Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
شاع أن ساحل لبنان للمسلمين. وأن الجبل هو ملجأ المسيحيين. وهي ٳشاعة ٳن صح بعضها، فالبعض الأهم تبدّده النصوص- وهنا جزء منها- التي تجعل من الجبل اللبناني مقر “الأبدال” المحتجبين عن نظر العالم, ونجد مدح جبال لبنان في الكثير من النصوص الشرعية في الدين الإسلامي. لبنان إذا، تحت أسماء مختلفة، هو جبل بلاد الشام: يخترقها من الجنوب إلى الشمال، ويرقى بها، وهو أعلى قممها.
فلا عجب أن تصفه الأحاديث النبوية بأنه واحد من جبال الجنة الأربعة، وأنه أحد الجبال الأربعة “الفاضلة”، وأنه واحد من الأربعة او الخمسة التي أسس عليها البيت الحرام.
من جبل لبنان “فار التنور”، أي الطوفان، حسب رواية، وبحسب أخرى، إن نوح صنع من أرز لبنان بعض خشب السفينة، وأقلع من البقاع، من “عين الجرّ”، أي عنجر. والله أعلم بالصواب.
موسى والخضر والنبي الياس ويونس بن متى تربطهم ببلاد الشام، وخاصة بلبنان، روابط عميقة، من حيث أنهم، في التراث الصوفي، على اتصال بالأولياء، أو “الأبدال”. والأبدال هم جماعة من الصالحين انقطعوا عن العالم وزهدوا به، يجهلهم العامة، وبهم يستمر الزمن، ويصرف الله بهم العذاب عن أهل الأرض، كلما مات واحد منهم قام من الناس بدله
1- لبنان: بين مكة والخزر
لبنان: بالضم، وآخره نون. قال رجل لآخر: لي اليك حويجة، فقال: لا اقضيها حتى تكون لبنانية (“أي عظيمة مثل لبنان”: “تاج العروس”. الجزء ٩.ص ٣٢٩: وايضا” “لسان العرب”، ج١٣ ، ص ٣٧٨)، أي مثل لبنان، وهو اسم جبل… مطلّ على حمص، يجيء من العرج الذي بين مكة والمدينة حتى يتصل بالشام، فما كان بفلسطين فهو جبل الحمل، وما كان بالاردن فهو جبل الجليل، وبدمشق سنير، وبحلب وحماة وحمص لبنان. ويتصل بانطاكية والمصّيصة فيسمى هناك اللكام. ثم يمتد الى ملطية وسميساط وقاليقلا الى بحر الخزر، فيسمى هناك القبق. وقيل: ان في هذا الجبل سبعين لسانا لا يعرف كل قوم لسان الاخرين الا بترجمان. وفي هذا الجبل المسمى بلبنان كورة بحمص جليلة، وفيه من جميع الفواكه والزرع من غير ان يزرعها احد، وفيه يكون الابدال من الصالحين (اقوت الحموي، “معجم البلدان”، بيروت 1957، ج 5، ص 11: ج 4، ص 306)
2- من الأرض المقدسة
والشام هي الأرض المقدسة التي جعلها الله منزل الأنبياء ومهبط الوحي ومحل الأنبياء والأولياء ( القزويني، “اثار البلاد واخبار العباد”، بيروت د.ت. ص 205. والشام، كما يحددها القزويني، “هي من الفرات الى العريش طولا، ومن جبلي طيء الى بحر الروم عرضا”، في الصفحة نفسها: وايضا” ياقوت، ج 3، ص 313.) ومن خواص الشام أن لاتخلو من الأولياء الأبدال الذين يرحم الله ويعفو بدعائهم. لا يزيدون على السبعين ولا ينقصون عنها. كلما مات واحد منهم قام من الناس بدله. ولا يسكنون إلا جبل اللكام (القزويني، المصدر نفسه، ص 206، اللكام، او أكام، هو الاسم القديم لجبل الأمانوس او الماداغ ، تركيا.). وبها جبل لبنان وهو مطل على حمص. به أنواع الفواكه والزروع من غير أن يزرعها أحد. يأوي إليه الأبدال لا يخلو عنهم ابدا”، لما فيه من القوت الحلال.
وفي تفاحه أعجوبة: وهي أنه يحمل الى الشام، وليست له رائحة، حتى يتوسط نهر الثلج، فإذا توسط النهر فاحت رائحته (المصدر نفسه ، ص 208).
3- جبل من الجنة في الأرض
… لبنان، وهو جبل معمور بالأبدال والسيّاح والمنقطعين إلى الله تعالى عن الخلق، لما فيه من الأشجار والأنهار، وفيه سائر الحشائش، ومنها يرتزق الصالحون.
ومما جاء في فضل لبنان من الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: أحد جبل من جبال الجنة، وطور جبل من جبال الجنة، ولبنان من جبال الجنة.
وعن ابن عباس، رضي الله عنهما: أن البيت أسس على خمسة أحجار: حجر من حراء، وحجر من طور سيناء، وحجر من لبنان، وحجر من ثبير، وحجر من جوديّ.
وفي رواية عوض عن ثبير طور زيتا، وفي رواية: عوض عن ثبير أحد.
عن قتاده قال: ذكر لنا أن قواعد البيت من حراء. وذكر لنا أن البيت بني من خمسة أجبل: من حراء ولبنان والجودي وطور سينا وطور زيتا…
4- سفينة نوح وأقلاعها
وقيل: التنور فار من جبل لبنان (. الهروي، “الإشارات إلى معرفة الزيارات”، نشرته السيدة سورديل، دمشق 1953، ص 10) عين الجرّ موضع معروف بالبقاع، بين بعلبك ودمشق، يقولون أن نوحا عليه السلام، منه ركب السفينة
5- وليّ على صخرة
كان بمكناسة رجل كثير السياحة في طلب الصالحين وزيارتهم. فلم يزل يسيح إلى أن وصل جبل لبنان. فبحث عن ولي من الأولياء ذكر له أنه بالجبل الذكور، إلى أن ظهر له بخيال رجل. فأراد الوصول إليه فلم يقدر لأوعار الجبل. فأشار اليه بثوبه كأنه يقول له: من أين الوصول إليك؟ فأشار له ذلك الولي إلى مكان عيّنه له. فلم يزل يحتال إلى أن وصل إليه، فوجده جالسا على صخرة، وقد عاد من طول العبادة نحيلا كالخيال حتى لصق جلده بعظمه. فكان إذا دخل وقت الصلاة أذّن وأقام وصلّى، فيصلي بصلاته. فإذا فرغ من صلاته قعد على الصخرة إلى وقت الصلاة، فيؤذّن ويقيم ويصلي. ثم أخرج الرجل طعاما من مزوده،فنظر إليه الولي فردّه إلى مزوده ورمى به في حافة من الجبل وقال له: إذا انصرفت عنا احمله معك. فلما كان وقت إفطاره قام إلى كوز فأخرج منه الريحان وغيره من حبوب الشجر التي تنبتها الجبال فأكل منها. ثم قال له ذلك الرجل: أريد ان أقيم معك بهذا الجبل. فقال له الولي: لا تطيق ذلك فٳني دفعت إلى ما ترى وأنا ابن إحدى عشر سنة، ومن تعوّد النساء مثلك لا يصلح لهذا، فارجع الى بلدك واشهد الصلوات في الجماعات وأدّ الفرائض واجتنب المحرمات فإنه خير لك.
فعاد الرجل إلى المغرب وأقام في مكناسة يعمل ما أمره به ذلك الولي إلى أن لحق بالله تعالى (ابن الزيات، “التشوف إلى رجال التصوف”، الرباط 1958، ص 175).