يتحدث بعض قادة ودول العالم عما اسموه بالإرهاب الإسلامي، وعن الإسلام كدين قتل وسفك دماء. هذا البعض لم يقرأ النصوص الدينية الإسلامية، وهو ينظر فقط إلى أعمال من انتسبوا زورًا للإسلام كداعش الوهابية وغيرها، ويعمم بعد ذلك ليشمل كل المسلمين والنصوص الدينية الإسلامية.
وبات يتحدث أناس كثيرون، بل ويشمئزون من المسلمين ويناصبونهم العداء ويلاحقونهم، وملاحظ أن المسلم والعربي يعانيان في مطارات العالم وموانئه من كثرة الإجراءات والتدقيق مخافة دخول الإرهابيين والعبث بأمن الدول.
المسلمون بصورة عامة لا ينكرون وجود إرهابيين يستعملون الدين الإسلامي لتبرير سوء أعمالهم، وهؤلاء هم الذين يشوهون صورة الإسلام والمسلمين ويرسخون انطباعا قائما بأن الإسلام دين دموي ويتعامل مع الآخرين بلا رحمة وهم بشكل اساسي كل من يعتنق الفكر الوهابي وافكار ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وعلماء يسمّون أنفسهم بالسلفية
الإسلام أمر المسلمين بمقاتلة من يقاتلونهم ويخرجونهم من ديارهم ويظاهرون على قتالهم وإخراجهم، لكن إذا نظرنا إلى التوراة التي بين أيدي اليهود الآن فالأمر مختلف تماما لأنها تقيم فكرا إرهابيا حقيقيا باسم الرب، وعلى اليهود أن يلتزموا
فهناك وسائل إعلام أوروبية وأميركية مثل تشارلي إبدو لا تنفك عن كيل السباب والشتائم للمسلمين وتجريدهم من إنسانيتهم، وهم بالتأكيد يتعمدون الإساءة وهناك من يدفعهم إلى مواصلة الهجوم على الإسلام والعرب بالأخص الصهاينة ومن والاهم.
المقارنة مع اليهودية
الإسلام أمر المسلمين بمقاتلة من يقاتلون المسلمين ويخرجونهم من ديارهم ويظاهرون على قتالهم وإخراجهم، لكن إذا نظرنا إلى التوراة التي بين أيدي اليهود الآن فالأمر مختلف تماما لأنها تقيم فكرا إرهابيا حقيقيا باسم الرب، وعلى اليهود أن يلتزموا. وعندما نتحدث عن التوراة فنحن نتحدث عن العهد القديم الذي يؤمن به المسيحيون أيضا، ودائرة الالتزام باليهودية تشمل المسيحيين كما تشمل اليهود.
يزعم اليهود الصهاينة إنهم ورثة أنبياء بني إسرائيل الذين أوحى لهم الله بتعاليمه السماوية وأرسل من خلالهم النعم والبركات والتبريكات. يقولون إنهم ورثة بني إسرائيل الأوائل الذين رعاهم الله ووعدهم برعاية أبنائهم وأحفادهم من بعدهم. إنهم تبعا لذلك -حسب قولهم- ورثة الحكمة والمعرفة والهداية ومحبة الناس، وورثة فعل الخير وإقامة العدل ونشر الوعي بالتعاليم والوصايا الحميدة. ويضيفون أن هذا التراث الطيب الموروث قد امتد عبر الأجيال ليميز اليهود في حسن صنيعهم وليجعل منهم الشمعة التي لم تعجب العديد من الطغاة والاستبداديين الذين لاحقوا اليهود واضطهدوهم وألحقوا بهم العذاب والدمار.
الفكر التوراتي الإنساني
تتحدث التوراة التي بين ايدي اليهود عن العلاقة مع غير العبرانيين أو الشعوب الأخرى على ثلاثة مستويات: أبناء سيدنا إبراهيم من زوجه هاجر، وسكان البلاد المحليين بخاصة الكنعانيين، والشعوب الأخرى خارج الأرض المقدسة مثل المصريين والعمونيين. الواضح منذ البدء أن التوراة تصبغ هذه العلاقة بنظرة فوقية تضع اليهود على قمة الجبل بينما تضع الآخرين في قعر الوادي. هذه نظرة محكومة بمسألة احتكار الرب من قبل العبرانيين وحرمانه من ربوبيته للآخرين حسب معتقداتهم.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
يزعمون أنهم شعب الله المختار المحاطون بالرعاية والعناية، وأولئك مجرد شعوب هائمة لا تحظى بمزايا راقية أو باحترام. هذا تفكير منسجم مع الاعتقاد العبراني السائد بأن العالم ينقسم إلى قسمين: شعب له الله ونعمه ومحبته، وشعوب أخرى بهيمية متوحشة خارجة عن رعاية الرب.
تحرم التوراة التي بين ايدي اليهود على العبرانيين الاختلاط مع الشعوب الأخرى لأن هذه الشعوب نجسة وحقيرة، وهي عبارة عن حيوانات بصورة بشر، وبما أن العبرانيين هم شعب الله المختار فلا يجوز للمختارين أن يختلطوا مع الأنجاس. ولهذا فإن التوراة ترسم سبب خلق الله للشعوب الأخرى: وهو تسخيرها للهزائم أمام بني إسرائيل عندما يكون الإسرائيليون في طاعة الرب ويطبقون وصاياه، واستعمالهم من قبل الرب لإلحاق الهزائم ببني إسرائيل عندما يعصون الرب. الشعوب الأخرى موجودة فقط لكي يتلذذ العبرانيون بالانتصار عليهم أو لكي يعذب الله العبرانيين بهم.
أما مستويات التعامل مع الشعوب الأخرى، حسب النصوص التوراتية فتنحصر بالتالي:
1- القتل: يزعم اليهود أن الرب يفضل بني إسرائيل قتل الشعوب الأخرى والتخلص من نجسهم ودنسهم. وقد أمر الرب مرارا بني إسرائيل بالقضاء المبرم على الآخرين حسب نصوص التوراة المحرف. فمثلا أمر الرب حسب عقيدتهم جيش العبرانيين عندما دخل أريحا في زمن يوشع بن نون أن يحرم كل نفس حية فيها (يحرم يعني يقتل). أمرهم الرب بأن يقتلوا الناس جميعا بمن فيهم النساء والأطفال، وأمر بقتل الحيوانات والبهائم وحرق الزرع وهدم البيوت. وتتفاخر التوراة بأن جيش العبرانيين قام بقتل سكان بلدة عاي التي كانت تقع بين أريحا ورام الله والبالغ تعدادهم حينئذ -وفق التوراة- 12 ألف نسمة. وفي مواقع عدة أشارت التوراة إلى أن الرب يأمر بالقتل والذبح.
2- الطرد: الأفضلية الثانية عند رب التوراة بزعمهم تتمثل بطرد الناس من الأماكن التي يتواجد فيها العبرانيون. وجود الشعوب الأخرى بين العبرانيين يؤثر سلبا على العبرانيين فيصيبهم بالدنس والنجس، ولا يجوز أن تبقى شعوب قذرة بين المختارين المباركين والمقدسين. ثم من المحتمل أن تغوي الشعوب الأخرى شعب الله المختار فيتحولون عن عبادة الرب ويقعون بالمعصية والآثام. الشعوب الأخرى ضالة، وتعمل دائما على إيقاع الآخرين بالضلال.
ألم يدع الحاخام اليهودي عوباديا يوسف لطرد الفلسطينيين من فلسطين لأنهم نجس وأولاد أفاع كما قال؟ وحتى الآن تقوم سياسة إسرائيل على التخلص من الفلسطينيين بطريقة أو بأخرى، ويعتبر المتدينون اليهود وجود الفلسطينيين على أرض الميعاد -كما يصفونها- معصية كبيرة سيعاقبهم الرب عليها.
3- الاستعباد: يأمر الرب حسب زعمهم باستعباد الشعوب الأخرى إن لم يكن الطرد ممكنا. تقول التوراة المحرفة لشعب الله المختار إن الرب سيجعل الشعوب الأخرى خدامهم وسيدعهم يستعملونهم كما يشاؤون وفق أهوائهم.
مارست إسرائيل والصهيونية هذه المستويات ضد الفلسطينيين. فقبل قيام الدولة، تعمدت المنظمات الصهيونية إعمال القتل بالفلسطينيين ونفذت عددا من المجازر بحقهم وفق أوامر الرب على حسب معتقداتهم. اقترفت مجزرة في الدوايمة وحيفا ودير ياسين والطنوطورة واللد… إلخ، بهدف الإرهاب والتخويف ليهرب الفلسطينيون من قراهم ومدنهم ويلجؤوا إلى البلدان العربية المجاورة. فهي مارست الطرد أيضا من خلال المجازر.
أما من بقي من الفلسطينيين على أرض فلسطين سواء في الجزء المحتل عام 1948، أو المحتل عام 1967 فتم استعباده من قبل الإسرائيليين في المزارع والمنشآت الإسرائيلية ليصبحوا أدوات إنتاج مهمة في الاقتصاد الإسرائيلي.
التوراة المحرفة لا تعتبر إسماعيل من ذرية إبراهيم عليه السلام، وتقول بأن إسحق هو الابن الوحيد لإبراهيم، وقد أسهبت التوراة في كيل التهم لإسماعيل ومن ينبثق من صلبه من ذرية.
الأرض: ينسجم ترتيب توزيع الأراضي الرباني في التوراة المحرفة في معتقدهم مع فكرة شعب الله المختار والشعوب الضالة النجسة.
من هو الإرهابي؟
التفاصيل في التوراة المحرفة كثيرة حول مواضيع كهذه، وحاولت أن أختصر على أن تصل الرسالة للناس. إذا كان لنا أن ندقق في الأديان، فسنجد أن الأفكار القائمة عن الإسلام غير دقيقة وتحتاج إلى مراجعة، ومن المفروض أن ننتبه إلى التعاليم التي يسوقها أعداء الإسلام.
لقد قتلت إسرائيل حوالي ألفين من الفلسطينيين في غزة في حربها عام 2014، وهدمت البيوت وشردت النساء والأطفال. هذا إرهاب منصوص عليه “دينيا” ومبارك من قبل “ربهم”، بل مطلوب منهم كأمانة يجب أن يؤدوها للرب دائما حسب معتقدهم. وهنا من المهم أن أشير إلى أن حال المرأة في التوراة ليس أفضل من حال الشعوب الأخرى.
المرأة محتقرة توراتيا عندهم وموصوفة بصفات سيئة، وهي نجسة في بعض الأحيان ويجب عزلها عن البيت وعن مختلف النشاطات الحياتية. المسلمون متهمون باحتقار المرأة، وعلى الذين يوجهون الاتهام أن يقرؤوا ما يؤمنون به قبل توجيه الاتهامات.