تشغل علامات الساعة الكثير من الناس، ويسأل عنها العامة باستمرار، ويتداولون فيها الأحاديث الصحيحة والموضوعة، كما يربطون بعض الأحداث اليومية باقتراب حدوثها، الأمر الذي يسيطر على تفكير الكثير، ويضعهم تحت تأثير الأفكار والهواجس الخاصة بذلك.
علامات خروج الدجال
ومن العلامات الكبرى خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم، وخروج المهدي، وخروج الدابة، وخروج يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها.
ومن بين الأشياء التي تسيطر على أحاديث الناس عن خروج المسيخ الدجال، وشكله وعلامته، والهيئة التي يخرج بها.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الساعة أصبحت قريبة، فقال: “بعثت أنا والساعة كهاتين” [رواه البخاري ومسلم].
ومن العلامات التي حدثت في عهده صلى الله عليه وسلم انشقاق القمر، قال تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ* وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ) .
وروى عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم شق القمر شقين حتى رأوا حراء بينهما)
المسيح الدجال
ووصف النبي صلى الله عليه وسلم المسيح الدجال، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (أن رسول الله ذكر يوما بين ظهراني الناس الدجال فقال: (إن الله تعالى ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية) [أخرجه البخاري ومسلم].
وقام النبي صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال فقال: (إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذر قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه، إنه أعور، وان الله ليس بأعور) [رواه البخاري ومسلم].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله: (ألا أخبركم عن الدجال حديثا ما حدثه نبي قومه؟ إنه أعور، وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار، فالتي يقول إنها الجنة هي النار، وإني أنذرتكم به كما أنذر به نوح قومه) [رواه مسلم].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بعث نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، ومكتوب بين عينيه ك. ف. ر). [رواه البخاري ومسلم]
فتنة للناس
إن الدجال شخص يخرج ليفتن الناس، وكان النبي يستعيذ في صلاته وغيرها من فتنة الدجال وشره وأمر أمته بذلك. وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات).
ونبه النبي صلى الله عليه وسلم على المؤمنين إلى ما يعصمهم من فتنة المسيح الدجال كما جاء في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه: أن النبي قال: (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال. قال مسلم: قال شعبة: من آخر الكهف، وقال همام: من أول الكهف).
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
إن المقصود بالمسيح هنا المسيح الضال الذي يكون فتنة للناس، بما يجريه الله على يديه من خوارق للعادة، كإنزال المطر وإحياء الأرض، وأما مسيح الهدى فهو عيسى ابن مريم عليه السلام الذي سيأتي الكلام عليه. إن الأحاديث التي تذكر الدجال بلغت حد التواتر، إلا أنه لم يذكر في القرآن، وقد أجاب ابن حجر على ذلك بأجوبة. فقد أجاب على ذلك الحافظ ابن حجر – رحمه الله – بقوله: اشتهر السؤال عن الحكمة في عدم التصريح بذكر الدجال في القرآن مع ما ذكر عنه من الشر، وعظم الفتنة به، وتحذير الأنبياء منه، والأمر بالاستعاذة منه حتى في الصلاة، وأجيب بأجوبة:
أحدها : أنه ذكر في قوله تعالى :” يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا”، فقد أخرج الترمذي وصححه عن أبي هريرة رفعه : ثلاثة إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل : الدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها.
الثاني: قد وقعت الإشارة في القرآن إلى نزول عيسى ابن مريم في قوله تعالى: “وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ”، وفي قوله تعالى: “وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ”، وصح أنه الذي يقتل الدجال فاكتفي بذكر أحد الضدين عن الآخر، ولكونه يلقب المسيح كعيسى، لكن الدجال مسيح الضلالة وعيسى مسيح الهدى.
الثالث: أنه ترك ذكره احتقارًا، وتعقب بذكر يأجوج ومأجوج وليست الفتنة بهم بدون الفتنة بالدجال والذي قبله، وتعقب بأن السؤال باق وهو ما الحكمة في ترك التنصيص عليه؟ وأجاب الإمام البلقيني بأنه اعتبر كل من ذكر في القرآن من المفسدين فوجد كل من ذكر إنما هم ممن مضى وانقضى أمره، وأما من لم يجئ بعد فلم يذكر منهم أحدًا”.
وقد روت فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، قصة تميم الداري ورؤيته للدجال، وجاء في الحديث أن الدجال قال عن نفسه : (إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة، فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده سيف صلتا يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها). قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر : (هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة ) يعني المدينة (ألا هل كنت حدثتكم ذلك ” ؟ فقال الناس : نعم. قال : ” فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل الشرق ما هو من قبل الشرق، ما هو من قبل الشرق، ما هو ” وأوما بيده إلى المشرق، قالت : فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.