باب ما جاء في أول ثلاثة يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ثلاثة يدخلون الجنة الشهيد، ورجل عفيف متعفف ذو عيال، وعبد أحسن عبادة ربه وأدى حق مواليه، وأول ثلاثة يدخلون النار: أمير متسلط، وذو ثروة من مال لا يؤدي حقه، وفقير فخور
باب ما جاء في أول من تسعر بهم جهنم
عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت قال: كذبك ولكنك قاتلت ليقال فلان جريء، فقد قيل ثم أمر ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فرفعها قال: قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته ومن قرآت فيك القرآن قال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر بن فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتى به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل، ثم أمر فسحب على وجهه حتى ألقي في النار
رواه الترمذي بمعناه وقال في آخره ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي، فقال: «يا أبا هريرة: أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة»
باب فيمن يدخل الجنة بغير حساب
عن عمران بن حصين أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون
عن أبي أمامة قال سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفاً وثلاث حثيات من حثيات ربي. قال الترمذي: هذا حديث غريب وقد أخرجه ابن ماجه أيضاً
خرج أبو بكر البزار «من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً مع كل واحد من السبعين ألفاً سبعون ألفاً»
خرج أيضاً هو وأبو عبد الله الحكيم الترمذي، «عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن الله أعطاني سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب فقال عمر: يا رسول الله فهلا استزدته؟ قال: استزدته فأعطاني مع كل من السبعين ألفاً سبعين ألفاً فقال عمر: يا رسول الله فهلا استزدته؟ قال: لقد استزدته فأعطاني هكذا» وفتح أبو وهب يديه قال أبو وهب قال هشام هذا من الله لا يدري ما عدده
خرج الترمذي الحكيم أيضاً، «عن نافع أن أم قيس حدثته أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج آخذاً بيدها في سكة من سكك المدينة حتى انتهى بها إلى بقيع الغرقد فقال يبعث من ها هنا سبعون ألفاً يوم القيامة في صورة القمر ليلة البدر يدخلون الجنة بغير حساب فقام رجل فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال: أنت منهم فقام آخر فقال يا رسول الله: ادع الله أن يجعلني منهم فقال: سبققك بها عكاشة
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
قال أبو عبد الله فهذا العدد من مقبرة واحدة، فكيف بسائر مقابر أمته، وإنما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أنت منهم كأنه رأى فيه أنه منهم، والآخر لم يره بموضع ذلك فقال سبقك بها عكاشة، وأم قيس هي بنت محصن أخت عكاشة بن محصن الأسدي
ذكر أبو نعيم عن علي بن الحسين رضي الله عنه قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد أيكم أهل الفضل؟ فيقول ناس من الناس فيقال انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقولون: إلى أين؟ فيقولون إلى الجنة قالوا قبل الحساب؟ قالوا: نعم قالوا: من أنتم؟ قالوا: أهل الفضل قالوا: وما كان فضلكم؟ قالوا لنا إذا جهل علينا حلمنا، وإذا ظلمنا صبرنا، وإذا أسى علينا غفرنا قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين، ثم ينادي مناد ليقم أهل الصبر فيقوم ناس من الناس وهم قليل فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقال لهم مثل ذلك فيقولون نحن أهل الصبر قالوا: وما كان صبركم؟ قالوا: صبرنا أنفسنا على طاعة الله وصبرناها عن معاصي الله قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين
وذكر «من حديث أنس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ينادي مناد من تحت بطنان العرش: أين أهل المعرة بالله، أين المحسنون؟ قال: فيقوم عنق من الناس حتى يقفوا بين يدي الله تعالى، فيقول وهو أعلم بذلك: من أنتم؟ فيقولون نحن أهل المعرفة بك الذي عرفتنا إياك وجعلتنا أهلاً لذلك فيقول: صدقتم ثم يقول ما عليكم من سبيل ادخلوا الجنة برحمتي، ثم تبسم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: لقد نجاهم الله من أهوال يوم القيامة» ، قال أبو نعيم: هذا طريق مرضي لولا الحارث بن منصور الوراق وكثرة وهمه
عن ابن عباس قال: [إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم، ليقم الحامدون لله تعالى على كل حال، فيقومون فيسرحون إلى الجنة، ثم ينادي ثانية: ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ليقم الذين كانت {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون} قال: فيقومون فيسرحون إلى الجنة قال: ثم ينادي ثالثة ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ليقم الذين كانوا {لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} الآية فيسرحون إلى الجنة
عن قتادة، عن أنس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي مائة ألف، فقال أبو بكر يا رسول الله: زدنا قال: وهكذا، وأشار سليمان بن حرب بيده كذلك قال يا رسول الله: زدنا. فقال عمر رضي الله عنه: إن الله قادر أن يدخل الناس الجنة بحفنة واحدة، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدق عمر» ، هذا حديث غريب من حديث قتادة عن أنس، تفرد به عن قتادة أبو هلال واسمه محمد بن سليم الراسبي ثقة بصري
فصل: لا يحملنك يا أخي شيء من هذا الحديث ولا الذي قبله ولا ما وقع في صحيح مسلم من قوله عليه السلام مخبراً عن الله تعالى كما تقدم: فيقبض قبضة من النار على التجسيم، وقد تقدم القول في هذا المعنى عند قوله: ويطوى السموات بيمينه وإنما المعنى أن الله تعالى يخرج من النار خلقاً كثيراً لا يأخذهم عد، ولا يدخلون تحت حصير فيخرجون دفعة واحدة بغير شفاعة أحد ولا ترتيب خروج، بل كما يلقي القابض الشيء المقبوض عليه من يده في مرة واحدة، فعبر عن ذلك بالحفنة والحثوة والقبضة، فاعلم ذلك