تعد مقبرة “وادي السلام” بالعراق أكبر مقبرة للمسلمين في العالم، إذ وافقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونيسكو” على إدراجها ضمن لائحة التراث العالمي.
وكانت وزارة الثقافة أعلنت أن “اليونيسكو” وافقت على إدراج مقبرة “وادي السلام” بمحافظة النجف ضمن لائحة التراث العالمي، نظرًا “لأن عمرها تجاوز الألف عام وتضم قبور العديد من الشخصيات التاريخية من مظنّة قبور أنبياء وملوك وعلماء وأولياء وشيوخ عشائر ومثقفين”.
مقبرة “وادي السلام”، التي تضم أكثر من 5 ملايين قبر، وتستقبل 50 ألف جنازة كل عام، من أقدم المقابر الإسلامية، حسب تقديرات الباحثين.
مقبرة تاريخية
وكان وفد من اليونسكو قد زار مدينة النجف بعد مطالبة السلطات العراقية بإدراج مقبرة وادي السلام في لائحة التراث العالمي، والتقى الوفد بالمسؤولين المحليين وتجول في المقبرة والمواقع التاريخية والأثرية في مدينتي النجف والكوفة.
وقال المسؤول المناوب لمنظمة اليونسكو جورج بابا جيانيس في تصريحات صحفية من النجف، إن إدراج مقبرة وادي السلام ضمن لائحة التراث العالمي مسألة تتطلب الكثير من النقاشات والوقت.
وتمتد مقبرة وادي السلام حاليًّا على مساحات شاسعة، وتوجد فيها قبور يُعتقد أنها لأنبياء مثل هود وصالح عليهما السلام، وقبر أثيب اليماني وعضد الدولة البويهي، وقبور لملوك حمدانيين وجلائريين، إضافة إلى شخصيات كثيرة من شيوخ العشائر ورجال الدين والمثقفين.
ويقول عدد من الباحثين في تاريخ العراق إن مقبرة وادي السلام تعد من أقدم المقابر الإسلامية، وإن الإمام عليًّا رضي الله عنه دفن فيها قبل نقل جسده على قول.
ولا تتوفر إحصاءات عن عدد الأشخاص الذين دفنوا في المقبرة، إلا أنها تستقبل الموتى من مختلف أنحاء العراق ومن دول عربية وإسلامية.
وتختلف الطرز المعمارية المستخدمة في تشييد القبور داخلها، لكن غالبيتها تعتمد الطراز الإسلامي، وهناك مساحات خاصة يتم حجزها من قبل الكثير من العوائل لدفن موتاها جيلا بعد جيل.
ويقول الباحث والمؤرخ العراقي حميد المطبعي، إن وادي السلام اسمٌ للوادي الكبير الواقع بالجانب الشمالي الشرقي من مدينة النجف، وهو مقبرة عظيمة جدًا، وربما عُدَّت أكبر مقبرة في العالم أو من أكبر مقابر العالم نظرًا لمساحتها الشاسعة.
وأضاف أن وضع المقبرة على لائحة التراث العالمي موضوع مهم لأنها تشكل وثيقة كبيرة من الوثائق الحجرية التي يستعين بها المؤرخ لتحديد الظروف والأحداث التي تحيط به.