بضم الخاء المعجمة جمعه خطاطيف و يسمى زوار الهند و هو من الطيور القواطع إلى الناس، تقطع البلاد البعيدة إليهم رغبة في القرب منهم ثم إنها تبني بيوتها في أبعد المواضع عن الوصول إليها، و هذا الطائر يعرف عند الناس بعصفور الجنة، لأنه زهد ما في أيديهم من الأقوات فأحبوه لأنه إنما يتقوت بالذباب و البعوض. و في الحديث الحسن، الذي رواه ابن ماجة و غيره، عن سهل بن سعد الساعدي، أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال له دلني على عمل إذا عملته أحبني اللّه و أحبني الناس فقال: «ازهد في الدنيا يحبك اللّه، و ازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس (١) » . فأما كون الزهد في الدنيا سببا لمحبة اللّه تعالى فلأنه تعالى يحب من أطاعه و يبغض من عصاه، و طاعة اللّه لا تجتمع مع محبة الدنيا، و أما كونه سببا لمحبة الناس فلأنهم يتهافتون على محبة الدنيا، و هي جيفة منتنة و هم كلابها، فمن زاحمهم عليها أبغضوه، و من زهد فيها أحبوه كما قال (٢) الإمام الشافعي رضي اللّه تعالى عنه:
و ما هي إلا جيفة مستحيلة # عليها كلاب همهن اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها # و إن تجتذبها نازعتك كلابها
و قد أحسن القائل في وصف الخطاف:
كن زاهدا فيما حوته يد الورى # تضحي إلى كل الأنام حبيبا؟
أ و ما ترى الخطاف حرم زادهم # أضحى مقيما في البيوت ربيبا
سماه ربيبا لأنه يألف البيوت العامرة دون الخربة، و هو قريب من الناس و من عجيب أمره أن عينه تقلع ثم ترجع و لا يزى واقفا على شيء يأكله أبدا و لا مجتمعا بأنثاه، و الخفاش يعاديه فلذلك
إذا فرخ يجعل في عشه قضبان الكرفس فلا يؤذيه إذا شم رائحته و لا يفرخ في عش عتيق حتى يطينه بطين جديد و يبني عشه بناء عجيبا. و ذلك أنه يهيئ الطين مع التبن فإذا لم يجد طينا مهيئا ألقى نفسه في الماء ثم يتمرغ في التراب حتى يمتلئ جناحاه، و يصير شبيها بالطين، فإذا هيأ عشه جعله على القدر الذي يحتاج إليه هو و أفراخه و لا يلقي في عشه زبلا بل يلقيه إلى خارج، فإذا كبرت فراخه علمها ذلك. و أصحاب اليرقان يلطخون فراخ الخطاف بالزعفران فإذا رآها صفراء ظن أن اليرقان أصابها من شدة الحر فيذهب فيأتي بحجر اليرقان من أرض الهند، فيطرحه على فراخه، و هو حجر صغير فيه خطوط بين الحمرة و السواد يعرف بحجر السنونو فيأخذه المحتال فيعلقه عليه أو يحكه و يشرب من مائه يسيرا فإنه يبرأ بإذن اللّه تعالى. و الخطاف متى سمع صوت الرعد يكاد أن يموت، و قال ارسطو في كتاب النعوت: الخطاطيف إذا عميت أكلت من شجرة يقال لها عين شمس فيرد بصرها لما في تلك الشجرة من المنفعة للعين و في رسالة القشيري في آخر باب المحبة أن خطافا راود خطافة على قبة سليمان عليه الصلاة و السلام فامتنعت منه، فقال لها: أ تمتنعين علي و لو شئت لقلبت القبة على سليمان، فسمعه سليمان فدعاه و قال له ما حملك على ما قلت؟فقال: يا نبي اللّه العشاق لا يؤاخذون بأقوالهم قال: صدقت.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
الخواص
قال ارسطو: إن أخذت عين الخطاف و جعلت في خرقة، و شدت على سرير فمن صعد على ذلك السرير لم ينم. و إن أخذت و جففت و سحقت بدهن طيب، فأي امرأة شربت منه أحبت الساقي. و إن أخذت و سحقت بدهن زنبق و مسحت به سرة امرأة نفساء نفعتها. و قلبه إذا سحق بعد تجفيفه و شرب هيج الباه. و دمه إذا سقيت منه امرأة، و هي لا تعلم، سكن عنها شهوة الجماع. و إن ضمد به اليافوخ سكن الصداع الحادث من الأخلاط. و زبله يسحق و يطلى به على الدبيلة تبرأ. و مرارته تسود الشعر الأبيض شربا، و ينبغي أن يملأ الشارب فمه حليبا لئلا تسود أسنانه. و لحمه يورث السهر لآكله و في رأس الخطاف حصاة فيها منافع شتى، و كل خطاف يبلع تلك الحصاة فمن ظفر بها و حملها معه وقته السوء، و كانت له وسيلة إلى من يحب حتى لا يقدر على رده. قال الاسكندر: يوجد عند أول بطن من بطون الخطاطيف في أعشاشها، أول ما يبرزن و يظهرن في العش، حجران أبيضان أو أبيض و أحمر، إن وضع الأبيض على المصروع أفاق، و إن وضع على المعقود حله، و الأحمر إن علق على من به عسر البول أبرأه، و ربما وجد هذان الحجران مختلفي. الأحوال أحدهما طويل و الآخر ململم إن جعلا في جلد عجل و علقا على من به وسواس و تخيل أبرأه. و لا يوجدان إلا في العش الذي يكون في ناحية المشرق دون غيره، و هو عجيب مجرب و قال ابن الدقاق: إن أخذ الطين من عشه، و أديف (١) بالماء و شرب أدر البول، مجرب نافع.