Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
من ذلك قوله تعالى: {ونزعنا ما في صدورهم من غل} قال ابن عباس أول ما يدخل أهل الجنة الجنة تعرض لهم عينان فيشربون من إحدى العينين فيذهب الله تعالى ما في قلوبهم من غل، ثم يدخلون العين الأخرى فيغتسلون فيها فتشرق ألوانهم وتصفوا وجوههم وتجري عليهم نضرة النعيم
وقال علي رضي الله عنه في قوله تعالى {وسقاهم ربهم شراباً طهوراً} قال: إذا توجه أهل الجنة إلى الجنة مروا بشجرة يخرج من تحت ساقها عينان فيشربون من إحداهما فتجري عليهم بنضرة النعيم فلا تتغير أبشارهم ولا تشتعث أشعارهم أبداً، ثم يشربون من الأخرى فيخرج ما في بطونهم من الأذى ثم تستقبلهم خزنة الجنة فتقول لهم: {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين}
ذكره ابن المبارك قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي أنه تلا هذه الآية {وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها} وجدوا عند باب الجنة شجرة يخرج من ساقها عينان، فعمدوا إلى أحداهما كأنما أمروا بها فاغتسلوا منها فلم تشعث رؤوسهم بعدها أبداً ولم تغير جلودهم بعدها أبداً كأنما دهنوا بالدهن، ثم عمدوا إلى الأخرى فشربوا منها فطهرت أجوافهم وغسلت كل قدر فيها وتتلقاهم على كل باب من أبواب الجنة ملائكة {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} ، ثم تتلقاهم الولدان يطيفون بهم كما يطيف ولدان الدنيا بالحميم يجيء من الغيبة يقولون: أبشر أعد الله لك كذا وكذا، ثم يذهب الغلام منهم إلى الزوجة من أزواجه فيقول قد جاء فلان باسمه الذي كان يدعى في الدنيا فتقول له: أنت رأيته؟ فيستخفها الفرح حتى تقوم على أسكفة الباب، ثم ترجع فتجيء فتنظر إلى تأسيس بنيانه من جندل اللؤلؤ أخضر وأصفر وأحمر من كل لون ثم يجلس فينظر فإذا زرابي مبثوثة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة ثم يرفع رأسه إلى سقف بنيانه فلولا أن الله قدر ذلك لأذهب بصره إنما هو مثل البرق، ثم يقول: كما أخبرنا تعالى {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله}
ذكر القتيبي في عيون الأخبار له مرفوعاً «عن علي رضي الله عنه أنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} ما هؤلاء الوفد؟ قال: يحشرون ركباناً ثم قال: والذي نفسي بيده أنهم إذا خرجوا من قبورهم ركبوا نوقاً عليهم رحائل الذهب مرصعة بأنواع الجوهر فتسير بهم إلى باب الجنة قال: وعند باب الجنة شجرة ينبع من أصلها عينان فيشربون من إحداى تلك العيون فإذا بلغ الشراب البطن طهرهم الله به من دنس الدنيا وقذرها فذلك قوله تعالى {وسقاهم ربهم شراباً طهوراً} قال: ثم يغتسلون من العين الأخرى فلا تشعث رؤوسهم ولا تتغير ألوانهم قال: ثم يضربون حلق أبواب الجنة فلو سمعت الخلائق طنين الأبواب لافتتنوا بها، فيبادر رضوان فيفتح لهم فينظرون إلى حسن وجهه فيخرون ساجدين فيقول لهم رضوان يا أولياء الله: أنا قيمكم الذي وكلت بكم وبمنازلكم فينطلق بهم إلى قصور من فضة شوفاتها من ذهب يرى ظاهرها من باطنها من النور والرقة والحسن قال فيقول أولياء الله عند ذلك يا رضوان: لمن هذا؟ فيقول: هذا لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلولا أن الموت يرفع عن أهل الجنة لمات أكثرهم فرحاً، قال: ثم يريد أحدهم أن يدخل قصره فيقول له رضوان اتبعني حتى أريك ما أعد الله لك قال: فيمر به فيريه قصوراً وخياماً وما أعطاه الله عز وجل قال: ثم يأتي به إلى غرفة من ياقوته من أسفلها إلى أعلاها مائة ذراع قد لونت بجميع الألوان على جنادل الدر والياقوت، وفي الغرفة سرير طوله فرسخ في عرض مثل ذلك عليه من الفراش كقدر خمسين غرفة بعضها فوق بعض
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذلك قوله عز وجل {وفرش مرفوعة} وهي من نور والسرير من نور، وعلى رأس ولي الله تاج له سبعون ركناً في كل ركن سبعون ياقوتة تضيء وقد رد الله وجهه كالبدر وعليه طوق ووشاح يتلألأ من نور، وقد سور بثلاثة أسورة: سوار من الذهب وسوار من فضة وسوار من لؤلؤ، فذلك قوله تعالى {يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير}
وقوله تعالى {جنات عدن يدخلونها} قال ابن عباس الجنات سبع: دار الجلال، ودار السلام، وجنة عدن، وجنة المأوى، وجنة الخلد، وجنة الفردوس، وجنة النعيم وقيل: إن الجنان أربع لأن الله تعالى قال: {ولمن خاف مقام ربه جنتان}
وقال بعد ذلك {ومن دونهما جنتان} ولم يذكر سوى هذه الأربع جنة خامسة، فإن قيل فقد قال جنة المأوى قيل جنة المأوى اسم لجميع الجنان يدل عليه أنه تعالى قال: {فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون} والجنة اسم الجنس، فمرة يقال جنة ومرة يقال جنات، وكذلك جنة عدن وجنات عدن لأن العدن الإقامة وكلها دار الإقامة كما أن كلها مأوى المؤمنين، وكذلك دار الخلد ودار السلام لأن جميعها للخلود والسلامة من كل خوف وحزن، وكذلك جنات النعيم وجنة النعيم لأن كلها مشحونة بأصناف النعيم، ذكره الحليمي في كتاب منهاج الدين له وقال: إنما منعنا أن نجعل كل واحدة من العدن والمأوى والنعيم جنة سوى الأخرى، لأن الله تعالى إن كان سمي شيئاً من هذه الأسماء جنة في موضع فقد سمي الجنات كلها بذلك الاسم في موضع آخر، فعلمنا أن هذه الأسماء ليست لتميز جنة من جنة، ولكنها للجنان أجمع
روى سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} إلى قوله {ومن دونهما جنتان} قال: فتلك للمقربين وهاتان لأصحاب اليمين وعن أبي موسى الأشعري نحو ذلك
قوله تعالى: {يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً} قال المفسرون: ليس أحد من أهل الجنة إلا وفي يده ثلاثة أسورة: سوار من ذهب وسوار من فضة وسوار من لؤلؤ وقال هنا: {من ذهب ولؤلؤاً} وقال في آية أخرى: {وحلوا أساور من فضة}
وفي الصحيح: تبلغ حلية المؤمن حيث تبلغ الوضوء، وقريء [لؤلؤا] بالنصب على معنى ويحلون لؤلؤاً وأساور: جمع أسورة وأسورة واحدها سوار فيها ثلاث لغات ضم السين وكسرها وأسوار، قال المفسرون: لما كانت الملوك تلبس في الدنيا الأساور والتيجان جعل الله ذلك لأهل الجنة إذ هم ملوك قوله تعالى: {ولباسهم فيها حرير}
روي عن يحيى بن سلام، عن حماد بن سلمة، عن أبي المهزم عن أبي هريرة قال: [دار المؤمن في الجنة درة مجوفة في وسطها شجرة تنبت الحلل ويأخذ بأصبعه، أو قال بأصبعه سبعين حلة منظمة باللؤلؤ والزبرجد والمرجان]
وأخرجه ابن المبارك بهذا السند عن حماد عن أبي المهزم قال: سمعت أبا هريرة يقول: [إن دار المؤمن في الجنة من لؤلؤة فيها أربعون بيتاً في وسطها شجرة تنبت الحلل، فيذهب فيأخذ بأصبعيه سبعين حلة منظمة باللؤلؤ والزبرجد والمرجان] وقد تقدم هذا المعنى وأبو المهزم ضعيف
قوله تعالى {ويلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق} وقال {عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق} الإستبرق: الديباج الصفيق الكثيف، والسندس: الرقيق الخفيف، وخص الأخضر لأنه الموافق للبصر، لأن البياض يبدد النظر ويؤلم والسواد يورم والخضرة لون بين السواد والبياض وتلك تجمع الشعاع
قوله تعالى: {متكئين فيها على الأرائك} الأرائك: جمع أريكة وهي السرر في الحجل، وقال {متكئين على سرر مصفوفة} وروي «عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الرجل من أهل الجنة ليتزوج في شهر واحد ألف حوراء يعانق كل واحدة منهن مقدار عمره في الدينا»
روي عن ابن عباس أنه قال: إن الرجل من أهل الجنة ليعانق الحور سبعين سنة لا يملها ولا تمله كلما أتاها وجدها بكراً، وكلما رجعت إليه عادت إليه شهوته فيجامعها بقوة سبعين رجلاً لا يكون بينهما مني يأتي من غير مني منه ولا منها
قال المسيب بن شريك: «قال النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {إنا أنشأناهن إنشاء * فجعلناهن أبكاراً * عرباً أتراباً} قال: هي عجائز الدنيا أنشأهن الله خلقاً جديداً كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكاراً، فلما سمعت عائشة ذلك قالت: واوجعاه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليس هناك وجع»
قال الله تعالى {ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً} قال العلماء: ليس في الجنة ليل ولا نهار وإنما هم في نور أبداً، وإنما يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب وإغلاق الأبواب، ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب، ذكره أبو الفرج بن الجوزي
ذكر ابن المبارك قال: أخبرنا شريك عن أبي إسحاق عن البراء {ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلاً} قال: أهل الجنة يأكلون الثمار من الشجر كيف شاءوا جلوساً ومضطجعين وكيف شاءوا؟ واحد القطوف قطف بكسر القاف
روي «عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن أدنى الجنة منزلة الذي يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم بيد كل خادم صحفتان واحدة ذهب والأخرى فضة كل واحدة لون لا يشبه الأخرى» ذكره القتبي في عيون الأخبار. وقال المفسرون: يطوف على أدناهم منزلة سبعين ألف غلام بسبعين ألف صحفة من ذهب يفدى عليه بها في كل واحدة منها لون ليس في صاحبتها، يأكل من آخرها كما يأكل من أولها، ويجد طعم آخرها كما يجد طعم أولها لا يشبه بعضه بعضاً ويراع عليه بمثلها، ويطوف على أرفعهم درجة كل يوم سبعمائة ألف غلام مع كل غلام صحفة من ذهب فيها ألوان الطعام ليس في صاحبتها يأكل من آخرها كما يأكل من أولها، ويجد طعم آخرها كما يجد طعم أولها لا يشبه بعضه بعضاً وأكواب، أي: ويطاف عليهم بأكواب كما قال تعالى {ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب} قال قتادة: الكوب: المدور القصير العتق القصير العروة، والإبريق المستطيل الطويل العنق الطويل العروة
وقال ابن عزيزة: أكواب: أباريق لا عرى لها ولا خراطيم واحدها كوب، قاله الأخفش وقطرب، وقال الجوهري في الصحاح: الكوب كوز لا عروة له، ونحوه قوله مجاهد والسدي وهو مذهب أهل اللغة: التي لا آذان لها ولا عرى {كانت قواريرا * قوارير من فضة} أي اجتمع فيها صفاء القوارير في بياض الفضة وذلك أن لكل قوم من تراب أرضهم قوارير، قال: وإن تراب الجنة فضة فهي قوارير من فضة، قاله ابن عباس، وقال: هي في صفاء الفضة، وفي ذلك دليل على أن أرض الجنة من فضة، إذ المعهود الدنيا اتخاذ الآنية من الأرض يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها كالقوارير يرى الشراب من جدر القوارير وهذا لا يكون في فضة الدنيا {قدروها تقديراً} أي في أنفسهم فأتتهم على نحو ما قدروا واشتهوا من صغار وكبار وأوساط هذا تفسير قتادة