أولا : التعريف .
الهندوسية: ويطلق عليها أيضاً البرهمية، ديانة وثنية، يعتنقها معظم أهل الهند ، وهي مجموعة من العقائد والعادات والتقاليد التي تشكلت عبر مسيرة طويلة من القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى وقتنا الحاضر، حيث كان هناك – في القرن الخامس عشر قبل الميلاد – سكان الهند الأصليون من الزنوج الذين كانت لهم أفكار ومعتقدات بدائية، ثم جاء الغزاة الآريون مارّين في طريقهم بالإيرانيين فتأثرت معتقداتهم بالبلاد التي مروا بها ، ولما استقروا في الهند حصل تمازج بين المعتقدات تولدت عنه الهندوسية كدين فيه أفكار بدائية من عبادة الطبيعة والأجداد والبقر بشكل خاص، وفي القرن الثامن قبل الميلاد تطورت الهندوسية عندما وُضع مذهب البرهمية، وقالوا بعبادة براهما .
ولا يوجد للديانة الهندوسية مؤسس معين، ولا يعرف لمعظم كتبها مؤلفون معينون، فقد تمّ تشكُّل الديانة وكذلك الكتب عبر مراحل طويلة من الزمن.
ثانيا : الأفكار والمعتقدات
نستطيع فهم الهندوسية من خلال كتبها ، ونظرتها إلى الإله ، ومعتقداتها ، وطبقاتها ، إلى جانب بعض القضايا الفكرية والعقائدية الأخرى .
أ- كتبها :
للهندوسية عدد هائل من الكتب عسيرة الفهم ، غريبة اللغة، وقد أُلّفت كتب كثيرة لشرحها، وأخرى لاختصار تلك الشروح، وكلها مقدسة عندهم، وأهمها :
1- ” الفيدا ” (veda) وهي كلمة سنسكريتية، معناها الحكمة والمعرفة ، وتصور حياة الآريين، ومدارج الارتقاء للحياة العقلية من السذاجة إلى الشعور الفلسفي ، وفيه أدعية تنتهي بالشك والارتياب، كما أن فيه تأليهاً يرتقي إلى وحدة الوجود ، وهي تتألف من أربعة كتب .
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
2- مها بهارتا: ملحمة هندية تشبه الإلياذة والأوديسة عند اليونان ، ومؤلفها “وياس ” ابن العارف “بوسرا” الذي وضعها سنة 950 ق.م، وهي تصف حرباً بين أمراء من الأسر المالكة، وقد اشتركت الآلهة في هذه الحرب حسب معتقداتهم
ب- نظرة الهندوسية إلى الآلهة :
– التوحيد: لا يوجد توحيد بالمعنى الدقيق، لكنهم إذا أقبلوا على إله من الآلهة أقبلوا عليه بكل جوارحهم حتى تختفي عن أعينهم كل الآلهة الأخرى ، وعندها يخاطبونه برب الأرباب ، أو إله الآلهة .
– التعدد: يقولون بأن لكل طبيعة نافعة أو ضارة إلهاً يُعبد : كالماء والهواء والأنهار والجبال.. وهي آلهة كثيرة يتقربون إليها بالعبادة والقرابين.
– التثليث: في القرن التاسع قبل الميلاد جمع الكهنة الآلهة في إله واحد أخرج العالم من ذاته وهو الذي أسموه: 1- براهما: من حيث هو موجود. 2- فشنو: من حيث هو حافظ. 3- سيفا : من حيث هو مهلك. فعندهم من يعبد أحد الآلهة الثلاثة فقد عبدها جميعاً أو عبد الواحد الأعلى ولا يوجد أي فارق بينها، وهم بذلك قد فتحوا الباب أمام النصارى للقول بالتثليث.
– يلتقي الهندوس على تقديس البقرة وأنواع من الزواحف كالأفاعي وأنواع من الحيوان كالقردة، ولكن تتمتع البقرة عندهم من بينها جميعاً بقداسة تعلو على أي قداسة، ولها تماثيل في المعابد والمنازل والميادين، ولها حق الانتقال إلى أي مكان حسب معتقدهم، ولا يجوز للهندوكي أن يمسها بأذى أو بذبحها، وإذا ماتت دفنت بطقوس دينية
– يعتقد الهندوس بأن آلهتهم قد حلت كذلك في إنسان اسمه كرشنا، وقد التقى فيه الإله بالإنسان، أو حل اللاهوت في الناسوت، وهم يتحدثون عن كرشنا كما يتحدث النصارى عن المسيح
د- معتقداتهم:
تظهر معتقداتهم في ” الكارما “، وتناسخ الأرواح، والانطلاق، ووحدة الوجود:
1- ” الكارما”: قانون الجزاء، أي أن نظام الكون إلهي قائم على العدل المحض، هذا العدل الذي سيقع لا محالة، إما في الحياة الحاضرة، أو في الحياة القادمة، وجزاء حياةٍ يكون في حياة أخرى، والأرض هي دار الابتلاء، كما أنها دار الجزاء والثواب .
2- تناسخ الأرواح: إذا مات الإنسان يفنى منه الجسد، وتنطلق منه الروح لتتقمص وتحل في جسد آخر بحسب ما قدم من عمل في حياته الأولى حسب معتقدهم، وتبدأ الروح في ذلك دورة جديدة .
3- الانطلاق: صالح الأعمال وفاسدها ينتج عنه حياة جديدة متكررة لتثاب فيها الروح أو لتعاقب على حسب ما قدمت في الدورة السابقة .
– من لم يرغب في شيء ولن يرغب في شيء وتحرر من رق الأهواء، واطمأنت نفسه، فإنه لا يعاد إلى حواسه، بل تنطلق روحه لتتحد بالبراهما .
4- وحدة الوجود: التجريد الفلسفي وصل بالهنادكة إلى أن الإنسان يستطيع خلق الأفكار والأنظمة والمؤسسات، كما يستطيع المحافظة عليها أو تدميرها، وبهذا يتحد الإنسان مع الآلهة عندهم، وتصير النفس هي عين القوة الخالقة .
أ – الروح عندهم كالآلهة أزلية سرمدية، مستمرة، غير مخلوقة .
ب – العلاقة بين الإنسان والآلهة كالعلاقة بين شرارة النار والنار ذاتها عندهم، وكالعلاقة بين البذرة وبين الشجرة .
ت – هذا الكون كله ليس إلا ظهوراً للوجود الحقيقي حسب معتقداتهم، والروح الإنسانية جزء من الروح العليا .
ه- أفكار ومعتقدات أخرى :
– الأجساد تحرق بعد الموت لأن ذلك يسمح بأن تتجه الروح إلى أعلى عندهم، وبشكل عمودي، لتصل إلى الملكوت الأعلى في أقرب زمن، كما أن الاحتراق هو تخليص للروح من غلاف الجسم تخليصاً تاماً .
– عندما تتخلص الروح وتصعد يكون أمامها ثلاثة عوالم:
1- إما العالم الأعلى: عالم الملائكة. 2- وإما عالم الناس: مقر الآدميين بالحلول. 3- وإما عالم جهنم: وهذا لمرتكبي الخطايا والذنوب .
– ليس هناك جهنم واحدة، بل لكل أصحاب ذنب جهنم خاصة بهم .
– البعث في العالم الآخر إنما هو للأرواح لا للأجساد عندهم
– المرأة التي يموت عنها زوجها لا تتزوج بعده، بل تعيش في شقاء دائم عندهم، وتكون موضعاً للإهانات والتجريح، وتكون في مرتبة أقل من مرتبة الخادم، ولذلك قد تحرق المرأة نفسها إثر وفاة زوجها تفادياً للعذاب المتوقع الذي ستعيش فيه، وقد حرم القانون هذا الإجراء في الهند الحديثة.
, thanks for sharing very informative looking forward for more articles like this