فقد ثبت في القرآن ما يدل على أن لإبليس ذرية؛ كما في قوله تعالى: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا {الكهف:50}.
ولكن هل كان ذلك عن طريق زوجة أو عن طريق البيض، كلٌ قيل به وليس فيه نص صريح، وقد احتج من قال أنه يبيض بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاتكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها ، فيها باض الشيطان وفرخ. رواه النووي في رياض الصالحين.
وروى ابن كثير ان إبليس لعنه الله حيٌّ الآن، مُنظرٌ إلى يوم القيامة، بنص القرآن، وله عرش على وجه البحر، وهو جالس عليه، ويبعث سراياه يلقون بين الناس الشر والفتن، وقد قال الله تعالى: { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا } [النساء: 76] .
وكان اسمه قبل معصيته العظيمة: عزازيل
قال الله تعالى: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي
وقوله في هذه الآية الكريمة: (وذريته) دليل على أن للشيطان ذرية، فادعاء انه لا ذرية له مناقض لهذه الآية مناقضة صريحة كما ترى، وكل ما ناقض صريح القرآن فهو باطل بلا شك ، ولكن طريقة وجود نسله هل هي عن تزاوج أو غيره، لا دليل عليها من نص صريح ، والعلماء مختلفون فيها ، وقال الشعبي سألني رجل: هل لإبليس زوجة ؟ فقلت إن ذلك عرس لم أشهده، ثم ذكرت قوله تعالى: ( أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني ) الكهف/50 ، فعلمت أنه لا تكون ذرية إلا من زوجة، فقلت : نعم
وما فهمه الشعبي من هذه الآية من أن الذرية تستلزم الزوجة روي مثله عن قتادة، قال مجاهد: إن كيفية إيجاد النسل منه أنه أدخل فرجه في فرج نفسه فباض خمس بيضات، قال: فهذا أصل ذريته . وقال بعض أهل العلم: إن الله تعالى خلق له في فخذه اليمنى ذكرا، وفي اليسرى فرجا، فهو ينكح هذا بهذا فيخرج له في كل يوم عشر بيضات، يخرج من كل بيضة سبعون شيطانا وشيطانة .
ولا يخفى أن هذه الأقوال ونحوها لا معول عليها لعدم اعتضادها بدليل من كتاب أو سنة، فقد دلت الآية الكريمة على أن له ذرية، أما كيفية ولادة هذه الذرية فلم يثبت فيه نقل صحيح، ومثله لا يعرف بالرأي
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
قال القرطبي في تفسير هذه الآية: ” قلت : الذي ثبت في هذا الباب من الصحيح ما ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين عن الإمام أبي بكر البرقاني أنه خرج في كتابه مسندا عن أبي محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ من رواية عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا تكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها فبها باض الشيطان وفرخ. ” وهذا يدل على أن للشيطان ذرية من صلبه
ذكر الطبري في تفسيره ما نصه: “وذرّية إبليس: الشياطين الذين يغرّون بني آدم. كما حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج، عن مجاهد ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي ) قال : ذرّيته: هم الشياطين، وكان يعدّهم “زلنبور” صاحب الأسواق ويضع رايته في كلّ سوق ما بين السماء والأرض، و ” ثبر “ صاحب المصائب، و ” الأعور “ صاحب الزنا و ” مسوط” صاحب الأخبار، يأتي بها فيلقيها في أفواه الناس، ولا يجدون لها أصلا و ” داسم “ الذي إذا دخل الرجل بيته ولم يسلم ولم يذكر الله بصره من المتاع ما لم يرفع، وإذا أكل ولم يذكر اسم الله أكل معه.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، قال: ثنا حفص بن غياث، قال : سمعت الأعمش يقول: إذا دخلتُ البيت ولم أسلم، رأيت مطهرة، فقلت : ارفعوا ارفعوا، وخاصمتهم، ثم أذكر فأقول: داسم داسم.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، قال: هم أربعة ثبر، وداسم، وزلنبور، والأعور، ومسوط: أحدها.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي )…. الآية، وهم يتوالدون كما تتوالد بنو آدم، وهم لكم عدوّ.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ) وهو أبو الجنّ كما آدم أبو الإنس.