على الرغم من أنّه لا يلقى الصيت نفسه الذي يحظى به مسجد خالد بن الوليد، فإنّ جامع النوري الكبير في حمص هو الآخر له تاريخ قديم، ويعتبر أحد أقدم دور العبادة في سوريا.
جامع النوري الكبير في حمص.. معبد فكنيسة فمسجد!
يعتبر جامع النوري أو كما يطلق عليه أيضاً الجامع الكبير، أحد معالم حمص الشهيرة بسبب تاريخه القديم جداً، إذ يعود تاريخ بنائه إلى ما قبل الميلاد كما يُقال، وتحديداً إلى زمن عائلة “آل شمسيغرام” عندما كانت المدينة تعبد ما يسمى إله الشمس “إيل جبل”.
ووفقاً لما ذكره موقع “تاريخ”، فإنه يعتقد أن جامع النوري الكبير بحمص كان في نفس مكان موضع “هيكل الشمس” لإيل جبل، الذي يرمز له بحجر أسود مخروطي الشكل.
وعند دخول الإمبراطورية البيزنطية إلى مدينة حمص، تمّ تحويل المعبد إلى كنيسة خُصصت للمُسمى “يوحنا المعمدان” وتحديداً في عهد آخر الإمبراطور “ثيودوسيوس الأول” الذي كان آخر إمبراطور للإمبراطورية الرومانية الموحدة.
وفي القرن الـ7 الميلادي، بعد الفتح الإسلامي بقيادة الصحابي أبي عبيدة بن الجراح لمدينة حمص (إميسا سابقاً) ودخول مُعظم سكانها دين الإسلام، تمّ تحويل الكنيسة إلى مسجد.
في حين تقول راوية ثانية إنّ الكنيسة كانت مندثرة عندما قرر المسلمون بناء مسجد مكانها.
أما خلال فترة الخلافة الأموية فقام الأمويون بتجديد جامع النوري ليتناسب مع طراز البناء الأموي.
وفي عام 1160 ميلادياً، تعرض الجامع لأضرار كبيرة جداً، بسبب زلزال كبير ضرب بلاد الشام
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
ووفقاً لما ذكرته صحيفة “زمان الوصل” المحلية، فإنّه عندما تولى الملك العادل نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي ولاية حمص اهتم بهذه المدينة اهتماماً يوازي ما لهذه المدينة من مكانة استراتيجية وعسكرية ومعمارية.
وكان جامع النوري الكبير من بين الأماكن الأثرية التي اهتم بها، فقام بترميمه وإصلاح ما خرب الزلزال منه؛ وهو ما دفع الناس إلى إطلاق اسم “جامع النوري” عليه نسبة إلى نور الدين زنكي.
أين يقع جامع النوري الكبير وما مميزاته المعمارية؟
يقع جامع النوري الكبير وسط مدينة حمص القديمة، في شارع أطلق عليه اسم المسجد ذاته، فيما يحيط به العديد من المواقع التاريخية والدينية والثقافية مثل سور حمص القديمة، وأسواق الحسبة والمسقوف والعتيق وشارع الحميدية وجامع بالزرباشي، إضافة إلى العديد من حمامات الأسواق العثمانية.
أما مساحة المسجد فتبلغ قرابة 5 آلاف متر، وحرمه يتسع لنحو 7 آلاف شخص، ويبلغ ارتفاع سقفه نحو 7 أمتار.
فيما يحتل المصلى الخارجي للجامع نصف مساحة الصحن وهو قسمٌ خاص للصلاة في فصل الصيف، ويتميز هذا القسم بجزئه الشمالي المسقوف الذي تمت تغطيته برواقات بعقود متصالبة، في نهايته قناطر تحمي المصلين من أشعة الشمس، كما يتميز بمئذنته المربعة الضخمة والمبنية من الحجر البازلتي الأسود.