لماذا لا يحتفل المسلمون بمولد المسيح عيسى بن مريم، وهو النبيّ الذي بشّر ببعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال رب العزة والجلال: “ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد”، وهو الرسول الذي صلّى وراء النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج في بيت المقدس.
يحتفل المسلمون كل عام بمولد خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم تعبيرا عن حبّهم العميق له، لكن احتفالهم بمولده يقتصر على المظهر والشكل دون تغيير الجوهر، فنرى المحاضرات والدروس والأناشيد والقصائد تعبق في المساجد والجوامع ونرى مجالس الاناشيد الاسلامية والمقطوعات الصوفية التي تكون ضمن حدود الشريعة بدون مغالاة او غلو، يترنم بها ذوو الأصوات الشجيّة، المخلصين لهذا الرسول العظيم تنتابهم إن صحّ التعبير نوباتٌ من الحب الصادق فيحملون أنفسهم على اتّباعه وتذكير الناس بسنّته العظيمة التي ينبغي أن تجلجل المكان وتخترق القلوب لتنعم الجوارح كلها بالسكينة حبًا بالنبي صلى لله عليه وسلم فتثير فيها الرغبة في الاتّباع والتقليد.
ولكن كيف يحتفل المسلمون بسيدنا المسيح عيسى بن مريم عليه السلام؟
فإذا احتفلنا، نحتفل به كل يوم على طريقتنا لا على طريقة اهل الكتاب اليوم، من شجرة الميلاد وبابا نويل وصخب ولهو ومجون ونسبة الالوهية له مما يخالف جوهر العقيدة الاسلامية، نحتفل به لنبيّن للعالم أننا نؤمن به كما نؤمن بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، مبعوثيْن من عند الله تعالى، جاءا برسالة واحدة من السماء، وبمعجزات كثيرة، فلِماذا نحتفل بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولا نحتفل بسيدنا المسيح عليه السلام؟، لم لا نتدبّر معجزاته بعناية تامة، نحتفل ونقرأ سيرته لا التي ينشرها المسيحيون عنه بل التي جاء بها القرآن العظيم، لنبين للعالم أجمع خطأ ما يعتقده اهل الكتاب من أنه ابن الله وأنه ثالث ثلاثة وغيرها من المعتقدات، فاحتفال المسلمين به يعني تصحيح معتقد اهل الكتاب والاجتماع على كلمة سواء وبيان أن عيسى عليه السلام هو امتداد للأنبياء والرسل الذين جاؤوا من قبله، وبيان أن محمدا صلى الله عليه وسلم، امتداد للنبي الكريم عيسى بن مريم عليه السلام، جاءا بالرسالة نفسها مضمونها توحيد الله تعالى وتنزيهه عن الولد والجسمية والمكان، هذا ما ينبغي الاحتفال به.
وعندما طرحتُ المسألة والموضوع سألني أحدهم، حبّذا لو تعكس السؤال اخي، وتقول: لماذا لا يحتفل اهل الكتاب بمولد النبي صلى الله عليه وسلم؟، فأجبته ولماذا لا نستبق نحن الفكرة حتى يتبعنا الآخرون، فربما احتفالنا بالنبيّين محمد وعيسى عليهما السلام، سيصحّح مسار احتفال المسلمين أيضا برسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم، حتى لا يقتصر على الشكليات، وتتجند الأرواح لترتوي من منارات النبوّات.
لا تنسوا متابعتنا على الانستقرام
https://www.instagram.com/sunnafiles/
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website