يقوم العلمانيون في لبنان في الآونة الاخيرة بهجوم مركّز على المرأة المسلمة والمجتمع الاسلامي مرتكزين على نقطتين اساسيتين وهما: حجاب المرأة وتعدد الزوجات. زاعمين ان هجومهم هذا ما هو الا دفاع عن حقوق المرأة وحريّتها وعنوان للانفتاح والتقدم حسبما يوهمون الناس ويخدعونهم. في مقال هذا، رد على مزاعم هؤلاء المتخلّفين و مزاعمهم الساذجة.
مقدمة
أظهرت الكاتبة بيومي في دراسة حول ظاهرة العداء للحجاب في العالم الغربي والعربي على حد سواء، أن السبب الحقيقي لهذه الظاهرة ليس الدفاع عن حقوق المرأة وحماية حريتها الشخصية، وإنما جزء من العداء لقيم الشعوب الإسلامية وانطلاقاً من قاعدة ” لكي تغير أمة أو شعباً فإن مفتاح التغيير هو المرأة”.
يقول حاخامات اليهود في بروتوكولاتهم: علينا أن نكسب المرأة ففي أي يوم مدت إلينا يدها ربحنا القضية . ولذلك نجح اليهود في توجيه الرأي العام الغربي حينما ملكوا المرأة عن طريق الإعلام وعن طريق المال . وقال آخر من ألد أعداء الإسلام : كأس وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع فأغرقوها في حب المادة والشهوات.
كيف يكون تغطية المرأة لمفاتنها عن الرجال الأجانب سببا في التأخر الثقافي والحضاري؟!
إن هؤلاء الذين يرون في انتشار الحجاب ردة وتخلفًا ورجعية يؤمنون بأن سفور النساء المسلمات وتقليدهن في الزي لغيرهن من نساء المجتمعات الأخرى هو اختراق مهم ونجاح، أي أن العلمانيين يرون في انتشار ظاهرة الحجاب هزيمة لهم وإفشال لمخطط استهدافهم للمرأة المسلمة الذي حرصوا عليه من البداية.
ومن أساليب الرفض العلماني للحجاب، وصف العلمانيين للحجاب بأنه إهانة للمرأة وحجاب للعقل، ونسوا أننا أمة فيها عشرات الآلاف من الرجال (غير المحجبين) ومع ذلك فهم معدومو القيمة بين الأمم، فلا الحجاب إهانة للمرأة، ولا عدم ارتداء الحجاب دليل على أن هناك حرية وعقل.
ولا يخل الأمر من اللمز والغمز العلماني بأن ارتداء الحجاب لا يعني شهادة لمن ترتديه بالعفة والشرف وأن ليس كل السافرات بالسوء الذي يراد الإيحاء به.
والحق أن الحجاب ليس من قبيل الشك بالمرأة، ولكنه حماية لها ممن يظنون أن كل امرأة سافرة سهلة المنال، فهو إذن حماية للمرأة في المقام الأول، وفي الغالب فإن الذكور المنحرفين تستهويهم النساء السافرات لا المحجبات أو يتشجعون بسبب المساحة المكشوفة لهم.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وإذا كان هذا هو ما لدينا من رد عقلي على حجة عقلية، فإن حكمة المولى – سبحانه وتعالى – أعظم وفيها من جوانب العظمة الكثير مما لا ندركه، فحسبنا أننا ننفذ أوامر ربنا وتعاليم ديننا.
ويقول العلمانيون المعارضون للحجاب أيضًا: إن الحجاب كان من عادات العرب في الجاهلية؛ لأنَّ العرب طبِعوا على حماية الشّرف، ووأدوا البنات خوفًا من العار، فألزموا النساء بالحجاب تعصبًا لعاداتهم القبلية التي جاء الإسلام بذمِّها وإبطالها، حتى إنَّه أبطل الحجاب، فالالتزام بالحجاب رجعية وتخلُّف عن ركب الحضارة والتقدم.
وإذا كانت النساء المسلمات راضياتٍ بلباسهن الذي لا يجعلهن في زمرة الرجيعات والمتخلفات فما الذي يضير التقدميين في ذلك؟!
وإذا كنَّ يلبسن الحجاب ولا يتأفَّفن منه فما الذي حشر التقدميين في قضية فردية شخصية كهذه؟! ومن العجب أن تسمع منهم الدعوةَ إلى الحرية الشخصية وتقديسها، فلا يجوز أن يمسَّها أحد عندهم، ثم هم يتدخَّلون في حرية غيرهم في ارتداء ما شاءوا من الثياب.
ثم إنَّ التخلف له أسبابه، والتقدم له أسبابه، وإقحام شريعة الستر والأخلاق في هذا الأمر خدعة مكشوفة، لا تنطلي إلا على متخلّف عن مستوى الفكر والنظر، ومنذ متى كان التقدُّم والحضارة متعلقينِ بلباس الإنسان؟! إنَّ الحضارة والتقدم والتطور كان نتيجة أبحاث توصَّل إليها الإنسان بعقله وإعمال فكره، ولم تكن بثوبه ومظهره
لا تنسوا متابعتنا على الانستاغرام