(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
إن لكل أمة من الأمم مقومات ثلاث، هي أسس بقائها، ووجودها وديمومتها، أولها: دينها، وثانيها: أخلاقها وقيمها، وثالثها: تاريخها ولغتها.
وإن أمم الغرب والملل الأخرى قد أغارت على أمتنا في أصولها الثلاث؛ حتى غدت في غربة من دينها، ووحشة من أخلاقها وقيمها، وغدت متنكرة لتاريخها ولغتها، وإن من المسلمين ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا قد ساروا في ركابهم يتلقفون كل ساقطة وكل رذيلة؛ فاتبعوهم في مساوئ الأخلاق وسوء الفعال والخلال حذو القذة بالقذة، كما أخبر الأمين الصادق -عليه الصلاة والسلام-؛ ومن هذه الأمور ما يسمى “كذبة ابريل-نيسان”“.
قال الإمام الماوردي رحمة الله -تعالى- عليه: “إن الكذب أصل كل خلة مذمومة، وهو أصل كل شر؛ لأنه يؤدي كما قال رحمة الله -تعالى- عليه إلى عواقب وخيمة، ويؤدي إلى نتائج وخيمة؛ فالكذب يؤدي إلى النميمة، والنميمة تؤدي إلى البغضاء، والبغضاء ينتج عنها العداوة والبغضاء، فإذا جاءت العداوة فلا أمن ولا راحة“، ولذلك قيل: “من قل صدقه قل صديقه”.
قال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: “يا أيها الناس، إياكم والكذب؛ فإن الكذب مجانب للإيمان”، ولهذا حذرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- من استمراء الكذب واتخاذه ديدنا وعادة؛ لأن الكذب ينتقل إلى اللسان وإلى القلب والجنان؛ ولهذا قال نبينا صلوات ربه وسلامه عليه فيما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: “إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا”.
على الرغم من أنه ليس عطلة قانونية، فإن الكثير من طالبي الإهتمام وجائعي الشهرة يشاركون بيوم كذبة أبريل الذي يتم في كثير من أنحاء العالم باعتباره يوماً مبرراً لإلقاء النكات أو تنفيذ المقالب المضحكة بنشر الكذب والأخلاق المذمومة تحت ذريعة اضحاك الناس
نهاية مأساوية لمقالب كذبة أبريل
- ألعاب الحرب بين لبنان وإسرائيل
لم تكن التوترات بمنطقة الشرق الأوسط خلال الثمانينيات مزحة. ففي عام 1986، اختلق محلل الاستخبارات الإسرائيلية تقريراً كاذباً عن يوم كذبة أبريل أو نيسان، قال فيه إنّ نبيه بري، زعيم حركة أمل اللبنانية، قد أُصيب في محاولة اغتيال.
انتشرت القصة في الإذاعة الإسرائيلية قبل أن يتبيّن أنها خدعة ويضطروا إلى سحب القصة من أجل تجنب الحرج الدولي. وخضع المحلل لمحاكمةٍ عسكرية، بينما تعرّض وزير الدفاع للمساءلة في البرلمان.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
- كذبة تتسبب بانهيار منحدر
في عام 2001، قال منسق موسيقى من برايتون لمستمعيه، إنّ هناك نسخة طبق الأصل من السفينة تيتانيك يمكن رؤيتها قبالة ساحل بيتشي هيد في شرق ساسكس، المنحدر البحري الأعلى في بريطانيا.
وتوافد مئات الأشخاص على الموقع، ليكتشفوا أنّها كانت مجرد مزحة، وتسببت الحشود في صدعٍ يصل إلى مترٍ ونصف بعرض المنحدر، مع مطالبة الشرطة للناس بالمغادرة قبل وقوع كارثة.
وبعدها بيومين فقط انهار جزءٌ من المنحدر إلى البحر، حسب ما نشره موقع History Extra .
- ركان يطيح بإعلامي
تسبب تقريرٌ إخباري عام 1980 في نشر الخوف بين سكان ميلتون بولاية ماساتشوستس، حين حذّر من أنّ تلاً محلياً (غير بركاني) سيثور.
ودعم التقرير ادعاءاته الزائفة بلقطات لجبل سانت هيلين في واشنطن، وهو بركان كان على وشك الانفجار بالفعل، مع تصريحات قديمة للرئيس جيمي كارتر.
وفي نهاية الفقرة ظهرت بطاقة مكتوبٌ عليها “كذبة أبريل”، ولكن بعد فوات الأوان، إذ انهالت المكالمات على الشرطة من المواطنين القلقين، الذين كان العديد منهم على استعداد لمغادرة منازلهم.
وطُرِد المنتج التنفيذي المسؤول عن تلك الفقرة
- سفينة الحمقى
في عام 1972، نشرت صحيفة The Times البريطانية مقالاً عن شركة السفر البريطانية Thomas Cook، احتفالاً بالذكرى المئوية لأول جولة لمؤسسها حول العالم.
وبعد بضع صفحات، سخرت الصحيفة من أن وكيل السفر يعرض رحلةً حول العالم مقابل سعرها في عام 1872: أي 291 دولاراً تقريباً.
وكان الأمر خدعة، لكن الطوابير اصطفت أمام فروع Thomas Cook حول البلاد، بينما فقد المراسل الكذاب وظيفته.
- قاءات مع الكائنات الفضائية
وصل تهديد الكائنات الفضائية إلى منطقة الجفر في الأردن عام 2010، حيث نقلت صحيفةٌ تقريراً مازحاً على الصفحة الرئيسية حول أن جسماً طائراً مجهولاً قد هبط بالقرب من البلدة الصحراوية، مع رصد كائنات فضائية بطول ثلاثة أمتار.
وأثارت التقارير عن تأثر الاتصالات ذعر السكان، بينما خشي الأهالي من إرسال أطفالهم إلى المدرسة، ودرس رئيس البلدية إخلاء البلدة بالكامل
- كتةٌ قاتلة
لم يكن جون أرينز يقصد العواقب المأساوية لمقلبه على الأرجح.
على مقربة من بلدة ناشفيل الأمريكية عام 1896، اعتقد أنّه سيكون من المضحك التنكّر في هيئة متشرد بقناع أبيض لإخافة زوجته.
طرق باب منزله ليحييها ويطلب منها أن تبدأ في طهي العشاء، لكنّها دخلت في حالة إغماء على الفور وماتت في غضون ساعة، بعد زواجٍ لم يدُم سوى عدة أشهر!