القول في تأويل قوله تعالى: { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ }:
يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {إنك} يا محمد {لا تهدي من أَحْبَبْتَ} هدايتَه، أي يا محمد إنك لا تَقْدِرُ أنْ تُدْخِلَ في الإسلامِ كلَّ مَن أَحْبَبتَ أن يَدْخُلَ فِيه – أي في الإسلام – مِن قَومِك وغَيرِهم، فالرسول صلى الله عليه وسلم لا يـخلق الهداية في قلب من يحب له الهداية.
{ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ } أي ولكن الله يخلق الهداية في قلب من يشاء الله أن يهديه من خلقه، بتوفيقه للإيمان به وبرسوله.
قال الله تعالى: ﴿ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾.
وقال تعالى: ﴿ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾.
قال الله تعالَى لِنَبِيِّه: ﴿ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ﴾ قال الطبري في “جامع البيان” والثعلبي في “الكشف والبيان” والبغوي في “معالم التنـزيل” وابن عادل الحنبلي في “اللُباب”:﴿ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ﴾ أي مَن أحببتَ هدايتَه.
وقال النسفي في تفسيره: ﴿ إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ﴾ لا تَقْدِرُ أنْ تُدْخِلَ في الإسلامِ كلَّ مَن أَحْبَبتَ أن يَدْخُلَ فِيه – أي في الإسلام – مِن قَومِك وغَيرِهم. فالنبيّ لا يُحبُّ الكافِرِين، وقد قال الله تعالى في كِتابه الـمُبين: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ سورة ءال عِمران 32، وقال تعالى: ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ سورة الروم 45.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website