وتتوزع مزارات للأنبياء ومقاماتهم في سوريا والأردن وفلسطين واليمن والعراق وتركيا وغيرها, مع العلم أنه لم يثبت يقينًا قبور أي نبي سوى سيدنا محمد و سيدنا ابراهيم إنما يزور المسلمون القبور التي تنسب للأنبياء للبركة و استئناسًا بها.
الخليل ومقام النبي إبراهيم
يقع المسجد الإبراهيمي في قلب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وينسب المسجد -الذي يطلق عليه أيضا اسم الحرم الإبراهيمي- إلى النبي إبراهيم الخليل عليه السلام المدفون فيه قبل أربعة آلاف عام.
وسميت مدينة الخليل باسمه، وفيه قباب مغطاة تقول بعض المصادر التاريخية إنها قبور للأنبياء إبراهيم وزوجته سارة، وإسحاق وإسماعيل ويعقوب ويوسف وزوجاتهم عليهم السلام.
ويعد الحرم الإبراهيمي أقدم بناء ديني ومكان للعبادة، وبُني فوق المغارة التي يقال إن النبي إبراهيم دفن فيها ابنه إسحاق.
ويزيد عمر المدينة القديمة بالخليل على ستة آلاف عام، وتعاقبت عليها الحضارات الإنسانية، وبنيت الأسوار والأضرحة على قبور الأنبياء إبراهيم وولديه وزوجاتهم عليهم السلام.
هل دفن موسى في الأردن؟
يوجد مزار منسوب للنبي موسى عليه السلام فوق قمة جبل نيبو بمحافظة مأدبا الأردنية (جنوب عمان)، وفي سفر تثنية الاشتراع تقول التوراة “صعد النبي موسى من أرض مؤاب إلى جبل نبو إلى قمّة الفسحة تجاه أريحا، فأراه الرّب جميع الأرض، وقال له إلى هناك لا تعبر”.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وفي حديث للبخاري عن أبي هريرة أن موسى سأل ربه “أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلو كنت ثَمَّ لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر”.
لكن المزار المنسوب للنبي موسى على قمة الجبل المطل على البحر الميت تحيط به الشكوك، واختلف المفسرون المسلمون حول المقصود “بالكثيب الأحمر” في الحديث النبوي؛ فبين قائل إنه بجبل نيبو، ومن اعتبر أنه أقرب لبيت المقدس. وذكر الطبري في تاريخه عن ابن عباس أن القبر بأرض التيه، بينما اعتبر ابن عساكر وابن منظور أن القبر ربما يقع ناحية دمشق.
واعتبر بعض الباحثين أن تحليل لغة التوراة يشير إلى مكان قبر النبي موسى بمحافظة حضرموت في الشمال الغربي لمدينة شبوة اليمنية، ويتسق هذا الرأي مع القائلين إن موسى عليه السلام بُعث ودفن بالجزيرة العربية.
أضرحة منسوبة للأنبياء
توجد مزارات كثيرة حول العالم من الهند لوسط آسيا، وحتى في بلدان عربية منسوبة لآدم أبي البشر، والنبي نوح عليهما السلام، لكن لا يبدو أن أيًّا منها صحيح.
ورغم كثرة الأضرحة المنسوبة للأنبياء لدرجة وجود أكثر من ضريح للنبي نفسه في بلد واحد، لا يجزم الباحثون في الأديان والتاريخ بصحة أغلبها، ويشير بعضهم إلى الخلط بين “الضريح” و”المقام” في أذهان العامة؛ إذ لا يشترط للمقام أن يكون قبراً لنبي، بل هو إشارة أو مكان مرور لا يلزم أن يكون صاحب المقام قد توفي فيه.
وفي الأردن أيضاً توجد أضرحة منسوبة للنبي نوح في سفح جبل الكرك، والنبي شعيب في وادي شعيب قرب السلط، التي يوجد فيها ضريح للنبي يوشع أيضاً، ويوجد ضريح النبي هارون في البتراء (جنوبي البلاد).
وفي سوريا يوجد مقام للنبي يحيى بن زكريا في الجامع الأموي بدمشق والقدس، ويوجد ضريح منسوب للنبي زكريا في الجامع الأموي بحلب، وفي قرية جماعين والقدس بفلسطين.
وتشتهر تركيا بمقامات الأنبياء، خاصة في جنوب وشرق البلاد؛ إذ يوجد مقام للنبي إبراهيم في أورفا، ومقامان للنبي أيوب والنبي شعيب عليهما السلام.
وفي مدينة ديار بكر توجد مقامات للأنبياء هارون وإلياس واليسع وذو الكفل عليهم السلام.
وتوجد مقامات وضرائح منسوبة للنبي هود في حضرموت وحتى في العراق والأردن، ويعتقد البعض أن النبي صالح مدفون في القرية التي تحمل اسمه بفلسطين.
قد ورد في حديثٍ عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنّه قال : يا رسول الله كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال: “مئة ألف وأربعة وعشرين، والرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جماً غفيراً “، وقد ذكر الله جلَّ وعلا، خمساً وعشرين نبياً ورسولاً في القرآن الكريم، منهم ثمانية عشر نبياً ورسولاً، وردت أسماؤهم في سورةٍ واحدةٍ، وهي سورة الأنعام، وقد ورد في سورة الأنعام ذكر التالية أسماؤهم:
- إسحاق عليه السلام : وَرَد ذِكر قبره عليه السلام في الحرم الإبراهيمي أيضاً، إلى جانب قبر أبيه إبراهيم عليهما السلام.
- يعقوب عليه السلام: وَرَد ذِكر قبره عليه السلام إلى جانب قبر أبيه وجدّه عليهم السلام، في الحرم الإبراهيمي أيضاً.
- نوح عليه السلام : وَرَد ذِكر قبره عليه السلام في مدينة زكريا في تركيا، ويقال إنّه في محافظة النجف في العراق.
- داود عليه السلام: وَرَد ذِكر قبره عليه السلام في مدينة القدس.
- سليمان عليه السلام: وَرَد ذكر قبره عليه السلام في جنوب سلطنة عُمان في محافظة ظفار .
- يوسف عليه السلام : وَرَد ذِكر قبره عليه السلام في مصر، ويُقال أيضاً إنّه في فلسطين .
- عيسى عليه السلام : نبي الله عيسى عليه السلام ليس له قبر ولم يمت، بل رفعه الله سبحانه وتعالى إلى السماء، ولم يزل حياً إلى الآن .
- إلياس عليه السلام : وَرَد ذِكر قبره عليه السلام في مدينة بعلبك في لبنان .
- إسماعيل عليه السلام : وقد دُفن بجوار والدته هاجر في مكة .
- اليسع عليه السلام: قيل أنه في البقاع في لبنان
- يونس عليه السلام : قيل في لبنان – صيدا وقيل في العراق .
- لوط عليه السلام : وَرَدَ ذِكر قبره في قرية صوعر .
باقي الأنبياء ورد ذكرهم في سورٍ مختلفةٍ من القرآن الكريم، وهم :
- آدم عليه السلام : قيل في مكة.
- هود عليه السلام : البعض يقول إنّ قبره في دمشق، وآخرون يقولون إنّه مدفون في مصر، والبعض يقول إنّه مدفون في مقبرة وادي السلام في النجف بالعراق، وتقع في جواره قبور الأنبياء صالح ونوح وآدم عليهم السلام.
- صالح عليه السلام: في جوار قبر هود عليه السلام .
- شعيب عليه السلام: في منطقة وادي شعيب، قرب محافظة البلقاء في الأردن
المصدر: جزيرة نت