Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنَّ أشدَّ النّاسِ عذابًا يومَ القيامةِ المصوّرونَ».
وذكرَهُ قاسمُ بنُ أصبغَ من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنَّ أشدَّ النّاسِ عذابًا يومَ القيامةِ رجلٌ قتلَ نبيًّا أو قتلَهُ نبيٌّ، أو مُصوِّرٌ يصوِّرُ التّماثيلَ.»
وذكرَ ابنُ وَهبٍ قالَ: وحدّثَنا ابنُ زيدٍ قالَ: يُقالُ إنّهُ ليؤذي أهلَ النّارِ نَتَنُ فُروجِ الزُّناةِ يومَ القيامةِ.
قالَ ابنُ المُباركِ: أخبرَنا موسى بنُ عليِّ بنِ رباحٍ قالَ: سمعتُ أبي يذكُرُ عن بعضِ مَن حدّثَ، قالَ: ثلاثةٌ قد آذوا أهلَ النّارِـ وكلُّ أهلِ النّارِ في أذًى ـ: رجالٌ مغلقةٌ عليهِم توابيتُ مِن نارٍ وهم في أصلِ الجحيمِ فيضُجّونَ حتّى تعلو أصواتُهُم أهل النّار، فيقولُ لهُم أهلُ النّارِ: ما بالُكم؟ مَن بينَ أهلِ النّارِ فعلَ بكم هذا؟ فقالوا: كنّا متكبّرين، ورجالٌ قد شقّت بطونُهُم يسبحونَ أمعاءَهُم في النّارِ، فقال لهم أهلُ النّارِ: ما بالُكم؟ مَن بينَ أهلِ النّارِ فعلَ بكم هذا؟ قالوا: كنّا نقتطعُ حقوقَ النّاسِ بأيمانِنا وأمانتِنا ورجالٌ يسعَونَ بينَ الجحيمِ والحميمِ لا يقرون، قيلَ لهُم: ما بالُكم؟ مَن بينَ أهلِ النّارِ فعلَ بكم هذا؟ قالوا: كنّا نَسعَى بينَ النّاسِ بالنّميمةِ.
عن أيوبِ بنِ بشير العجليِّ، عن شقيّ بنِ مانعٍ الأصبحيِّ، عن رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: أربعةٌ يؤذونَ أهلَ النّارِ على ما بِهم منَ الأذى، يَسعَونَ بينَ الجحيمِ والحميمِ يدعونَ بالويلِ والثّبورِ، يقولُ أهلُ النّارِ بعضُهُم لبعضٍ: ما بالُ هؤلاءِ قد آذونا على ما بِنا مِنَ الأذى؟ قالَ: فرجلٌ مغلَقٌ عليهِ تابوتٌ مِن جَمرٍ، ورجلٌ يَجُرُّ أمعاءَهُ، ورجلٌ يسيلُ فوهُ قيحًا ودمًا، ورجلٌ يأكلُ لحمَهُ، قالَ فيُقالُ لصاحِبِ التّابوتِ: ما بالُ الأبعدِ قد آذانا على ما بِنا مِنَ الأذى؟ قالَ فيقولُ: إنَّ الأبعدَ ماتَ وفي عُنقِهِ أموالُ النّاسِ لم يجِدْ لها قضاءً، أو قالَ وفاءً، ثمَّ يقالُ للّذي يجرُّ أمعاءَهُ: ما بالُ الأبعدِ قد آذانا على ما بنا مِنَ الأذى؟ قالَ فيقولُ: إنَّ الأبعدَ كانَ لا يُبالي أينَ أصابَ البولُ مِنهُ ثمّ لا يغسلُهُ ثمّ يقالُ للّذي يسيلُ فوهُ دمًا وقيحًا: ما بالُ الأبعدِ قد آذانا على ما بنا مِنَ الأذى؟ قالَ فيقولُ: إنَّ الأبعدَ كانَ ينظرُ في كلِّ كلمةٍ قذيعةٍ خبيثةٍ فيذيعُها، يستلذُّها ويستلذُّ الرّفثَ بها، ثمّ يقالُ للّذي يأكلُ لحمَهُ: ما بالُ الأبعدِ قد آذانا على ما بنا مِنَ الأذى؟ قالَ فيقولُ: إنَّ الأبعدَ كانَ يأكلُ لحومَ النّاسِ ويَمشي بالنّميمةِ.
بابٌ مِنهُ [وفي عذابِ مَن عذّبَ النّاسَ في الدّنيا]
أبو داودَ الطّيالسِيُّ قالَ: «حدّثَنا سفيانُ بنُ عُيينةَ عَن عمرِو بنِ دينار، عَن ابنِ أبي نجيحٍ عَن خالدِ بنِ حكيمٍ، عَن خالدِ بنِ الوليدِ رضيَ اللهُ عَنهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ: أشدُّ النّاسِ عذابًا يومَ القيامةِ أشدُّهُم عذابًا للنّاسِ في الدُّنيا.»
عَن عمرِو بنِ دينار، عَن خالدِ بنِ حكيمِ بنِ حزّامٍ أنَّ أبا عُبيدةَ تناولَ رجلًا مِن أهلِ الأرمنِ فكلّمَهُ خالدُ بنُ الوليدِ، فقالوا: أَغضَبتَ الأميرَ؟ فقالَ: لَم أُرِد غضبَهُ، سَمِعتُ النّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: أشدُ النّاسِ عذابًا يومَ القيامةِ أشدُّهُم عذابًا للنّاسِ في الدُّنيا.
وخرّجَهُ مسلمٌ بمعناهُ «مِن حديثِ هشامِ بنِ حكيمِ بنِ حزّامٍ أنّهُ مرَّ على أناسٍ مِنَ الأنباطِ بالشّامِ قد أُقيموا في الشّمسِ، فقالَ: ما شأنُهُم؟ قالوا: حبَسُوا على الجزيةِ، فقالَ هشام: أشهَدُ لَسَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يعذِّبُ الّذينَ يعذّبونَ النّاسَ في الدُّنيا.»
بابُ ما جاءَ في شدّةِ عذابِ مَن أمرَ بالمعروفِ ولم يأتِهِ ونَهَى عنِ المنكرِ وأتاهُ، وذكر الخطباء،وفيمن خالف قولَهُ فعلُهُ [وفي أعوانِ الظّلمةِ كلابِ النّارِ]
ذكرَ البخاريُّ عَن أسامةَ بنِ زيدٍ قالَ: سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ يقولُ: يُجاءُ برجلٍ فيُطرَحُ في النّارِ فيُطحَنُ فيها كطحنِ الحمارِ برحاهُ، فيطيفُ بِهِ أهلُ النّارِ فيقولونَ: أي فلان! ألستَ كنتَ تأمُرُ المَعروفِ وتنهَى عنِ المنكرِ؟ فيقولُ: كنتُ آمرُ بالمعروفِ ولا أفعلُهُ، وأنهَى عنِ المنكرِ وأفعلُهُ.
وخرَّجَهُ مسلمٌ أيضًا بمعناهُ «عَن أسامةَ بنِ زيدٍ قالَ: سمِعتُ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ يقولُ: يُؤتَى بالرَّجلِ يومَ القيامةِ فيُلقَى في النّارِ، فتندلقُ أقتابُ بطنِهِ في النّارِ فيدورُ كما يدورُ الحمارُ بالرّحَى فيجتمعُ إليهِ أهلُ النّارِ فيقولونَ: يا فلانُ، ما لكَ؟ ألم تكُن تأمُرُ بالمعروفِ وتنهَى عنِ المنكرِ؟ فيقولُ: بلَى! كنتُ آمرُ بالمعروفِ ولا آتيهِ، وأنهَى عنِ المنكرِ وآتيهِ.»
وخرّجَ أبو نعيم الحافظ «من حديثِ مالكِ بنِ دينار، عَن ثمامةَ، عَن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ: أتيتُ ليلة أسري بي على قومٍ تُقرَضُ شفاهُهُم بمَقاريضَ مِن نارٍ، كلّما قرضت رَدَت، قلتُ: مَن هؤلاءِ يا جبريلُ؟ فقالَ: هؤلاءِ خُطباءُ أمّتِكَ، الّذينَ يقولونَ ولا يفعلونَ، ويقرأونَ كتابَ اللهِ ولا يعملونَ.»
وخرَّجهُ ابنُ المُباركِ قالَ: «أخبرَنا حمّادُ بنُ سلمةَ، عَن عليِّ بنِ زيدٍ قالَ: سمِعتُ أنسَ بنَ مالكٍ رضيَ اللهُ عَنهُ يقولُ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ: “رأيتُ ليلة أسري بي رجالًا تُقرَضُ شفاهُهُم بمقاريضَ مِن نارٍ، قالَ فقُلتُ: مَن هؤلاءِ يا جبريلُ؟ قالَ: خطباءُ، أي مِنَ الّذينَ يأمرونَ النّاسَ بالبرِّ وينسونَ أنفسَهُم وهُم يتلونَ الكتابَ».
قالَ: «وأخبرَنا سفيانُ، عَن إسماعيلَ، عَن الشّعبيِّ قالَ: يطلعُ قومٌ مِن أهلِ الجنّةِ إلى قومٍ في النّارِ، فيقولونَ: ما أدخلَكُم النّارَ، وإنّما دخلنا الجنّةَ بفضلِ تأديبِكُم وتعليمِكُم؟ قالوا: إنّا كنّا نأمرُكُم بالخيرِ ولا نفعلُهُ.»
قالَ بعضُ السّادةِ: أشدُّ النّاسِ حسرةً يومَ القيامةِ ثلاثةٌ: رجلٌ ملَكَ عبدًا فعلّمَهُ شرائعَ الإسلامِ، فأطاعَ وأحسنَ وعصَى السّيّدَ، فإذا كانَ يومُ القيامةِ أمرَ بالعبدِ إلى الجنّةِ، وأمرَ بسيّدِهِ إلى النّارِ، فيقولُ عندَ ذلكَ: واحسرتاهُ! وأغبناهُ! أما هذا عبدي؟ أما كنت مالكًا لمهجته وماله؟ وقادرًا على جميع ماله؟ فما له سعد، وما لي شقيت؟ فيناديه الملك الموكّل به: لأنّه تأدّب، وما تأدّبتُ، وأحسنَ، وأسأتُ ورجل كسبَ مالًا فعصَى اللهَ تعالَى في جمعِه ومنعِه ولم يقدمهُ بينَ يديهِ حتّى صارَ إلى وارثِهِ، فأحسنَ في إنفاقِهِ وأطاعَ اللهَ سبحانَهُ في إخراجِهِ، وقدّمه بينَ يديهِ، فإذا كانَ يومُ القيامةِ أُمِرَ بالوارثِ إلى الجنّةِ، وأُمِرَ بصاحبِ المالِ إلى النّارِ، فيقولُ: وحسرتاهُ! واغبناهُ! أما هذا مالي فما أحسنت به أحوالي وأعمالي.. فيناديهِ الملكُ الموكّلُ بهِ: لأنّهُ أطاعَ اللهَ، وما أطعتَ، وأنفقَ لوجهِهِ وما أنفقتَ، فسَعِدَ وشَقيتَ، ورجلٌ علّمَ قومًا ووعظهُم فعمِلوا بقولِهِ ولَم يعمَلْ، فإذا كانَ يومُ القيامةِ أُمِرَ بهِم إلى الجنّةِ، وأُمِرَ بهِ إلى النّارِ، فيقولُ: واحسرتاهُ! واغبناهُ! أما هذا علمي فما لَهُم فازوا بِهِ وما فُزتُ؟ وسلِموا بهِ وما سَلِمتُ؟ فيُناديهِ الملكُ الموكّلُ بِه: لأنّهم عمِلوا بما قلتَ، وما عملتَ، فسعِدوا وشقيتَ.
وروى أبو أمامةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ: إنَّ الّذينَ يأمرونَ النّاسَ بالبرِّ وينسونَ أنفسَهُم يجرونَ قصبهُم في نارِ جهنَّمَ، فيقالُ لهم: مَن أنتُم؟ فيقولونَ: نحنُ الّذينَ كنّا نأمرُ النّاسَ بالخيرِ ونَنسَى أنفسَنا.
وقولُهُ: تندلقُ، أي: تخرجُ، والاندلاقُ: الخروجُ بسرعةٍ، يقالُ: اندلقَ السّيف، خرجَ مِن غمدِه. والأقتابُ: الأمعاءُ، واحدُها: قِتبٌ، بكسرِ القافِ. وقالَ الأصمعيُّ: واحدُها: قتيبة، ويقالُ لها أيضًا: الأقصابُ، واحدُها: قصبة، قالَهُ أبو عُبَيد.