الدروز فرقة باطنية تؤلِّه الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، ويبدأ تاريخها من العام الهجري 408هـ، وأخذت كل عقائدها عن الإسماعيلية، وهي تنتسب إلى نشتكين الدرزي.
وقد نشأت هذه الطائفة في مصر، لكنها لم تلبث أن هاجرت إلى الشام. وعقائدها خليط من عدة أديان وأفكار، كما أنها تؤمن بسرِّية أفكارها، فلا تنشرها على الناس، ولا تعلِّمها حتى لأبنائها إلا إذا بلغوا سن الأربعين.
وينكر الدروز الأنبياء والرسل جميعًا، ويلقِّبونهم بالأبالسة، ويعتقدون بأن المسيح هو داعيتهم حمزة. ويبغضون جميع أهل الديانات الأخرى، والمسلمين منهم بخاصة، ويستبيحون دماءهم وأموالهم وغشَّهم عند المقدرة. ويرون بأن ديانتهم نَسَخت كل ما قبلها، وينكرون جميع أحكام وعبادات الإسلام وأصوله.
كما يحجَّ بعض كبار مفكِّريهم المعاصرين إلى الهند، متظاهرين بأن عقيدتهم نابعة من حكمة الهند.
ويقولون بتناسخ الأرواح، وأن الثواب والعقاب يكون بانتقال الروح من جسد صاحبها إلى جسدٍ أسعدَ أو أشقى.
ويُنْكر الدروز أيضًا الجنة والنار، والثواب والعقاب الأخرويين، وكذلك القرآن الكريم، ويقولون: إنه من وضع سلمان الفارسي، ولهم مصحف خاص بهم يسمَّى المنفرد بذاته. وترجع هذه الطائفة عقائدها إلى عصور متقدمة جدًّا، وتفتخر بالانتساب إلى الفرعونية القديمة، وإلى حكماء الهند القدامى.
وبالنسبة للقيامة، فالدروز يعتقدون أنها هي رجوع الحاكم الذي سيقودهم إلى هدم الكعبة، وسحق المسلمين والنصارى في جميع أنحاء الأرض، وأنهم سيحكمون العالم إلى الأبد، ويفرضون الجزية والذل على المسلمين.
كما يعتقدون أن الحاكم بأمر الله أرسل خمسة أنبياء هم حمزة، وإسماعيل، ومحمدًا الكلمة وأبو الخير، وبهاء. وهم أيضًا يحرِّمون التزاوج مع غيرهم، والصدقة عليهم ومساعدتهم، كما يمنعون التعدد، وإرجاع المطلقة، ولا يقبل الدروز أحدًا في دينهم، ولا يسمحون لأحد بالخروج منه.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
ويقول الدروز في الصحابة أقوالاً منكرة منها قولهم: الفحشاء والمنكر هما أبو بكر وعمر (رضي الله عنهما).
ومعتقدات الدروز نتجت للعديد من الجذور الفكرية، وأبرزها تأثرهم بالباطنية عمومًا، وخاصة الباطنية اليونانية، متمثلة في أرسطو، وأفلاطون، وأتباع فيثاغورس، واعتبروهم أسيادهم الروحيين.
كما أخذوا جلَّ معتقداتهم عن الطائفة الإسماعيلية. وتأثَّروا بالدهريين في قولهم بالحياة الأبدية.
وكذلك بالبوذية في كثير من الأفكار والمعتقدات وببعض فلاسفة الفرس والهند والفراعنة القدامى.
وحكم الإسلام في الدروز ما نقل عن علماء المذاهب الأربعة أنه لا يَحِلُّ إقرارهم في ديار الإسلام بجِزْية ولا غيرها، ولا تَحِل مناكحتهم ولا ذبائحهم، غير أن البعض من الفقهاء قال: إنهم الآن في الواقع مواطنون، فلا بأس بالمعاملة المسؤول عنها معهم.
أصل الدروز فرقة سرية من فرق الباطنية يتظاهرون بالإسلام ، ويلبسون أحيانا لباس التدين والزهد والورع ويظهرون الغيرة الدينية الكاذبة ويتلونون ألوانا عدة من الرفض والتصوف وحب آل البيت ، ويزعمون أنهم حملة لواء الإصلاح بين الناس وجمع شملهم ليلبسوا على الناس ويخدعوهم عن دينهم حتى إذا سنحت لهم الفرصة وقويت شوكتهم ووجدوا من الحكام من يواليهم وينصرهم ظهروا على حقيقتهم وأعلنوا عقائدهم وكشفوا عن مقاصدهم وكانوا دعاة شر وفساد ومعاول هدم للديانات والعقائد والأخلاق . يتبين ذلك لمن تتبع تاريخهم وعرف سيرتهم من يوم وضع عبد الله بن سبأ اليهودي أصولهم وبذر بذورهم فورثها لاحقهم عن سابقهم وتواصوا بها وأحكموا تطبيقها واستمر ذلك إلى وقتنا الحاضر .
وينقسم المجتمع الدرزي المعاصر من الناحية الدينية إلى قسمين:
أ – الروحانيون: بيدهم أسرار الطائفة، وينقسمون إلى: رؤساء، وعقلاء، وأجاويد.
ب – الجثمانيون: الذين يعتنون بالأمور الدنيوية، وهم قسمان: أمراء، وجهال.
أما من الناحية الاجتماعية فلا يعترفون بالسلطات القائمة، إنما يحكمهم شيخ العقل ونوّابه، وفق نظام الإقطاع الديني.
وغالبية الدروز اليوم يعيشون في لبنان، ونسبة كبيرة من الموجودين منهم في فلسطين المحتلة قد أخذوا الجنسية الإسرائيلية، وبعضهم يعمل في الجيش الإسرائيلي، كما توجد لهم رابطة في البرازيل، ورابطة في أستراليا، وغيرهما.
كتب الدروز
1 – لهم رسائل مقدسة تسمَّى رسائل الحكمة وعددها (111) رسالة، وهي من تأليف حمزة، وبهاء الدين، والتميمي.
2 – لهم مصحف يسمَّى (المنفرد بذاته).
3 – كتاب النقاط والدوائر لعبد الغفار تقي الدين البعقلي قتل سنة 900هـ.
4 – ميثاق ولي الزمان: كتبه حمزة بن علي، وهو الذي يؤخذ على الدرزي حين يُعرف بعقيدته.
5 – النقض الخفيّ: وهو الذي نقض فيه حمزة الشرائع كلها، وخاصة أركان الإسلام الخمسة.
6 – أضواء على مسلك التوحيد: د. سامي مكارم.
مبادؤهم
- يقولون بالحلول ، فهم يعتقدون أن الله حل في علي رضي الله عنه ثم حل في أولاده بعده واحدا بعد واحد حتى حل في الحكام العبيدي أبي على المنصور ابن العزيز ويؤمنون برجعة الحاكم وأنه يغيب ويظهر. وفي هذا مخالفة كبيرة و جذرية لمبادىء الدين الإسلام الذي ينص على أن الله لا يحل في شيء ولا ينحل منه شيء ولا يحل فيه شيء لأن الله ليس كمثله شيء منزّه عن الجسم والمكان
- التقية ، (أي النفاق والتستر ) فهم لا يبينون حقيقة مذهبهم إلا لمن كان منهم بل لا يفشون سرهم إلا أمنوه ووثقوا به من جماعتهم
- عصمة أئمتهم ، فهم يرون أن أئمتهم معصومون من الخطأ والذنوب بل ألهوهم وعبدوهم من دون الله كما فعلوا ذلك بالحاكم
- دعواهم إلى الباطن ، فهم يزعمون أن لنصوص الشريعة معاني باطنية هي المقصود منها دون ظواهرها وبنوا على هذا إلحادهم في نصوص الشريعة وتحريفهم لأخبارها و أوامرها و نواهيها .
أما إلحادهم في الأخبار فإنهم أنكروا ما لله من صفات الكمال وأنكروا اليوم الآخر وما فيه من حساب وجزاء من جنة ونار واستعاضوا عن ذلك بما يسمى التقمص أو تناسخ الأرواح وهو انتقال روح الإنسان أو الحيوان عند موته إلى بدن إنسان أو حيوان آخر عند بدء خلقه لتعيش فيه منعمة أو معذبة وقالوا دهر دائم وعالم قائم وأرحام تدفع وأرض تبلع ، وأنكروا الملائكة ورسالة الرسل واتبعوا المتفلسفة المشائين أتباع أرسطو في مبادئه ونظرياته .
وأما إلحادهم في نصوص التكليف من الأوامر والنواهي فإنهم حرفوها عن موضعها فقالوا الصلاة معرفة أسرارهم لا الصلوات الخمس التي تؤدى كل يوم وليلة ، والصيام كتمان أسرارهم لا الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، والحج زيارة الشيوخ المقدسين لديهم ، واستحلوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، واستحلوا نكاح البنات والأمهات إلى غير ذلك من التلاعب بالنصوص وجحد ما جاء فيها مما علم بالضرورة أنه شريعة لله فرضها على عباده ، ولذا قال فيهم أبو حامد الغزالي وغيره : ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض .