وهابيو الخليج يهاجمون الأزهر: نحن أهل السنّة وما عدانا «فِرق مذمومة»
شنّ شيوخ السلفية (الوهابية) هجوماً حاداً على مؤتمر «جروزني» الذى عُقد بعاصمة الشيشان، وافتتحه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وتلا الكلمة الرئيسية فيه، بمشاركة أبرز علماء السنّة فى العالم، الذين أعلنوا فيه أن مصطلح أهل السنّة والجماعة لا ينسحب على السلفية المعاصرة «الوهابية».
وأصدر شيوخ وهابية الخليج بياناً خلال مؤتمر عقدوه بالكويت، للرد على مؤتمر «جروزني»، زعموا زورًا فيه أن «السلفية مذهب عتيق، لم تكن نشأته على يد الإمام أحمد بن حنبل، ولا ابن تيمية، ولا محمد بن عبدالوهاب، بل هو مذهب الصحابة والتابعين وأتباعهم»، وأن مصطلح أهل السنّة «السلفية» شمل على مدار التاريخ ألقاباً مختلفة، منها «أهل الحديث، وأهل الأثر، والفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، والأمة الوسط، وأهل الحق، والسلفيون»، فيما رفض مسئولو الأزهر التعليق على البيان.
وأشار البيان الختامي للمؤتمر، الذى حمل عنوان «المفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة وأثره فى الوقاية من الغلو والتطرّف» وترأسه مفتى موريتانيا أحمد بن المرابط، بحضور عبدالعزيز السعيد من جامعة محمد بن سعود، إلى أن «جعل مذهب السلف مكوِناً من مكونات أهل السنّة والجماعة خطأ محض»، بل هم فقط أهل السنّة والجماعة، وما عداهم من الفِرق ممن خالفهم فى الأصول أو تدثّر بشعارٍ غير شعارهم، فِرق ذمها رسول الله، هم الذين عطّلوا الله عن صفاته الواردة فى الكتاب والسنة وحرّفوا معانيها فصرفوها عن حقائقها، أو فوّضوها، بدعوى التنزيه عن مشابهة الخلق، أو نفى استواء الله على عرشه، أو علوه على خلقه، أو غلا فى الوعيد، وكفّر بالذنب، وخرج على جماعة المسلمين وأئمتهم، أو قسم الدين إلى حقيقة وشريعة، وباطن وظاهر.
وكلامهم هذا محض كذب و تلوّن، فعلماء الاسلام على مدى العصور كفّروا المجسّمة المشبّهة و تبرأوا من عقيدة اليهود التي تقول ان الله جسم قاعد فوق العرش والعياذ بالله. بل اجمع علماء الاسلام على ان الله لا يشبه خلقه بأي وجه من الوجوه كما قال تعالى في القرءان “ليس كمثله شيء”
ووجّه المؤتمر دعوة إلى جميع الطوائف الإسلامية بالعودة إلى ما وصفه بـ«السنّة المحضة»، كما دعا المؤتمر الحكّام المسلمين للسماح بنشر المذهب الوهابي وتمكينه فى بلدانهم، مشدداً على «حرمة الخروج على الحاكم بالتظاهر أو المعارضة».
موقف الازهر
فى المقابل، رفض مسؤولون بـ«مشيخة الأزهر» التعليق على «مؤتمر الكويت»، فيما قال الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر: لم نشهد مؤتمر «الكويت»، ولم تتم دعوتنا إليه، ولا شأن لنا به، فلا تعقيب عليه سوى أن هذا محض عبث، فمثل تلك الدعوات والبيانات، خزعبلات وهراء لا نريد أن نسمعها، لأنها تشمل مغالطات كثيرة وردها سيكون فى كتاب علمي أو مقالات توثيقية.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وأكد الدكتور محمد الشحات، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن بيان الذين وصفوا أنفسهم بالسلفيين، ينطوي على الكثير من المغالطات، لافتاً إلى أن فكر أصحاب المؤتمر يعد امتداداً لفكر «داعش»، فى احتكار الحقيقة، وشنّ الحرب على الأمة والجهاد ضدها باسم السلفية والحق. وأضاف: الأزهر سلفي أيضاً، لكن ليس بالمعنى الذى يُردّدونه، فالأزهر يعتمد على الكتاب والسنّة وينادي بالعودة إليهما واجتماع الأمة عليهما، على أساس من النظرة الوسطية التى لا تُكفر أحداً.
وتابع «الجندى»: هؤلاء احتكروا الحقيقة كما يفعل «داعش» دونما رجوع إلى الكتاب والسنّة، لكن السلفية المعتدلة التى لا تُكفر أحداً أو تفسقه، فهى التى توافق الأزهر، موضحاً أن «طريقة عرض القائمين على المؤتمر لأفكارهم، مغلوطة من الأساس، وأبوالحسن الأشعري ليس له دين آخر، وإنما مجرد فهم، وهو لم يتراجع حتى آخر نفس كما ادعى المؤتمر والقائمون عليه، فهؤلاء ليسوا سلفيين ولا عقلاء، وأهل السنّة والجماعة لا يؤمنون بهذا التشدُّد فى الرأي ولا يُفرقون بين أبناء الأمة ولا يشبّهون الله يخلقه كاليهود.
وأكد أن المجتمِعين مارسوا أحط أنواع الرشوة للحكام برفض التظاهرات وأي معارضة للحاكم، ثم مطالبتهم للحكام بدعم فكرهم وآرائهم، فهم يقولون للحكام «نحن معكم فادعموا»، فى حالة من الإغواء لهم للسماح لأفكارهم الغريبة التفكير.
وقال الدكتور عبدالله رشدي، الباحث الشرعي بالأزهر وإمام وخطيب السيدة نفيسة: إن «ما ورد فى مؤتمر الكويت هو إقصاء لأهل السنّة والجماعة ومصادرة لأفكار علماء الأمة الإسلامية منذ القرون الأولى، إذ إن السلف رضوان الله عليهم هم قدوة الجميع بلا شك ولا نزاع فى ذلك، وما وسع السلف الخلاف فيه فإنه لا بد أن يسع الخَلف، فمن لم يسعه ما وسع السلف فلا وسع الله عليه».
وأضاف: الأشاعرة والماتريدية لم يأتوا بدين جديد، ولا استحدثوا عقائد مهرطقة، وإنما زادوا كلام السلف تفصيلاً وتدقيقاً، وردوا على المعتزلة والخوارج والرافضة والجهمية، بنوع سلاحهم الذي يمتلكونه وهو علم الكلام، وكل من وقف عن مجمل نصوص السلف ولم يزد عليها فكلامه على العين والرأس، أما محاولة لىّ عنق كلام السلف ليحمل أفكاراً معينة لا يدل كلام السلف عليها، ولا تحتمله القواعد العقائدية القاطعة، فهو «عبث مرفوض».
وتابع: يبقى مصطلح أهل السنّة والجماعة يتسع لثلاث طوائف «الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث» الذين لم يقعوا فى براثن التشبيه، ولم يتلطخوا بوحل التجسيم.
وقال عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للبحوث الإسلامية: إن مؤتمر جروزني لم يكن لتحديد أهل السنّة والجماعة، وإنما لوضع أُطر محدّدة لمن يشملهم التعريف، فمن يرفض التكفير والتطرّف، ولا يحتكر الدين فهو منهم، والوهابيون يُكفّرون ويتطرفون بالرأي ويحتكرون الدين والإيمان وينسبون الجهة والجسم لله تعالى، لذلك لا تنطبق عليهم معايير أهل السنة والجماعة، وسلوكهم فى مؤتمر الكويت خير دليل على ذلك.
لا تنسوا متابعتنا على الانستاغرام