الحَمْدُ للهِ ربِّ العالمينَ وَالصلاةُ والسلامُ على سيِّدِنَا مُحَمَّدٍ أشرفِ المرسلينَ. يقول الله سبحانه وتعالى ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ سورة فاطر / 6. ويقول عَزَّ من قائل ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي~ ءادَمَ أَن لا تَعْبُدُواْ الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ سورة يس / 60.
أما بعد.. فإنه لمن الغريب أن يتخذ المرء مخلوقًا ءاخر معبودًا يعبده من دون الله، مهما بلغ شأن هذا المخلوق حتى لو كان نبياً فالله وحده يستحق العبادة، فكيف إذا كان هذا المخلوق هو الشيطان الذي هو عدو للإنسان والمتربص به والموسوس له والذي يزينُ له السوء والشر والفساد. لقد أضحى لعبادة الشيطان طائفة تتغلغل في المجتمعات وصفوف الشباب… فازداد الطين بلة بعد أن ابتلينا بجماعات منحرفة أخرى وتيارات مفسدة كالماسونية.
وطائفة عُبّاد الشيطان ليست جديدة، بل هي من مئات السنين ولكن أتباعها اختفوا فترة من الزمن، وعادت للظهور على يد الكاهن اليهودي الساحر “أنطون ليفي” سنة 1966 وكان ضابطًا في الموساد الإسرائيلي الذي أسس “معبد الشيطان” وهي منظمة من أخطر المنظمات ويقدر عدد أعضائها بنحو 50 ألف شخص، ولها فروع في بريطانيا وإيرلندا وسائر أوروبا، وفي أميركا وإفريقيا.
معتقداتهم وممارساتهم
قيل إن أفكارهم ومعتقداتهم مقتبسة من نظريات “داروين” وكذلك من فلسفة “نيتشة” التي تحارب العدل باعتباره أخلاق الضعفاء عنده، وبأن العالم في منظور هذه الفلسفة ليس سوى خلية صراع لا يوجد في عدل أو ظلم، وإنما قوة وضعف، ونصر وهزيمة، وأن البقاء ليس للأفضل، وإنما للأقوى، والأقوى عندهم هو الشيطان والعياذ بالله من هذه الفلسفات الظلامية.
الشيطان عدو لبني ءادم منذ بدء الخليقة، وهو مطرود من رحمة الله وأخرجه الله تعالى من جنته، وهو عدو الله وعدو الإنسان يقول الله تبارك وتعالى ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ سورة يوسف / 5. وهو يغوي بعض بني ءادم ليوقعهم في حبائله، فيزين لهم المحرمات من الزنى بأنواعه حتى بين المحارم، وشرب الدم، وتعاطي المخدرات. وعبدة الشيطان لا يؤمنون بالله، ولا بالآخرة، ولا بالجنة والنار ولا بالجزاء في الآخرة وهمهم التمتع بالملذت الحسية قبل الموت. يقول أنطون ليفي أو ساندوز ليفي في كتابه (الشيطان يرغب فيك)”إن الحياة للملذات والشهوات، والموت حرمان منها، فاغتنم الفرصة للاستمتاع، فالعذاب والنعيم هنا” ويدعو في كتابه المسمى “الطقوس الشيطانية” إلى تقديم قرابين بشرية للشيطان خاصة من الأطفال بعد حرقها بالنار، لأن الشيطان على زعم المؤلف سوف يرضى عن هذا المنتحر، ويقابله بعد انتحاره مباشرة.
ومن أبرز ممارسات هذه الطائفة الشاذة ما يلي:
1- السحر.
2- الانتحار.
3- الشذوذ الجنسي حتى مع البهائم.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
4- اشتهاء الموتى.
5- السادية وتعذيب الذات.
6- الهيمنة بواسطة المال والمخدرات والكحول والنساء.
7- العمل في دعارة الأطفال وخصوصًا عن طريق الإنترنت.
8- دعواهم لحرية الأفكار والتعبير والأنفلات من كل القيود.
9- شرب الدماء.
10- ذبح البهائم والطيور والقوارض إرضاءً للشيطان.
11- إستخدام الأفلام الرذيلة للترغيب ووسائل أخرى للترهيب.
12- استخدام موسيقى الهارد روك والميتالكسا الصاخبة التي تمجد الشيطان وتدعو للانتحار .
13- إتخاذ العديد من الرموز شعارًا لهم كرأس الكبش، والجمجمة مع عظمتين والنجمة، وشعار النازية، والشموع السوداء، وأسياخ من الحديد، والعديد من الصور والحروف والرموز المتعارف عليها بينهم.
مصاصة دماء ألمانية
بملابس سوداء ونظارات داكنة مَثَلَتْ “مانويلا رودا” التي تنتمي لطائفة عبدة الشيطان أمام محكمة مدينة “بوتشم” الصناعية الألمانية، وكانت مانويلا طلبت من المحكمة تعتيم النوافذ لأنها لا تتحمل الضوء لكن طلبها رُفِض، وسمحت لها المحكمة بوضع نظارتها السوداء، وروت مانويلا قصتها فقالت: إنها انجذبت نحو موجة البانك حينما كانت في السادسة عشرة من عمرها، وكانت تتغيب عن مدرستها وتهمل دروسها، ثم غادرت ألمانيا واتجهت إلى اسكوتلندا للعمل في فندق، ثم انتقلت إلى لندن وانتسبت إلى النادي القوطي حيث يمارسون أفعالاً شيطانية يتخللها شرب دماء. ثم عادت إلى ألمانيا بعد أن أصبحت مصاصة دماء، ولتسهيل هذا الأمر قامت مانويلا باستبدال ضرسين أماميين بأنياب حيوان.
وكانت مانويلا قد تعرفت بصديقها دانييل (26 عامًا) من خلال إعلان وضعه في مجلة “ميتال هامر” يقول فيه “مصاص دماء يبحث عن أميرة ظلام تكره كل شئ وكل الناس”. وقال كل من مانويلا ودانييل إنهما كانا ينفذان تعليمات الشيطان عندما قررا تقديم ذبيحة للشيطان وكان هدفهم التالي الانتحار والذهاب إلى جهنم. وقد تم دعوة صديقهما المشترك فرانك هاكيرت (32 عامًا) فقتلاه بضربة على رأسه بالفأس، وطعناه 66 طعنة في وجهه، وخرقا بطنه على شكل نجمة خماسية، وبعد أن مصّوا دمه ومثلوا بجثته، وضعوا جثته في تابوت بغرفة نوم مانويلا.
وكانت الشرطة قد هاجمت منزلها، وعثرت على بقايا صديقها “هاكيرت” بعد أن أبلغ والدا مانويلا الشرطة بأنهما عثرا على رسالة من ابنتهما تقول فيها إنها ستنتحر الليلة، وتوصيهما بدفنها في تابوت في داخل غرفتها. هذه المحاكمة التي جرت في شتاء عام 2002 ألقت الضوء على ظاهرة تزايد أعداد عبدة الشيطان في ألمانيا خاصة في صفوف الشباب الذين وجدوا في عبادة الشيطان ومصّ الدماء شكلاً من أشكال التمرد على الوالدين والمجتمع
ولم تسلم دولاً أخرى كتركيا وماليزيا وكينيا والعديد من الدول العربية كمصر والأردن ولبنان والكويت من مخاطر طائفة عبدة الشيطان التي نسجت خيوطها العنكبوتية حول عدد من الشباب الذين يعيشون على هواهم بعيدًا عن رقابة الأهل. وفي بعض الدول قبضت الأجهزة الأمنية على مجموعة من طائفة “عُبَّاد الشيطان” وهم يمارسون طقوسًا غريبة، ويرتدون الثياب الفاضحة ويتقلدون بسلاسل ذهبية، ويرقصون على أنغام موسيقى صاخبة تروّج لمعتقدات وأفكار شيطانية.
وبهذا الصدد أصدرت دار الفتوى في مصر حكمًا بأن عبّاد الشيطان مرتدون عن الدين، وقد نبهت وسائل الإعلام المصرية إلى بعض الممارسات الغريبة لهذه الطائفة كنبش القبور، حيث يبحثون عن جثث الموتى، وهم يفضلون الجثث الحديثة الوفاة، ويتراقص زعيمهم فوق الجثة التي يعثرون عليها ثم يذبحون القطط والكلاب ويشربون من دمائها، ويلطخون أجسامهم ووجوهم بها، وأما الإناث من هذه الطائفة فيطلين أظافرهن وشفاههن باللون الأسود.
وبعد.. لم ينته أمر هذه الطائفة المنحرفة عند هذه الحد.. والأمر لا يقتصر على بلد وبلدين.. فالحبل على الجرار ويومًا بعد يوم تكتشف الجهات الرسمية والأسرُ المزيدَ من المآسي التي يسببها الانتماء إلى هذه الجماعة … قتل وانتحار وشذوذ ومخدرات… ونحن نسلط الضوء على هذه الموضوع حتى تنفضح وتنكشف أباطيل هذه الفئة التي تخذت الشيطان إلهًا تعبده من دون الله، وحتى يصحو الغافلون من الأهل والعاملين في المجال التربوي والاجتماعي والثقافي والإعلامي… وحتى لا نستيقظ يومًا فنجد الأشلاء فوق رؤوسنا.