ما إن يحل شهر شعبان في حضرموت شرقي اليمن حتى يبدأ الآلاف بالاستعداد لزيارة ما يعتقد أنه “قبر النبي هود” عليه السلام، في أكبر تجمع ديني تشهده حضرموت سنويًّا. ويحرص كثير من أهالي حضرموت، معظمهم من “الصوفية”، لزيارة منطقة هود التي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة سيئون بمسافة تقدر بـ 140 كيلومترًا.
ولمدينة تريم التاريخية الحضور الأكبر في الزيارة، حيث السواد الأعظم من الزوار ينتمون لهذه المدينة وتكون منها انطلاقة وفود الجمال، غير أن الأزمة التي تمر بها البلاد تحولُ دونَ توافدِ كثيرٍ من الأجانب للزيارة، علاوةً على مغادرة كثير من طلاب العلم من مناطق شرق آسيا إلى بلدانهم منذ بدايتها.
ويعدُّ هذا أكبرَ تجمع ديني سنوي في محافظة حضرموت، ويخلو من النساء تمامًا. ويحمل الزائرون الذين يرتدون اللون الأبيض أعلامًا باللون الأخضر والأحمر، ويردّدون أناشيد صوفية في بلد تنتشر فيه الجماعات الوهابية المتشددة التي غالبًا ما ترمي بالكفر كل أصحاب المذاهب الأخرى، بالأخصّ أهل السنة والجماعة ومن بينهم أتباع الصوفية. ويقع القبر عند سفح جبل تغطيه قبة بيضاء اللون. وحضر مروان محرم من محافظة أب شمال اليمن للمشاركة في الموسم هذا العام.
فعاليات متعددة
يوجد ما يعتقدون أنه قبر النبي هود على سفح جبل بطول قرابة 20 مترًا إلى جهة الشرق من بئر “برهوت”، وتغطي القبر قبة بيضاء كبيرة جوار حجرة متصدعة، وللوصول إلى القبر كان لا بد عليك من السير صعودًا باتجاه هضبة وعرة، لكن مؤخرًا تم تمهيد الطريق إليه.
وتذكر كتب التاريخ أن الشيخ الفقيه حكم بن عبد الله باقشير المتوفى سنة (87هـ/879م) قام بعمارة القبر عمارة تامة وبناه بالحجر والنورة، وأقام عليه قبة ومهد محيطه من جهة الغرب، ثم بنى أبو بكر بن محمد بلفقيه قبة ضخمة على جانب الحجرة المتصدعة في نحو نصف القبر عام (1097هـ/1685م)، واستمر التعمير والتجديد حتى العصر الحاضر بحسب ما ذكر المركز الوطني للمعلومات.
وتسبق الزيارة استعدادات مكثفة من خلال المحاضرات التي تحث على الزيارة وترديد ما يسمى بالتهاويد “هود يا نبي الله” في 27 من شهر رجب بعد صلاة العشاء بجانب عدد من المساجد.
وتبدأ طقوس زيارة النبي هود في الثامن من شعبان وتنتهي في الحادي عشر منه، وتتخللها زيارات أو ما يسمى بـ”الدخلات”، إذ لكل بلد غير تريم دخلة واحدة فقط، أما تريم فإن لكل بيت من بيوت العلويين دخلة وزيارة غالبًا، فهناك دخلة آل بلفقيه، ودخلة آل الحدّاد، ودخلة آل شهاب وآل الحبشي.. وغيرها وتقام بنظام خاص.
لا شكَّ أنه لم يثبت أي قبر من قبور الأنبياء سوى قبر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والمنطقة التي أشار إليها رسولنا عندما أخبر الصحابة الكرام بمكان قبر سيدنا إبراهيم عليه السلام. ولكن، لا يمكننا إنكارُ فعلِ أهل اليمن، لأنّه وردَ في نصوص علماء أهل السنة والجماعة استحبابُ زيارة قبر الصالحين والتبرّك بآثارهم والتوسّل بهم إلى الله جلَّ جلالُه، كما نصّت عليه صريح الأحاديث النبوية.
لمشاهدة الفيديو
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website