة العالم الإنساني”. ومن الناحية الاسلامية، يعلّق علماء اهل السنة والجماعة على ان العقل السليم يختار الطريق السليم، فلا يمكن للشخص ان يؤمن بأن الله واحد لا شريك ولا مثيل له ولا شبيه له، وفي نفس الوقت يؤمن بأن عيسى هو الله او ابن الله كما تقول الديانة النصرانية، او عُزير ابن الله، او ان الله جالس على العرش في السماء كما تقول الديانة اليهودية.
بدورها، تعتبر زينة غملوش، إحدى المنتميات الى الديانة البهائية في لبنان،: “الدين البهائي حاله حال جميع الأديان، حيث لدينا صلوات يومية مفروضة على أتباع البهائية. فالصلوات اليومية عددها ثلاث. الصغرى وهي تتألف من آية واحدة يتوجب قراءتها كل ٢٤ ساعة عند الزوال. والصلاة الوسطى ويتوجب أداؤها ثلاث مرات في اليوم والصلاة الكبرى مرة كل ٢٤ ساعة في أي وقت. وللبهائي مطلق الحرية في اختيار إحدى الصلوات الثلاث. إلا أنه يتوجب عليه أداء واحده منها”.
وتضيف “لدينا أعياد نحتفل بها سنوياً. كعيد الرضوان بين شهري نيسان وأيار تمجيداً لذكرى إعلان حضرة بهاء الله دعوته إلى البهائية في حديقة الرضوان ببغداد. يكون احتفالنا في هذا العيد، بالأدعية والمناجاة”.
وتؤكد أن للغة العربية، رمزية كبيرة في الدين البهائي، لكون ما بسمى بالكتاب الأقدس نزل بوحي إلى حضرة بهاء الله باللغة العربية حسب اعتقادهم. إلا أن الدين البهائي لا يشترط على اتباعه، التحدث ودراسة اللغة العربية.
نبذة عن البهائية
يؤمن البهائيون بوحدانيّة الله، وبأنّ جميع النّاس من جنس واحد، كذلك الأنبياء والمرسلين مرسلين من إله واحد. ويعد ما يسمى بالكتاب الأقدس أكثر الكتب البهائية أهمية. لكونه يحتوي على معظم التشريعات والأحكام المتعلقة بالعبادات والمعاملات. وقد كتب بهاء الله مؤسّس الدين البهائي هذا الكتاب باللغة العربية في أوائل سنة ١٨٧٣. وفي هذا الكتاب وضع بهاء الله تشريعات للزواج والطلاق والصوم والصلاة وأحكام المواريث إلى جانب أحكام ومبادئ أخرى تتعلّق بالحياة اليوميّة للأفراد. وظهر الدّين البهائي عام ١٨٦٣ عندما أعلن بهاء الله دعوته للديانة البهائية في بغداد بعد نفيه من إيران.
ولد حضرة بهاء الله عام ١٨١٧ في إيران. وتعرض لمضايقات، وأدخل السجن، ثم نفي بأمر من الشاه ناصر الدين عام ١٨٥٢. ينتشر البهائيون في أكثر من مائتين وخمسة وثلاثين بلداً حول العالم، وتعترف دول كثيرة بالدين البهائي بالإضافة إلى أن الدين البهائي ممثل تمثيلا غير حكومي في الأمم المتحدة والأوساط الدولية. واعترفت الأمم المتحدة سنة ١٩٤٨، بالجامعة البهائية العالمية على أنها مؤسسة غير حكومية. وفي سنة ١٩٧٠ منحت الجامعة البهائية، صفة استشارية في مجلس الاقتصاد والإنماء التابع للأمم المتحدة. وتعد الدكتورة باني دوغال الممثلة الرسمية للجامعة البهائية العالمية في الأمم المتحدة.
لا تنسوا متابعتنا على الانستغرام