العراقُ بلدٌ مسلمٌ، تمَّ فتحُهُ وتمصيرُ الأمصارِ فيهِ في عهدِ الخليفةِ الرّاشدِ أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الخطّابِ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ بلدٌ دخلَهُ الصّحابةُ وأقاموا به، وهوَ موطنُ أبي حنيفةَ وأحمدَ وابنِ الجوزيِّ وابنِ رجب، وهوَ عاصمةُ الرّاشدينَ في أيّامِ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ مركزُ خلافةِ المنصورِ والرَّشيدِ والمأمونِ والمتوكِّلِ، وهوَ بلدُ الحنفيَّةِ والحنابلةِ، وهوَ عاصمةُ أهلِ التّصوّفِ الإسلاميِّ، ففيهِ أكبرُ أولياءِ اللهِ الإمامُ أحمدُ الرّفاعيُّ وفيهِ الجيلانيُّ ومعروفٌ الكرخيُّ ومئاتُ الآلافِ منَ الأولياءِ بحيثُ أسماها البعضُ “بلدُ المليونِ وليٍّ”. وبعدَ انكسارِ بغدادَ وضُمورِ أمرِ العبّاسيّينَ، كانَت بغدادُ سُنّيّةً في العهودِ العثمانيَّةِ، بل الجنوبُ العراقيُّ قبائلُهُ سُنّيّةٌ، وحبُّ الصّحابةِ كانَ لواؤُهُ عظيمًا فيهٍم، لكن بعدَ نجاحِ الصّفويّينَ ونشاطِ دُعاةِ الرّافضةِ في «المحمرة» و «عبادان» فشا الرَّفضُ في الجنوبِ. والّذي زادَ الطينَ بلّة، دخولُ العنصرِ الوهّابيِّ (أتباعِ ابنِ تيميّة ومحمّد بن عبد الوهّاب) إلى العراق، فأصبحَ أهلُ السُّنّةِ والجماعةِ هناكَ يرزحونَ بينَ مطرقةِ الوهابيَّةِ وسندانِ الشّيعةِ (الرّافضة).
فأهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ في العراقِ يواجهُهم تحدّيانِ عظيمانِ، أوّلُهم هذا الطّوقُ الشّيعيُّ العلمانيُّ، والشّيعةُ ليسَ عندَهُم مانعٌ للتّعاملِ معَ العلمانيّينَ ضدَّ أهلِ السُّنَّةِ، وهذا واضحٌ في مذكّراتِ التّفاهمِ بينَ الأحزابِ الكرديَّةِ العلمانيَّةِ والشّيعيَّةِ. وفي الجهةِ المقابلةِ، التّحدّي الكبيرُ هوَ دخولُ النّهجِ الوهابيِّ ثقافيًّا وعسكريًّا إلى العراقِ؛ أمّا الثّقافيُّ، محاولةُ من يسمّونَ أنفسَهُم (سلفيّة) بزرعِ بذورِ التّشبيهِ والتّجسيمِ والتّكفيرِ عبرَ نشرِ تعاليمِ ابنِ تيميةَ ومحمّدِ بنِ عبدِ الوهّابِ اللّذانِ أسّسوا لدينٍ مطابقٍ للمعاييرِ اليهوديّةِ بحيثُ نسبوا الجهةَ والأعضاءَ للهِ تعالَى. وأمّا العسكريُّ، فحدِّثْ ولا حرج، ويكفينا ذِكرُ اسمِ “داعش” في هذا الصَّددِ.
الوجودُ السُّنّيُّ الحاليُّ في العراقِ
توجدُ في العراقِ الآنَ عدّةُ محافظاتٍ سُنِّيّةٍ؛ منها ثلاثٌ هيَ: (الموصل ـ وصلاح الدّين «تكريت» ـ والرّماديّ «الأنبار»)، وأربعُ محافظاتٍ كرديّةٍ سُنيَّةٍ، وهيَ: (دهوك ـ وأربيل ـ والسّليمانيّة ـ وكركوك)، وحسبَ مؤتمرِ المعارضةِ الأخيرِ؛ فإنَّ عددَ الأكرادِ في العراقِ يمثّلُ 25% مِن نفوسِ العراقِ، وهوَ ما يساوي 6 ملايين نسمة، وحسبَ التّعدادِ العراقيِّ الرَّسميِّ؛ فإنَّ محافظةَ الرّماديِّ يبلغُ تعدادُ سكّانِها مليونَ نسمة، والموصلُ مليونينِ ونصف، وتكريت مليونين، وأمّا بغدادُ فالمشهورُ أنَّ السُّنَّةَ فيها لا يقلِّونَ عنِ النّصفِ، والتّعدادُ الرّسميُّ يقولُ إنّ بغدادَ عبارةٌ عن 6 ملايين نسمة، فهؤلاء 3 ملايين سُنِّي في بغداد، ويوجدُ تجمّعٌ سُنِّيٌّ كبيرٌ في محافظةٍ ديالى، وهيَ إلى الشَّرقِ، وهكذا يوجدُ تجمّعٌ سُنِّيٌّ في محافظةِ بابل (الحلّة)، ويوجدُ تجمّعٌ سُنِّيٌّ ثالثٌ كبيرٌ في محافظةِ البصرةِ، ولا يقلُّ التّجمّعُ السُّنِّيُّ في هذهِ المحافظاتِ الثّلاثِ عنِ المليونِ.
كيف دخلَ الشّيعةُ إلى العراقِ وما هو وضعُهُم الآن؟
تقريرُ الصّفويّينَ للمذهبِ الشّيعيِّ بالقوّةِ، في العراقِ، كانَ مقرونًا بارتكابِ المذابحِ ضدَّ أهلِ السُّنّةِ هناكَ واضطهادِ علمائِهِم، كما أثبتَ التّاريخُ ذلكَ، وتبيَّنَ أنَّ احتلالَ الصّفويّينَ ومهاجمَتِهِم لبغدادَ كانَ يتمُّ في ظلِّ انشغالِ الدّولةِ العثمانيَّةِ بفتوحاتِها في أوروبا.
يقولُ محمّد فريد بك في كتابِهِ “تاريخُ الدّولةِ العثمانيّةِ” في صفحة 90: كانَ إسماعيل الصّفويُّ قد توجّهَ بجيشٍ كثيفٍ إلى بغدادَ، ودخلَها سنةَ 941هـ، وفتكَ بأهلِها، وأهانَ علماءَها، وخرّبَ مساجدَها، وجعلَها اصطبلاتٍ لخيلِهِ، كما فعلَ النّصيريّون مِن قبل، فاضطرَّ السّلطانُ سليمانُ القانونيُّ إلى وقفِ زحفِهِ في أوروبا، وعادَ بقسمٍ منَ الجيشِ لمحاربةِ الصّفويّينَ وتأديبِهِم.
وأمّا في الفترةِ الزَّمنيَّةِ القريبةِ، فقد حاولَ الشّيعةُ، في ثورةِ العشرين، أن تتولّى مراجِعُهُم الشيعيَّةُ حكمَ العراقِ. وبعد تشكُّلِ الدّولةِ العراقيّةِ سنةَ 1921، رفضوا المشاركةَ إلّا بشرطٍ وهوَ أن تكونَ ملكيَّةُ فيصل ملكيَّةً دستوريَّةً ممّا يجعلُهُ تابعًا لقرارِ المرجعيَّةِ الشّيعيّةِ، وقد كانَ الشّيعةُ يخطّطونَ لحكمِ العراقِ كلِّهِ، لا الجنوبِ وَحَسب، أو تكوينِ دولةٍ شيعيّةٍ في الجنوبِ، لذا هدّدوا بالانفصالِ سنةَ 1927 وليسَ تحصيلَ حقوقِهِم فقط كما يزعمونَ، وإنّما أجهضَ ذلكَ المخطّطُ ساسةَ أهلِ السنّةِ لبقاءِ العراقِ موحّدًا، وكذلكَ الإنكليز لأغراضٍ ذاتيّةٍ.
وبعدَ اندلاعِ الثّورةِ الإيرانيّةِ سنةَ 1979م، تحرّكَت الحكومةُ الإيرانيّةُ والأحزابُ الشّيعيّةُ لتأسيسِ دولةٍ شيعيّةٍ في العراقِ، ونتجَ عن ذلكَ اشتعالُ الحربِ العراقيّةِ الإيرانيّةِ (1980-1988). ولمّا كانَ أكثرُ جنودِ الجيشِ العراقيِّ في الحربِ العراقيّةِ الإيرانيّةِ منَ الشّيعةِ، قامَ صدّام حسين رحمَهُ اللهُ بمحاولةِ استمالةِ الشّيعةِ المهاجرينَ في بغداد، فحوّلَ اسمَ مدينةِ الثّورةِ إلى مدينةِ صدّام، ليعطيَها بُعدًا جديدًا في فصلٍ جديدٍ مِن زلّاتِ السّياسيّ السّنّيّ عن حقيقةِ المشروعِ الشّيعيِّ، بل زادَ الطينَ بلّة عندَما أسّسَ أحياءَ جديدةً كلُّها لشيعةٍ الجنوبِ، عندَما منحَ رتبَ نائبِ الضّابطِ في الجيشِ والشّرطةِ قطعًا سكنيّةً في بغداد، وهذهِ الرّتبُ المتدنيّةُ هيَ أكثرُها لأبناءِ الجنوبِ لأنّهم غالبًا ما يكونونَ بدونِ شهاداتٍ، وأصبحَت مدنُ جديدةٌ مثلُ: مدينةُ الأمينِ الأولى والثّانيةُ وحيُّ الشُّرطةِ وغيرُها من مدنِ بغداد، وكانَتِ النّتيجةُ بدايةُ هجرةٍ شيعيّةٍ جديدةٍ لبغدادَ.
عقبَ هزيمةِ الشّهيدِ صدّام في حربِ الخليجِ الثّانية سنة 1991، حاولَ الشّيعةُ التّحرُّرَ عبرَ الانتفاضةِ الشّعبانيّةِ، وكانَ ذلكَ واضحًا في شعاراتِها في أرجاءِ الجنوبِ، ومن أشهرِها: (ماكو وليّ إلّا عليّ، ونريد قائد جعفريّ).
حينَها انتعشَ الشّيعةُ وأحسَّ صدّام حسين بخطرِ الشّيعةِ على البلادِ لكنَّهُ كانَ إحساسًا متأخّرًا؛ لأنَّ جناحَهُ هضمَ وكسِرَ بعدَ الحصارِ، وبدأَ الضّعفُ يدبُّ إليهِ، فتحرّكت الأحزابُ الدّينيّةُ الشّيعيّةُ في الجنوبِ، ورغمَ أنَّ التّقاريرَ الأمنيّةَ كانَت تتحدّث عن تحرّكاتٍ لأحزابٍ شيعيّةٍ، لكن لم يكُنْ يُلقَى لها بالٌ؛ لأنَّ الأهمَّ عندَهُ بقاؤُهُ قائدًا أوحدًا ورمزًا، وقد كانَ الشّيعةُ يلعبونَ دورًا حتّى داخلَ المنظومةِ الأمنيّةِ بتسليطِ الضّوءِ على الخطرِ الوهابيِّ وهكذا يمكنُ القولُ إنّهُ الدّورُ الإيجابيُّ الوحيدُ لهُم. وقد تبنّى هذهِ السّياسةَ شخصيّةٌ سنيّةٌ صوفيّةٌ وهوَ الرّفيق (عزّت الدّوريّ)، فأخذَ بمحاربةِ التّيّارِ الوهابيِّ في العراقِ ففتحَ على العراقِ محاربةِ جبهتَينِ خطيرتَينِ و كلاهُما وجهَينِ لعُملةٍ واحدةٍ في إضعافِ أهلِ السُّنّةِ والجماعةِ وهُما الوهابيّةُ والشّيعةُ.
عقبَ سقوطِ العراقِ سنةَ 2003م وظهورِ الحكمِ الشّيعيِّ واضحًا مسنودًا من قبلِ الأمريكانِ؛ لقبولِ المحتلِّ بأكذوبةِ الشّيعةِ أنَّهم الأكثريّةُ وأنّهُم مظلومونَ ومحرومونَ، لذلكَ كانَت نسبةُ الشّيعةِ في مجلسِ الحكمِ 15 عنصرًا من 25 شخصًا. جلّهُم أعضاءُ في أحزابٍ دينيّةٍ حاقدةٍ على السّنّةِ والعراقِ تابعةٍ لإيران.
وفي سنةِ 2006 وبعدَ حادثةِ تفجيرِ مرقدِ العسكريِّ بسامرّاءَ المفتعلِ إيرانيًّا، بدأَ مسلسلُ تهجيرِ أهلِ السّنّةِ من بغداد، حيثُ هاجرَ الملايينُ منهم لخارجِ البلادِ وداخلِها، وكانَ التّيّارُ الصّدريُّ أكبرَ مكنونٍ شيعيٍّ في العراقِ، وهو منفّذُ عمليّةِ التّهجيرِ بواسطةِ ميليشاياته (جيش المهدي)، واليوم ظهرَت ثمارُ مدينةِ الثّورةِ الّتي بدأَ المسلسلُ لها منذُ سنة 1948 لتجنيَ ثمارَهُ سنةَ 2003.
كيفَ دخلَتِ الوهابيّةُ إلى العراقِ؟
الدّعوةُ النّجديّةُ أو كما تُعرفُ بالدّعوةِ الوهابيّةِ أو الوهابيّةُ اختصارًا، مصطلحٌ أُطلقَ على حركةٍ تكفيريّةٍ تنتسبُ إلى أهلِ السّنّةِ زورًا، قامَت في منطقةِ نجد وسطَ شِبهِ الجزيرةِ العربيّةِ في أواخرِ القرنِ الثّاني عشرَ الهجريّ، الموافقِ للثّامنِ عشرَ الميلاديِّ على يدِ محمّدِ بنِ عبدِ الوهّابِ. قبل 200 عامٍ، كانَت أوّلُ محاولةٍ للوهابيينَ في دخولِ العراقِ ولكنَّها بائت بالفشلِ، فاستعاضوا عنها بالدّخولِ والتّغلغلِ بالطّريقةِ النّاعمةِ ونجحوا بالدّخولِ شيئًا فشيئًا إلى المجتمعِ العراقيِّ قبلَ تولّي الرّئيس الشّهيد صدّام حسين رئاسةَ العراقِ فحاربَهُم أشدّ حربٍ و حكمَ بالإعدامِ على كلِّ معتنقٍ للدّينِ الوهابيِّ الّذي يسبّبُ بطريقةٍ أو بأخرى تفكيكَ المجتمعاتِ والأُسرِ.
بعدَ سقوطِ صدّام حسين، استطاعَت الحركةُ الوهابيّةُ التّغلغلَ بسهولةٍ وسرعةٍ في المجتمعاتِ العراقيَّةِ عبرَ مشايخ تمَّ إرسالُهُم خصّيصًا لنشرِ عقيدةِ التّجسيمِ والتّشبيهِ والتّكفيرِ، فاعتنقَتها بعضُ القبائلِ العراقيّةِ بسببِ جهلِها وعدمِ وصولِ المددِ بالعلمِ السّنّيِّ الصّحيحِ إليها، وما هذا إلّا بسببِ تقصيرِ علماءِ أهلِ السّنّةِ والجماعةِ وانشغالِهِم بمحاربةِ الفكرِ الشّيعيِّ الّذي أخذَ بالتّمدّدِ أيضًا في المجتمعِ العراقيِّ، فوقفَ علماءُ أهلِ السّنّةِ والجماعةِ بينَ خصمَينِ، كلاهُما أقبحُ مِن بعضِهِما، وهما الشّيعةُ والوهابيّةُ.
منذُ سقوطِ صدّام حسين، تعاني المجتمعاتُ العراقيّةُ والقبائلُ العراقيّةُ من إجرامِ الحركةِ الوهابيّةِ ومجازرِها في قتلِ الأبرياءِ والمساكينِ عبرَ تفجيراتٍ انتحاريّةٍ بينَ المدنيّينَ، إلى أن ظهرَت بشكلٍ فاقعٍ حقيقتُهُم عبرَ تأسيسِ داعش (الذّراع العسكريّ للفكر الوهابيّ).
يُنظرُ اليوم إلى تنظيمِ الدّولةِ الإسلاميّةِ في العراقِ والشّامِ، على اعتبارِهِ مِن أكثرِ التّنظيماتِ عنفًا في تاريخِ الحركاتِ الإسلاميّةِ، الّتي تتبنّى الفكرَ الوهابيَّ التّكفيريَّ، بما فيها التّنظيمُ الأمُّ الّذي خرجَ منهُ، أي تنظيمُ “القاعدةِ” الذي انتمَى إليهِ أبو مُصعب الزّرقاويّ، الأبُ الرّوحيَّ -إن صحَّ التّعبير- لهذا التّنظيمِ المتطرّف. وتعتمدُ قوّةُ هذا التّنظيمِ على أساسِ الاستقطابِ الطّائفيِّ قبلَ الإيديولوجيِّ. ويعتمدُ خطابًا دينيًّا متعصّبًا موجهًّا إلى طائفةٍ بعينِها هيَ طائفةُ السُّنّةِ. كما يتبنّى العنفَ والإرهابَ كنهجٍ لتحقيقِ أهدافِهِ.
من يعيدُ استقراءَ تاريخِ بداياتِ انتشارِ الوهّابيّةِ في بدايةِ القرنِ التّاسعِ عشرَ، سيكتشفُ الكثيرَ مِن أوجُهُ الشّبهِ بينَ النَّهجِ العنيفِ الّذي كانَت تتّبعُهُ هذهِ الحركةُ لإثباتِ وجودِها، وما بينَ العنفِ الّذي يتبنّاهُ تنظيمُ “داعش” لتسييرِ أفكارِهِ وبسطِ نفوذِهِ.
فما تشهدُهُ اليومَ مدنُ العراقِ وسوريا من تدميرٍ للمساجدِ والمَزاراتِ والقبورِ الصّوفيّةِ، ومن محاكماتٍ شرعيّةٍ تقيمُ الحدودَ وتنفّذُ الإعداماتِ الجماعيّةَ العشوائيّةَ، نكادُ نجدُ شبيهًا لهُ بل تطابقًا تاريخيًّا مع أفكار ابنِ تيميةَ ومحمّدِ بنِ عبدِ الوهّابِ، ما بينَ عامَي 1904 و 1925، حيثُ قاموا بتدميرِ مقابرِ أهلِ البيتِ، وصحابةِ الرّسولِ مُحمّدٍ ﷺ، واجتاحوا المساجدَ وبيوتَ الأولياءِ، ودكّوا القبابَ والمَزاراتِ.
إنّنا اليوم وقد اكتملَ المخطّط الغربيُّ الّذي يريدُ مِن هذهِ الحربِ الشّعواءَ الطّائفيّةِ، أن يقسمَنا إلى دُويلاتٍ، وسيمعَنُ بتسليطِ هؤلاءِ الشّيعةِ والوهابيّةِ علينا، إلى أن نرضخَ إمّا بالفيدراليّةِ أو التّقسيمِ، الّتي تقاومُها إيران والحكومة الشّيعيّة، ويفرحُ لها الكُردُ، ونقاومُهُ نحنُ السُّنّةُ لأنّنا نطمعُ أن يرجعَ العراقُ بلدًا واحدًا بعيدًا عن متناولِ الشّيعةِ، بما يُشبهُ أحلامَ العصافيرِ.
بدأَ العالمُ بمخطّطِ حربِ “داعش” للضّغطِ لتنفيذِ هذا المشروعِ في رؤيةٍ غربيّةٍ صهيونيّةٍ وهّابيّةٍ مشتركةٍ، والّذي يهمّنا في هذا، أنّ إيران فهمَت اللُّعبةَ فقاومَتها مِن جانِبٍ وتريدُ أن تحصلَ على حدودِ دولةٍ أو منطقةٍ شيعيّةٍ كبيرةٍ؛ لذلكَ تُحتلُّ مناطقُ وتُهجرُ أخرى تمهيدًا لتكبيرِ أرضِها، فهل يعي السُّنّةُ هذا المخطّطَ الأخيرَ؟
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website