Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
حدثنا عبد الوهاب عن عبد الحميد الثقفي ثنا أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن عقبه بن أوس الثقفي عن عبد الله بن عمرو قال يملك الروم ملك لا يعصونه أو لا يكاد يعصونه شيئا فيسير بهم حتى ينزل بهم أرض كذا وكذا أياما نسيتها.
قال فإنه مكتوب في الباب أن المؤمنين ليمدهم من عدن أبين على قلصاتهم فيسيرون فيقتلون عشرا لا تأكلون إلا في إداواتكم ولا يحجز بينكم إلا الليل لا تكل سيوفهم ولا نشابهم ولا نيازكهم (النيزك: رمح قصير) وأنتم مثل ذلك قال ويجعل الله الدبرة عليهم فيقتلون مقتلة لا يكاد يرى مثلها ولا يرى مثلها حتى أن الطير لتمر بجنباتهم فتموت من نتن ريحهم للشهيد يومئذ كفلان (الكفل بالكسر الحظ والنصيب) على من مضى قبلهم من الشهداء أو للمؤمنين يومئذ كفلان على من مضى قبلهم من المؤمنين وبقيتهم لا تزلزل أبدا وبقيتهم يقاتل الدجال قال محمد ونبئت أن عبد الله بن سلام قال إن أدركني وليس في قوة فاحملوني على سريري حتى تضعوه بين الصفين. قال محمد ونبئت أن كعبا كان يقول لله ذبحين في النصارى مضى أحديهما وبقي الآخر.
حدثنا يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن مسلمة بن عبد الملك أنه بينما هو نازل على القسطنطينية إذ جاءه رجل شاب جيد الكسوة فاره الدابة فقال له أنا طبارس فأكرمه وأدنى مجلسه وقربه ثم أرسل إلى أبي مسلم الرومي وكان مولى لبني مروان سبي من الروم فأسلم وحسن فقهه وإسلامه وحسنت نصيحته للاسلام فقال: يا أبا مسلم إن هذا يزعم أنه طبارس فقال كذب أصلح الله الأمير أنا أعرف الناس بطبارس لو كان بين عشرة آلاف لأخرجته طبارس رجل آدم جسيم أجبه قبيح الأسنان يخرج وهو ابن ستين سنة يرى بالدم شرب الماء يقول إلى متى نترك أكلة الجمل في بلادنا وأرضنا سيروا بنا إلى أكلة الجمل نستبيحهم قال فيسيرون إليه بجمع لم يسيروا بمثله قط حتى ينزلوا عمقا ويبلغ المسلمين مسيره ومنزلة فيستمدون حتى يأتيهم أقاصي اليمن ينصرون الإسلام ويمد هؤلاء النصارى نصارى الجزيرة والشام فيسير المسلمون إليهم فيرفع النصر عنهم وينزل الصبر عليهم ويسلط الحديد بعضه على بعض لا يضر الرجل أن يكون معه سيف لا يجدع الأنف لا يكون مكانه الصمصامة (الصمصامة السيف الماضي وأشهر صمصامة في تاريخ الاسلام صمصامة عمرو بن معدي كرب وقد آلت إلى الخلفاء وباتت من شارات الخلافة العباسية) لا يضعه على شئ إلا أبانه وترجع طائفة من المسلمين يخذلونهم فيذهبون في مهيل من الأرض لا يرون الجنة ولا أهاليهم أبدا وتقتل طائفة وينزل الله نصره على طائفة هم أخير أهل الأرض يومئذ للشهيد منهم أجر سبعين شهيدا على من كان قبله وللباقي كفلان من الأجر فإذا التقوا أخذ الراية رجل فيقتل ثم آخر فيقتل ثم آخر فيقتل حتى يأخذها رجل آدم جعد الشعر أجبه أقنى فيفتح الله له فيقتلهم ويهزمهم ويبيع مالهم وهو معتقل رايته لا يحملها غيره حتى ينتهي إلى الخليج (الخليج هنا: البوسفور) فإذا انتهى إلى الخليج تقدم ليتوضأ منه فيتباعد الماء عنه ثم يدنو فيتباعد الماء منه فإذا رأى ذلك رجع إلى
دابته فأخذها ثم جاز الخليج والماء فرقتان نصف عن يمينه ونصف عن شماله وأشار إلى أصحابه أن أجيزوا فإن الله تعالى قد فرق لكم البحر كما فرقه لبني إسرائيل فجازوا إليه فيأتي عينا عند كنيسة من ذلك الجانب من الخليج.
قال أبو زرعة قد رأيت تلك العين وتوضأت منها عين عذبة فيتوضأ منها ويصلي ركعتين ويقول لأصحابه هذا أمر أذن الله تعالى فيه فكبروه وهللوه واحمدوه فيفعلون فيميل ما بين إثنا عشر برجا منها فتسقط إلى الأرض فيدخلونها فيومئذ يقتل مقاتلتها ويقسم نهبها وتترك خرابا لا تعمر أبدا.
حدثنا أبو عمر صاحب لنا من أهل البصرة ثنا ابن لهيعة عن عبد الوهاب بن حسين عن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحارث الهمداني عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون بين المسلمين وبين الروم هدنة وصلح حتى يقاتلوا معهم عدوا لهم فيقاسمونهم غنائمهم ثم إن الروم يغزون مع المسلمين فارس فيقتلون مقاتلتهم ويسبون ذراريهم فيقول الروم قاسمونا الغنائم كما قاسمناكم فيقاسمونهم الأموال وذراري الشرك فتقول الروم قاسمونا ما أصبتم من ذراريكم فيقولون لا نقاسمكم ذراري المسليمن أبدا فيقولون غدرتم بنا فترجع الروم إلى صاحبهم بالقسطنطينية فيقولون إن العرب غدرت بنا ونحن أكثر منهم عددا وأتم منهم عدة وأشد منهم قوة فأمدنا نقاتلهم فيقول ما كنت لأغدر بهم قد كانت لهم الغلبة في طول الدهر علينا فيأتون صاحب روميه فيخبرونه بذلك فيوجه ثمانين غياية تحت كل غياية إثنا عشر ألفا في البحر ويقول لهم صاحبهم إذا رسيتم بسواحل الشام فأحرقوا المراكب لتقاتلوا عن أنفسكم
فيفعلون ذلك ويأخذون أرض الشام كلها برها وبحرها ما خلا مدينة دمشق والمعنق (كذا والحديث هنا عن العمق قرب حلب وفي معجم البلدان: بلد معنق: بلد بعيد) ويخربون بيت المقدس.
قال فقال ابن مسعود وكم تسع دمشق من المسلمين ؟ قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لتتسعن هذا على من يأتيها من المسلمين كما يتسع الرحم على الولد قال قلت وما المعنق يا نبي الله ؟ قال جبل بأرض الشام من حمص على نهر يقال له الأرنط (نهر العاصي) فتكون ذراري المسلمين في أعلى المعنق والمسلمون على نهر الأرنط والمشركون خلف نهر الأرنط يقاتلونهم صباحا ومساء فإذا أبصر ذلك صاحب القسطنطينية وجه في البر إلى قنسرين (قرب حلب وهي مركز الجند قبل حلب) ستمائة ألف حتى تجيئهم مادة اليمن سبعين ألفا ألف الله قلوبهم بالإيمان معهم أربعون ألفا من حمير حتى يأتوا بيت المقدس فيقاتلون الروم فيهزمونهم ويخرجونهم من جند إلى جند حتى يأتوا قنسرين وتجيئهم مادة الموالي قال قلت وما مادة الموالي يا رسول الله ؟ قال هم عتاقتكم ولا وهو منكم قوم يجيئون من قبل فارس فيقولون تعصبتم يا معشر العرب لا نكون مع أحد من الفريقين أو تجتمع كلمتكم فتقاتل نزار يوما واليمن يوما والموالي يوما فيخرجون الروم إلى العمق وينزل المسلمون على نهر يقال له كذا وكذا يعزى والمشركون على نهر يقال له الرقية وهو النهر الأسود فيقاتلونهم فيرفع الله تعالى نصره عن العسكرين وينزل صبره عليهما حتى يقتل من المسلمين الثلث ويفر ثلث ويبقى الثلث فأما الثلث الذين يقتلون فشهيدهم كشهيد عشرة من شهداء بدر يشفع الواحد من شهداء بدر لسبعين وشهيد الملاحم يشفع لسبعمائة وأما الثلث الذين يفرون فإنهم
يفترقون ثلاثة أثلاث ثلث يلحقون بالروم ويقولون لو كان لله بهذا الدين من حاجة لنصرهم وهم مسلمة العرب بهراء وتنوخ وطئ وسليح وثلث يقولون منازل آبائنا وأجدادنا خير لا تنالنا الروم أبدا مروا بنا إلى البدو وهم الأعراب وثلث يقولون إن كل شئ كاسمه وأرض الشام كاسمها الشؤم فسيروا بنا إلى العراق واليمن والحجاز حيث لا نخاف الروم وأما الثلث الباقي فيمشي بعضهم إلى بعض يقولون الله الله دعوا عنكم العصبية ولتجتمع كلمتكم وقاتلوا عدوكم فإنكم لن تنصروا ما تعصبتم فيجتمعون جميعا ويتبايعون على أن يقاتلوا حتى يلحقوا بإخوانهم الذين قتلوا فإذا أبصر الروم إلى من قد تحول إليهم ومن قتل ورأوا قلة المسلمين قام رومي بين الصفين معه بند في أعلاه صليب فينادي غلب الصليب غلب الصليب فيقوم رجل من المسلمين بين الصفين ومعه بند فينادي بل غلب أنصار الله بل غلب أنصار الله وأولياؤه فيغضب الله تعالى على الذين كفروا من قولهم غلب الصليب فيقول يا جبريل أغث عبادي فينزل جبريل في مائة ألف من الملائكة ويقول يا ميكائيل أغث عبادي فينحدر ميكائيل في مائتي ألف من الملائكة ويقول يا إسرافيل أغث عبادي فينحدر إسرافيل في ثلاثمائة ألف من الملائكة وينزل الله نصره على المؤمنين وينزل بأسه على الكفار فيقتلون ويهزمون ويسير المسلمون في أرض الروم حتى يأتوا عمورية (من أشهر مدن بيزنطة غزاها المعتصم وفتحها) وعلى سورها خلق كثير يقولون ما رأينا شيئا أكثر من الروم كم قتلنا وهزمنا وما أكثرهم في هذه المدينة وعلى سورها فيقولون آمنونا على أن نؤدي إليكم الجزية فيأخذون الأمان لهم ولجميع الروم على أداء الجزية وتجتمع إليهم أطرافهم فيقولون يا معشر العرب إن الدجال قد خالفكم إلى دياركم والخبر باطل فمن كان فيهم منكم فلا يلقين شيئا مما معه فإنه قوة لكم على ما بقي فيخرجون فيجدون الخبر باطلا ويثب الروم على ما بقي في بلادهم من العرب فيقتلونهم حتى لا يبقى بأرض الروم عربي ولا عربية ولا ولد عربي إلا قتل فيبلغ ذلك المسلمين فيرجعون غضبا لله عز وجل فيقتلون مقاتلتهم ويسبون الذراري ويجمعون الأموال لا ينزلون على مدينة ولا حصن فوق ثلاثة أيام حتى يفتح لهم وينزلون على الخليج ويمد الخليج حتى يفيض فيصبح أهل القسطنطينية يقولون الصليب مد لنا بحرنا والمسيح ناصرنا فيصبحون والخليج يابس فتضرب فيه الأخبية ويحسر البحر عن القسطنطينية ويحيط المسلمون بمدينة الكفر ليلة الجمعة بالتحميد والتكبير والتهليل إلى الصباح ليس فيهم نائم ولا جالس فإذا طلع الفجر كبر المسلمون تكبيرة واحدة فيسقط ما بين البرجين فتقول الروم إنما كنا نقاتل العرب فالآن نقاتل ربنا وقد هدم لهم مدينتنا وخربها لهم فيمكثون بأيديهم ويكيلون الذهب بالأترسة ويقتسمون الذراري حتى يبلغ سهم الرجل منهم ثلاثمائة عذراء ويتمتعوا بما في أيديهم ما شاء الله ثم يخرج الدجال حقا ويفتح الله القسطنطينية على يد أقوام هم أولياء الله يرفع الله عنهم الموت والمرض والسقم حتى ينزل عليهم عيسى بن مريم عليه السلام فيقاتلون معه الدجال.
حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطاة بن المنذر قال حدثني تبيع عن كعب قال لا تجري في البحر سفينة بعد فتح رومية أبدا قال كعب وقتال الأعمال جعلت مع الفتن لأن ثلاث قبائل بأسرها تلحق بالكفر براياتهم وتصدع طائفة من الحمراء فتلحق بهم أيضا قال كعب لولا ثلاث لأحببت أن لا أحيا ساعة أولها نهبة الأعراب فإنهم يستنفرون في بعض ما يكون ويحدث من الملاحم فيقولون كما قالوا في بدي الإسلام أول مرة حين استنصروا (شغلنا أموالنا وأهلونا) فأجاب من أجاب وترك من ترك فإذا استنصروا المرة الثانية في زمن الملاحم فأبوا أحل الله بهم الآية التي وعدهم الله تعالى في كتاله (قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون) فهي نهبة الأعراب والخائب من خاب يوم نهبة كلب والثانية لولا أن أشهد الملحمة العظمى فإن الله يحرم على كل حديدة أن تجبن فلو ضرب الرجل يومئذ بسفود (السفود: حديدة ذات شعب معقفة معروف يشوي به اللحم) لقطع والثالثة لولا أن أشهد فتح مدينة الكفر وإن دون فتحها لصغار كبير. قيل لكعب فمن هذه القبائل التي تلحق بالكفر ؟ قال تنوخ وبهراء وكلب وتزيد من قضاعة رجل أولئك الموالي موالي هؤلاء القبائل هم يفعانية الشام يعني مسالمتهم.
حدثنا محمد بن شابور عن النعمان بن المنذر وسويد بن عبد العزيز عن اسحق بن أبي فروة جميعا عن مكحول عن حذيفة بن اليمان وقال محمد بن شابور قال مكحول حدثني غير واحد عن حذيفة يزيد أحدهما على صاحبه في الحديث قال حذيفة فتح لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتح لم يفتح له مثله منذ بعثه الله تعالى فقلت له يهنيك الفتح يا رسول الله قد وضعت الحرب أوزارها فقال هيهات هيهات والذي نفسي بيده إن دونها يا حذيفة لخصالا ستا أولهن موتي قال قلت إنا لله وإنا إليه راجعون ثم يفتح بيت المقدس ثم يكون بعد ذلك فتنة تقتتل فئتان عظيمتان يكثر فيهما القتل ويكثر فيهما الهرج دعوتهما واحدة ثم يسلط عليكم موت فيقتلكم قعصا كما تموت الغنم ثم يكثر المال فيفيض حتى يدعى الرجل إلى مائة دينار فيستنكف أن يأخذها ثم ينشأ لبني الأصفر غلام من أولاد ملوكهم قلت ومن بني الأصفر يارسول الله ؟ قال الروم فيشب في اليوم الواحد كما يشب الصبي في الشهر ويشب في الشهر كما يشب الصبي في السنة فإذا بلغ أحبوه واتبعوه ما لم يحبوا ملكا قبله ثم يقوم بين ظهرانهم فيقول إلى متى نترك هذه العصابة من العرب لا يزالون يصيبون منكم طرفا ونحن أكثر منهم عددا وعدة في البر والبحر إلى متى يكون هذا فأشيروا علي بما ترون فيقوم أشرافهم فيخطبون بين أظهرهم ويقولون نعم ما رأيت والأمر أمرك فيقول والذي يقسم به لا ندعهم حتى نهلكهم فيكتب إلى جزائر الروم فيرمونه بثمانين غياية تحت كل غياية إثنا عشر ألف مقاتل والغياية الراية فيجتمعون عنده سبعمائة ألف وستمائة مقاتل ويكتب إلى كل جزيرة فيبعثون بثلاثمائة سفينة فيركب هو في سفينة منها ومقاتلته بحده وحديده وما كان حتى يرمى بها ما بين أنطاكية إلى العريش فيبعث الخليفة يومئذ الخيول بالعدد والعدة وما لا يحصى فيقوم فيهم خطيب فيقول كيف ترون أشيروا علي برأيكم فإني أرى أمرا عظيما وإني أعلم أن الله تعالى منجز وعده ومظهر ديننا على كل دين ولكن هذا بلاء عظيم فإني قد رأيت من الرأي أن أخرج ومن معي إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبعث إلى اليمن والعرب حيث كانوا وإلى الأعاريب فإن الله ناصر من نصره ولا يضرنا أن نخلي لهم بهذه الأرض حتى تروا الذي يتهيأ لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخرجون حتى ينزلوا مدينتي هذه واسمها طيبة وهي مساكن المسلمين فينزلون ثم يكتبون إلى من كان عندهم من العرب حيث بلغ كتابهم فيجيبونهم حتى تضيق بهم المدينة ثم يخرجون مجتمعين مجردين قد بايعوا إمامهم على الموت فيفتح الله لهم فيكسرون أغماد سيوفهم ثم يمرون مجردين فيقول صاحب الروم إن القوم قد استماتوا لهذه الأرض وقد أقبلوا إليكم وهم لا يرجون حياة فإني كاتب إليهم أن يبعثوا إلي بمن عندهم من العجم ونخلي لهم أرضهم هذه فإن لنا عنها غنى فإن فعلوا فعلنا وإن أبوا قاتلناهم حتى يقضي الله بيننا وبينهم فإذا بلغ أمرهم والي المسلمين يومئذ قال لهم من كان عندنا من العجم أراد أن يسير إلى الروم فليفعل فيقوم خطيب من الموالي فيقول معاذ الله أن نبتغي بالإسلام دينا وبدلا فيبايعون على الموت كما بايع قبلهم من المسلمين ثم يسيرون مجتمعين فإذا رأوهم أعداء الله طمعوا واحردوا وجهدوا ثم يسل المسلمون سيوفهم ويكسروا أغمادها ويغضب الجبار على أعدائه فيقتل المسلمون منهم حتى يبلغ الدم ثنن الخيل ثم يسير من بقي منهم بريح طيبة يوما وليلة حتى يظنوا أنهم عجزوا فيبعث الله عليهم ريحا عاصفا فتردهم إلى المكان الذي منه خرجوا فيقتلهم بأيدي المهاجرين فلا يفلت أحد ولا مخبر فعند ذلك يا حذيفة تضع الحرب أوزارها فيعيشون في ذلك ما شاء الله ثم يأتيهم من قبل المشرق خبر الدجال أنه قد خرج فينا
أخبرنا الشيخ أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قال أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني حدثنا أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي سنة ثمانين ومائتين ثنا نعيم بن حماد ثنا الوليد عن الأوزاعي عن كعب قال يكون إمام المسلمين في بيت المقدس فيبعث إلى مصر وأهل العراق يستمدهم ولا يمدونه ويمر بريده بمدينة حمص فيجد عجمها قد أغلقوا على من فيها من ذراري المسلمين فيعظمه ذلك فيسير بمن حضره من المسلمين حتى يلقاهم بسهلة عكا فيقاتلهم فيهزمهم الله ويطلبهم المسلمون حتى يلحقونهم ببلادهم ويسير إلى حمص فيفتحها الله على يديه.
قال الأوزاعي فأخبرنا حسان بن عطية قال تنزل الروم بسهل عكا وتغلب على فلسطين وبطن الأردن وبيت المقدس ولا يجيزون عقبة أفيق أربعين يوما ثم يسير إليهم إمام المسلمين فيحوزونهم إلى مرج عكا فيقتتلون بها حتى يبلغ الدم ثنن الخيل فيهزمهم الله ويقتلونهم إلا عصبة يسيرون إلى جبل لبنان ثم إلى جبل بأرض الروم.
قال الوليد أخبرني سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال ليمخرن الروم الشام أربعين صباحا لا تمتنع منها إلا دمشق وأعالي البلقاء.
وحدثنا نعيم قال: ثنا الوليد عن عبد الله بن العلاء بن زبر سمع أبا الأعبس وعبد الرحمن بن سليمان قال يغلب ملك من ملوك الروم على الشام كله إلا دمشق وعمان ثم ينهزم وتبنى قيسارية أرض الروم فتصير جند من أجناد أهل الشام ثم تظهر نار من عدن أبين.
حدثنا نعيم ثنا الوليد عن معاوية بن يحيى عن أرطاة بن المنذر عن حكيم بن عمير عن تيبع قال ثم يبعث الروم يسألونكم الصلح فتصالحونهم فيومئذ تقطع المرأة الدرب إلى الشام آمنة وتبنى مدينة قيسارية التي بأرض الروم وفي ذلك الصلح تعرك الكوفة عرك الأديم وذلك لتركهم أن يمدوا المسلمين فالله أعلم أكان مع خذلانهم حدث آخر يستحل غزوهم فيه وتستمدون الروم عليهم فيمدونكم عبد فتنصرفون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيقول قائل النصارى بصليبنا غلبتم فأعطونا حظنا من الغنيمة والنساء والذرية فيأبون أن يعطونهم من النساء والذرية فيقتتلون ثم ينصرفون فيجتمعون للملحمة.
وحدثنا نعيم ثنا الوليد عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن ذي مخبر بن أخي النجاشي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزو أنتم وهم عدوا من ورائهم).
حدثنا نعيم ثنا الوليد عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن أبي فراس عن عبد الله بن عمرو قال تغزون القسطنطينية ثلاث غزوات الأولى يصيبكم فيها بلاء والثانية تكون بينكم وبينهم صلحا حتى تبنوا في مدينتهم مسجدا وتعزون أنتم وهم عدوا من وراء
القسطنطينية ثم ترجعون ثم تغزونها الثالثة فيفتحها الله عليكم.
وحدثنا نعيم ثنا الوليد عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن ذي مخبر سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول (فتنصرفون وقد نصرتم وغنمتم فينزلون بمرج ذي تلول فيقول قائلهم غلب الصليب ويقول مسلم بل الله غلب فيتداولونها ساعة فيثب المسلم إلى صليبهم وهو من غير بعيد فيدقه ويثورون إليه فيقتلونه فيثور المسلمون إلى سلاحهم فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين بالشهادة فيأتون ملكهم فيقولون كفيناك حد العرب فيغدرون فيجمعون للملحمة).
حدثنا نعيم ثنا الوليد عن يزيد بن سعيد العنسي عن مدلج بن المقدام العذري عن كعب قال فتغدر الروم بمن كان فيها فتجتمع وتأتي بجيش في البحر من رومية عليهم صاحب لهم يقال له الجمل أحد أبويه جنية أو قال شيطان فيسير بسفنه حتى ينزل ديرا يقال له عمقا في عكا.
حدثنا نعيم ثنا محمد بن حمير عن أرطاة بن المنذر قال إذا ابتنيت مدينة على ستة أميال من دمشق فتحزموا للملاحم.
حدثنا نعيم ثنا الوليد عن عثمان بن أبي العاتكة عن كعب قال يخرج في ستة آلاف سفينة ثم يأمر بالسفن فتحرق.
حدثنا نعيم قال حدثنا الوليد عن ابن لهيعة عن حجاج بن شداد عن أبي صالح الغفاري عن أبي هريرة رضى الله عنه قال تحرق حتى تضئ أعناق الإبل ليلا بجشم جذام من نارهم.
حدثنا نعيم قال حدثنا حماد عن عبد الله بن العلاء سمع نمر بن أوس يذكر عن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه أنه قال لقومه بالشام يا معشر الأشعريين إياكم والمزارع والدور فإنه يوشك ألا تلاؤمكم وعليكم بالمعز الشقر والخيل وطول الرماح.
حدثنا نعيم ثنا الوليد عن شيخ عن ابن شهاب قال يوشك أزارق رومية أن تخرج أمة محمد صلى الله عليه وسلم من منابت القمح.
حدثنا نعيم ثنا الوليد عن بطريق بن يزيد الكلبي عن عمه قال قال لي عروة بن الزبير ورأسه ولحيته يومئذ كالثغامة (الثغامة شجرة بيضاء الزهر والثمر ومن المجاز: أثغم رأس الرجل إذا ابيض) يا أخا أهل الشام ليخرجنكم الروم من شامكم ولتقفن فوارس من الروم على هذا الجبل وهو يومئذ على جبل سلع (2) فليسس أهل المدينة ثم ينزل الله نصره عليهم.
وحدثنا نعيم قال: ثنا الوليد عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن كعب قال يحضر الملحمة الكبرى اثنا عشر ملكا من ملوك الاعاجم أصغرهم ملكا وأقلهم جنودا صاحب الروم ولله تعالى في اليمن كنزان جاء بأحدهما يوم اليرموك كانت الأزد يومئذ ثلث الناس ويجئ بالآخر يوم الملحمة العظمى سبعون ألفا حمائل سيوفهم المسد (أي حبل من ليف).
حدثنا الوليد عن ابن لهيعة عن الحارث بن عبيدة عن عبد الرحمن بن سلمان عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال إذا عبد صنم الخاصة ظهرت الروم على الشام فيومئذ يبعثون إلى أهل قرظ (في قلب المدينة المنورة) يستمدونهم فيأتون على قلصاتهم قرظ يعني أهل الحجاز أو قال الوليد اليمن. قال نعيم أشك فيه.
حدثنا الوليد عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن أبي محمد الجنبي عن عبد الله بن عمرو قال ليأتين مددا من الجند وما قصي بينهم.
حدثنا نعيم قال: ثنا الوليد وبقية عن صفوان بن عمرو عن فرج بن محمد عن كعب في قوله تعالى (ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد) قال الروم يوم الملحمة.
قال كعب قد استفز الله الأعراب في بدء الإسلام فقالت (شغلتنا أموالنا وأهلونا) (2) فقال (ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد) يوم الملحمة فيقولون كما قالوا في بدء الإسلام (شغلتنا أموالنا وأهلونا) فتحل بهم الآية (يعذبكم عذابا أليما) فحدثت عبد الرحمن بن يزيد يومئذ فقال صدق.
قال بقية في حديثه ولولا أن أشهد فتح مدينة الكفر ما أحببت أن أحيا فإن الله تعالى محرم يومئذ على كل حديدة أن تجبن.
قال وقال صفوان حدثنا مشيختنا أن من الأعراب من يرتد يومئذ كافرا ومنهم من يول على نصرة الإسلام وعسكرهم شاكا فإذا فتح للمسلمين يومئذ بعثوها من غارة على ما ترك الفئة الكافرة المرتدة والفئة الشاكة الخاذلة فالخائب من خاب من غنيمتهم يومئذ.
حدثنا نعيم ثنا عبد الوهاب عن أيوب عن محمد بن سيرين عن عبد الله بن مسعود قال يكون عند ذلك القتال ردة شديدة.
قال محمد وأخبرنا عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو قال يظهر الله الطائفة التي تظهر فيرغب فيهم من يليهم من عدوهم فيتقحم رجال في الكفر تقحما.
قال محمد لا أعلم الردة عن الإسلام والتقحم في الكفر إلا واحدا.
حدثنا نعيم ثنا الوليد عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد الحضرمي عن أبي محمد الجنبي سمع عبد الله بن عمرو يقول ليلحقن قبائل من العرب بالروم بأسرها قلت وما أسرها ؟ فقال رعاتها وكلابها فقال إن شاء الله يا أبا محمد فقام مغضبا فقال قد شاء الله وكتبه.
حدثنا نعيم ثنا الوليد عن ابن عياش عن اسحق بن أبي فروة عن يوسف بن سليمان
عن عبد الرحمن بن سنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول (يكفر ثلث ويرجع ثلث شاكا فيخسف
بهم).
حدثنا نعيم ثنا الوليد بن مسلم عن الوليد بن سليمان بن أبي السائب سمع القاسم أبا عبد الرحمن يقول الفئة الخاذلة للمسلمين بعمق عكا وأنطاكية ينخرق لهم من الأرض خرقا يدخلون فيه لا يرون الجنة ولا يرجعون إلى أهليهم أبدا.
حدثنا نعيم ثنا الوليد ثنا ابن لهيعة عن الحارث بن عبيدة عن أبي الأعيس عبد الرحمن بن سلمان عن عبد الله بن عمرو قال ينهزم ثلث فأولئك شر البرية عند الله عز وجل.
حدثنا نعيم ثنا الوليد عن أبي عبد الله مولى بني أمية عن الوليد بن هشام المعيطي عن أبان بن الوليد المعيطي سمع ابن عباس يحدث معاوية وسأله عن الزمان فأخبره أنه يلي رجل منهم في آخر الزمان أربعين سنة تكون الملاحم لسبع سنين بقين من خلافته فيموت بالأعماق غما ثم يليها رجل ذو شامتين فعلى يديه يكون الفتح يومئذ.
حدثنا نعيم ثنا الوليد عن صفوان أن كعبا قال فيقتل خليفة المسلمين يومئذ في ألف وأربعمائة كلهم أمير وصاحب لواء فلم يصاب المسلمون يومئذ بعد مصيبتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم بمثلها.
حدثنا نعيم ثنا الوليد عن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه ذكر عنده إثنا عشر خليفة ثم الأمير فقال والله إن منا بعد ذلك السفاح والمنصور والمهدي يدفعها إلى عيسى بن مريم عليه السلام.
حدثنا نعيم ثنا الوليد عن كلثوم بن زياد عن سليمان بن حبيب المحاربي عن كعب قال يقتتلون بالأعماق قتالا شديدا فيرفع النصر ويفرغ الصبر ويسلط الحديد بعضه على بعض حتى تركض الخيل في الدم إلى ثننها ثلاثة أيام متوالية ولا يحجز بينهم إلا الليل حتى يقوم فيقول عمائر من الناس يعني طوائف ما كان الإسلام إلا إلى أجل ومنتهى وقد بلغ أجله ومنتهاه فألحقوا بمولد آبائنا فيلحقون بالكفر ويبقى أبنائنا المهاجرين فيقول رجل
منهم يا هؤلاء ألا ترون إلى ما صنع هؤلاء قوموا بنا نلحق بالله فما يتبعه أحد فيمشي إليهم حتى يأتيهم فينشلونه بنيازكهم حتى إن دماءه لتبل أدرعهم فيهزمهم الله.
قال الوليد فحدثني عثمان بن أبي العاتكة عن كعب مثله قال كعب فذلك أكر
شهيد كان في الإسلام إلا حمزة بن عبد المطلب فتقول الملائكة ربنا ألا تأذن لنا بنصرة عبادك ؟ فيقول أنا أولى بنصرتهم يومئذ يطعن برمحه ويضرب بسيفه وسيفه أمره فيهزمهم الله تعالى ويمنحهم فيدوسونهم كما يداس المعصرة فلا يكون للروم بعدها جماعة ولا ملك.
حدثنا نعيم ثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرطاة قال إذا ظهر صاحب الأدهم بالأسكندرية وأرض مصر لحقت العرب بيثرب والحجاز وتجلى من الشام وتلحق كل قبيل بأهلها ويبعث الله إليهم جيشا فإذا انتهوا بين الجزيرتين نادى مناديهم ليخرج إلينا كل صريح أو دخيل كان منا في المسلمين فتغضب الموالي فيبايعون رجلا يسمى صالح بن عبد الله بن قيس بن يسار فيخرج بهم فيلقى جيش الروم فيقتلهم ويقع الموت في الروم وهم يومئذ ببيت المقدس وقد استولوا عليها فيموتون موت الجراد ويموت صاحب الأدهم وينزل صالح بالموالي بأرض سورية ويدخل عمورية وقد نزله وينزل قمولية ويفتح بزنطية وتكون أصوات جيشه فيها بالتوحيد عالية ويقسم أموالها بينهم بالآنية ويظهر على رومية ويستخرج منها باب صهيون وتابوت من جزع فيه قرط حواء وكفوته آدم يعني كساءه وحلة هارون عليهم السلام فبيناهم كذلك إذ أتاه خبر وهو باطل فيرجع.
قال جراح عن أرطاة فالملحمة عمرو الأولى في قول دانيال تكون بالأسكندرية يخرجون بسفنهم فيستغيث أهل مصر بأهل الشام فيلتقون فيقتتلون قتالا شديدا فيهزم المسلمون الروم بعد جهد شديد ثم يقيمون عليها ويجمعون جمعا عظيما ثم يقبلون فينزلون يافا فلسطين عشرة أميال ويعتصم أهله بذراريهم في الجبال فيلقاهم المسلمون فيظفرون بهم ويقتلون ملكهم.
والملحمة الثانية يجمعون بعد هزيمتهم جمعا أعظم من جمعهم الأول ثم يقبلون فينزلون عكا وقد هلك ملكهم ابن المقتول فيلتقي المسلمون بعكا ويحبس النصر عن المسلمين أربعين يوما ويستغيث أهل الشام بأهل الأمصار فيبطون عن نصرهم فلا يبقى يومئذ مشرك حر ولا عبد من النصرانية إلا أمد الروم فيفر ثلث أهل الشام ويقتل الثلث ثم ينصر الله البقية فيهزمون الروم هزيمة لم يسمع بمثلها ويقتلون ملكهم.
والملحمة الثالثة يرجع من رجع منهم في البحر وينضم إليهم من كان فر منهم في البر ويملكون ابن ملكهم المقتول صغير لم يحتلم وتقذف له مودة في قلوبهم فيقبل بما لم يقبل به ملكاهم الأولان من العدد فينزلون عمق أنطاكية ويجتمع المسلمون فينزلون بإزائهم فيقتتلون شهرين ثم ينزل الله نصره على المسلمين فيهزمون الروم ويقتلون فيهم وهم هاربون طالعون في الدرب ثم يأتيهم مدد لهم فيقفون وئيدأ من المسلمين فتكر عليهم كرة فيقتلونهم وملكهم وتنهزم بقيتهم فيطلبهم المهاجرون فيقتلونهم قتلا ذريعا فحينئذ يبطل الصليب وينطلق الروم إلى أمم من ورائهم من الأندلس فيقتلون بهم حتى ينزلوا الدروب فيتميز المهاجرون نصفين فيسير نصف في البر نحو الدرب والنصف الآخر يركبون في البحر فيلتقي المهاجرون الذين في البر من في الدرب من عدوهم فيظفرهم الله بعدوهم فيهزمهم هزيمة أعظم من الهزائم الأولى ويوجهون البشير إلى إخوانهم في البحر إن موعدكم المدينة فيسيرهم الله أحسن سيرة حتى ينزلوا على المدينة فيقتحمونها ويخربونها ثم يكون بعد ذلك أندلس وأمم فيجتمعون فيأتون الشام فيلقاهم المسلمون فيهزمهم الله عز وجل.
حدثنا نعيم ثنا الحكم بن نافع عن من حدثه عن كعب قال يدخل الروم بيت المقدس سبعون صليبا حتى يهدموه ولا تزال طاعة معمول بها ما كانت الخلافة في أرض القدس والشام وأول السواحل يغضب الله عليه فيخسف به الصارفية (هي الصفور في فلسطين حيث تبعد عن نابلس 7 كم إلى الشمال الغربي منها) وقيسارية وبيروت ويملك الروم والشام أربعين يوما من شاطئ البحر إلى الأردن وبيسان ثم تكون الغلبة للمسلمين عليهم يصالحونها حتى يجري سلطانهم عليهم وتأمن الأرض كلها (سبع تسع).
قال كعب يخلع أهل العراق الطاعة ويقتلون أميرهم من أهل الشام فيغزوهم أهل الشام ويستمدون عليهم الروم وقد صالحوا الروم قبل أن يستمدوهم فيمدوهم بعشرة آلاف حتى يبلغوا الفرات فيلتقون فيكون الظفر لأهل الشام عليهم ثم يدخلون الكوفة فيسبون أهلها ثم يقول الروم للشاميين أشركونا فيما أصبتم من السبي فيقولون أما ما كان من المسلمين فلا سبيل إليه ونقاسمكم الأموال فيقول الروم إنما غلبتموهم بالصليب ويقول المسلمون بل بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم غلبناهم فيتداولونه بينهم فتغضب الروم فيقوم إلى صليبهم رجل من المسلمين فيكسره فيفترقون ويحوز الروم إلى نهر يحول بينهم وبينهم وتنقض الروم صلحها ويقتلون من بالقسطنطينة من المسلمين ثم يخرج الروم في ساحل حمص فيخرج أهل حمص إليهم فيغلق الأعاجم أبواب مدينة حمص عليهم وينزل ملك الروم فحمايا لا يجاوز القنطرة التي دون دير بهراء فتقول الروم للمسليمن خلوا لنا حمصا فإنها منزل آبائنا فيقتتلون حتى يبلغ الدم الأحجار السبع الأواسط منها الأبارص ثم يهزمون الروم ويرجع المسلمون إلى حمص ويربطون خيولهم بالزيتون وينصبون المجانيق عليها ويهدمون كنيسة دير مسحل وتفتح حمص للمسلمين برجل من اليهود من بابها الغربي الأيمن أو من الباب المغلق الذي بين باب دمشق وباب اليهود فيدخلها المهاجرون وتهرب طائفة من أنصارها إلى دير بني أسد فيقتلهم المسلمون ومن بها من الأعاجم ويخربوا ثلثها ويحرقوا ثلثها ويغرقوا ثلثها ولا تزال الشام عامرة ما عمرت حمص.
حدثنا نعيم ثنا أبو المغيرة عن أبي بكر بن أبي مريم سمع الأشياخ يقولون ستفجر عين بتل ذي مين يكثر ماؤها فيغرق حمص أو جلها وهي شرقي حمص على عشرة أميال.
وحدثنا نعيم ثنا أبو المغيرة عن أرطاة عن أبي عامر الألهاني قال كنت في قرية فجاءني الحارث بن أبي أنعم حين انتصف النهار واشتدت الظهيرة فقلت يا عم ما جاء بك هذا الحين ؟ قال استقرأت هذا الوادي الذي يمر على باب اليهود ثم إنه خفي علي مذهبه حتى خالط تلك الحقول فهل في قريتك هذه رجل له قدم وسن ؟ قلت نعم هاهنا شيخ كبير ما يخرج من الكبر فانطلقنا إليه فسأله الحارث عن ذلك الخليج فقال الشيخ سمعت أبي يقول إن ماءه كان ظاهرا لا تشرب منه حامل إلا ألقت ما في بطنها ولا ينال شجرة إلا تناثر ورقها فأهم الناس ذلك فالتمسوا له فجاء رجل فجعلوا به جعلا فدعاهم بلبنة من رصاص وشحم وزفت وصوف ثم انطلقوا إلى سربل (1) فصنع ما صنع فخفي ذلك الماء.
قال أبو عامر فلما خرجنا قال سمعت بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنه واد من أودية جهنم وإن حمص يغرق نصفها منه والنصف الآخر يصيبه حريق.
حدثنا نعيم ثنا الحكم بن نافع قال أخبرني الذي حدثني عن كعب في حديثه ثم تستمد الروم بالأمم الثانية فتجيش عليهم الألسنة المختلفة وتجتمع إليهم أهل رومية والقسطنطينية وأرمينية حتى الرعاة والحراثون يغضبون لملك الروم فيقبل بأمم كثيرة سوى الروم ملوك عشرة يبلغ جميعهم مائة ألف وثمانين ألفا وتنزوي العرب بعضها إلى بعض من أقطار الأرض ويجتمع الجناحان مصر والعراق بالشام وهي الرأس ويقبل ملك الروم على منبر محمول على بغلين فيوجهون جيوشهم فيجولون الشام كلها غير دمشق فيسير إليهم المسلمون على أقدامهم فيلتقون في عمق كذا وكذا أربع مواطن فيسير الجمعان على نهر ماؤه بارد في الصيف حار في الشتاء فيغور ماؤه ويكثر يومئذ فينزل المهاجرون أدناه والروم أقصاه ويربطون خيولهم بالشجر الذي عند رحالهم ويستعدوا للقتال حتى يصيروا في أرض قنسرين فيكون منزلهم ما بين حمص وأنطاكية والعرب فيما بين بصرى ودمشق وما وراءهما فلا يبقى الروم خشبا ولا حطبا ولا شجرا إلا أوقدوه فيلتقي الجمعان عند نهير فيما بين حلب وقنسرين ثم يصيرون إلى عمق من الأرض فيه عظم قتالهم فمن حضر ذلك اليوم فليكن في الزحف الأول فإن لم يستطع ففي الثاني أو الثالث أو الرابع أو الآخر فإن لم يطق فليلزم فسطاط الجماعة لا يفارقها فإن يد الله تعالى عليهم ومن هرب يومئذ لم يرح ريح الجنة فتقول الروم للمسلمين خلوا لنا أرضنا وردوا إلينا كل أحمر وهجين منكم وأبناء السراري فيقول المسلمون من شاء لحق منكم ومن شاء دفع عن دينه ونفسه فيغضب بنو هجن والسراري والحمراء فيعقدون لرجل من الحمراء راية وهو السلطان الذي وعد إبراهيم واسحق أن يعطوا في آخر الزمان فيبايعونه ثم يقاتلون وحدهم الروم فينصرون على الروم وينحاز هجرة العرب إلى الروم ومنافقوهم حين يرون نصرة الموالي على الروم وتهرب قبائل بأسرها جلها من قضاعة وناس من الحمراء حتى يركزوا راياتهم فيهم ثم تنادي الرفاق بالتميز فإذا لحق بهم من لحق نادوا غلب الصليب فخير العرب يومئذ اليمانيون المهاجرون وحمير وألهان وقيس أولئك خير الناس يومئذ فقيس يومئذ تقتل ولا تقتل وجديس مثلها والأزد يقتلون ويقتلون ويومئذ يفترق جيش المسملين أربع فرق فرقة تستشهد وفرقة تصبر وفرقة تغزو وفرقة تلحق بعدوها وقال وتشد الروم على العرب شدة فيقبل خليفتهم القرشي اليماني الصالح في ثلاثة آلاف فيؤمرون عليهم أميرا ومعه سبعون أميرا كلهم صالح صاحب راية فالمقتول والصابر يومئذ في الأجر سواء ثم يسلط الله على الروم ريحا وطيرا تضرب وجوههم بأجنحتها فتفقأ أعينهم وتتصدع بهم الأرض فيتلجلجوا في مهوى بعد صواعق ورواجف تصيبهم ويؤيد الله الصابرين ويوجب لهم الأجر كما أوجب لأصحاب محمد صلى الله عليه وس انقطاعا فيقول أتاكم الخلق ولا مدد لكم إلا الله فموتوا وأميتوا فيبايعون رجلا منهم بيعة خلافة فيأمرهم فيصلون الصبح فينظر الله تعالى إليهم فينزل عليهم النصر فيقول لم يبق إلا أنا وملائكتي وعبادي المهاجرون اليوم مأدبة الطير والوحش لأطمعنها لحوم الروم وأنصارها ولأسقينها دماءها فيفتح ربك خزانة سلاحه التي في السماء الرابعة وسلاحه العز والجبروت فينزل عليهم الملائكة ويقذف المسلمون قسيهم ويدقوا أغماد سيوفهم ويصلتوها: عليهم ويوجهوا أسنة رماحهم إليهم ويبسط ربك يده إلى سلاح الكفار فيضمه فلا يقطع فيغل أيديهم إلى أعناقهم ويسلط أسلحة الموحدين عليهم فلو ضرب مؤمن يومئذ بوتد لقطع ويهبط جبريل وميكائيل فيدفعونهم بمن معهم من الملائكة فيهزمهم الله فيسوقونهم كالغنم حتى ينتهوا بهم إلى ملوكهم فيخر ملوكهم من الرعب لوجوههم وتنزع أتوجتهم عن رؤوسهم فيطؤونهم بالخيل والأقدام حتى يقلتونهم حتى يبلغ دماؤهم ثنن الخيل فلا تنشفه الأرض وكل دم يبلغ ثنن الخيل فهي ملحمة وهو ذبح فذلك انقطاع ملك الروم ويبعث الله تعالى ملائكة إلى ملاء جزائرها يخبرونهم بقتل الروم.
حدثنا نعيم قال: ثنا أبو المغيرة عن ابن عياش عن مالك بن عبد الله الكلاعي عن عثمان بن معدان القرشي عن عمران بن سليم الكلاعي قال ما عدت امرأة في ربعتها بأفضل لها من ميضأة ونعلين ويل للمسمنات وطوبى للفقراء ألبسوا نساءكم الخفاف المنعلة وعلموهن المشي في بيوتهن فإنه يوشك بهن أن يحوجن إلى ذلك.
حدثنا نعيم قال ثنا بقية بن الوليد عن أبي بكر بن عبد الله عن أبي الزاهرية قال ينتهي الروم إلى دير بهراء فعند ذلك يكون الحلفة لا تجاوزها إلى حمص ثم يرجع إليهم المسلمون فيهزمونهم.
قال أبو بكر وأخبرني عمرو بن قيس عن أبي بحرية قال ليسيرن الروم حتى ينزلوا دير بهراء وحتى يضع ملكهم صليبه وبنوده على هذه التل تل فحمايا فيكون أول هلاكهم على يدي رجل من أنطاكية يدعو الناس فينتدب معه رجال من المسلمين فهو أول من يحمل عليهم فيهزمهم الله تعالى.
حدثنا نعيم ثنا أبو المغيرة عن ابن عياش قال سمعت مشايخنا يقولون إذا كان ذلك فاثبتوا في منازلكم يا أهل حمص فإن هلاكهم عند تل فحمايا لا يصلون إليكم فمن ثبت نجا ومن سار إلى دمشق هلك عطشا. حدثنا نعيم ثنا عبد الله بن مروان وأبو أيوب وأبو المغيرة وأبو حيوة شريح بن يزيد الحضرمي عن أرطاة عن أبي عامر الألهاني قال خرجت مع تبيع من باب الرستن فقال يا أبا عامر إذا نسفت هاتان المزبلتان فأخرج أهلك من حمص قلت أرأيت إن لم أفعل ؟ قال فإذا دخلت أنطرسوس فقتل تحت الكرمة ثلاثمائة شهيد فأخرج أهلك من حمص قلت أرأيت إن لم أفعل ؟ قال فإذا خرج رأس الجمل في القطع فغرقها بين يافا والأقرع فأخرج أهلك من حمص قال قلت أرأيت إن لم أفعل ؟ قال إذا يصيبك ما يصيب أهل حمص قلت وما يصيبهم ؟ قال عند ذلك تكون أعلاقها قال ثم مشى حتى أتينا دير مسحل قال يا أبا عامر هل ترى هذا الخشب هي مجانيق المسلمين يومئذ قال قلت كم بين دخول أنطرسوس وبين خروج رأس الجمل ؟ قال لا يحل لها أن تكمل ثلاث سنين هذه الملحمة الأولى.
حدثنا نعيم ثنا بقية بن الوليد وعبد القدوس وأيوب عن صفوان بن عمرو عن أبي الصلت جد عيسى بن المعتمر وشريح بن عبيد سمع كعبا يقول لقيت أبا ذر وهو يمشي من مجلس أبي عرباض وهو يبكي فقال له كعب ماذا يبكيك يا أبا ذر ؟ قال أبكي على ديني فقال له كعب اليوم تبكي وإنما فارقت رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ قريب والناس بخير والإسلام جديد حتى خرج من باب اليهود ثم قام على المزبلة فقال يا أبا ذر ليأتين على أهل هذه المدينة يوما يأتيتهم فزع من نحو ساحلهم فيسيرون إليهم فيلقوهم في عقبة سليمان فيقاتلونهم فيهزمهم الله فيقتلونهم في أوديتها وشعابها فإنهم لعلى ذلك حتى يأتيهم خبر من ورائهم إن أهلها قد أغلقوها على من كان فيها من ذراري المهاجرين فينصرفون إليها فيرابطونها حتى يفتح الله عليهم فلو يعلم أهل هذه المدينة مالهم في الكنيسة التي في دير مسحل من المنفعة يومئذ لعادوها بالدهن يدهنون خشبها فإذا فتحها الله عليهم لم يبقوا فيها على ذي سفر إلا قتلوه حتى يقتل الرجل من المهاجرين الرجل من النصارى وإن كان قد نازعه ثدي أمه وحتى تخرج قناة من حمص التي ينصب فيها الماء دما ما يكاد يخالطه شئ.
حدثنا نعيم ثنا أبو المغيرة عن صفوان قال حدثنا بعض مشايخنا قال جاءنا رجل وأنا نازل عند ختن لي بعرقة (بلدة في شرقي طرابلس بينهما أربعة فراسخ) فقال هل من منزل الليلة فأنزلوه فإذا برجل خليق للخير حين تنظر إليه كأنه يلتمس العلم فقال هل لكم علم بسوسية ؟ قالوا نعم قال واين هي ؟ قلنا خربة نحو البحر قال هل فيها عين يهبط إليها بدرج وماء بارد عذب ؟ قالوا نعم قال فهل إلى جانبها حصن خرب ؟ قالوا نعم قلنا من أنت يا عبد الله ؟ قال أنا رجل من أشجع قالوا فما بال ما ذكرت ؟ قال تقبل سفن الروم في البحر حتى ينزلوا قريبا من تلك العين فيحرقون سفنهم فيبعث إليهم أهل دمشق فيمكثون ثلاثا يدعونهم الروم على أن يخلوا لهم البلد فيأبون عليهم فيقاتلونهم المهاجرون فيكون أول يوم القتل في الفريقين كلاهما واليوم الثاني على العدو والثالث يهزمهم الله فلا يبلغ سفنهم منهم إلا أقلهم وقد حرقوا سفنا كثيرة وقالوا لا نبرح هذا البلد فيهزمهم الله وصف المسلمين يومئذ بحذاء البرج الخرب فبيناهم على ذلك قد هزم الله عدوهم حتى يأتي آت من خلفهم فيخبرهم أن أهل قنسرين قد أقبلوا مقبلين إلى دمشق وأن الروم قد حملت عليهم وكان موعد منهم في البر والبحر فيكون معقل المسلمين يومئذ بدمشق.
حدثنا نعيم ثنا ضمرة عن يحيى بن ابي عمرو الشيباني عن عمرو بن عبد الله عن جبير بن نفير الحضرمي أن كعبا حدثه أن بالمغرب ملكة تملك أمة من الأمم تبتهر تلك الأمة بالنصرانية فتصنع سفنا تريد هذه الأمة حتى إذا فرغت من صنعتها وجعلت فيها شحنتها ومقاتلتها قالت لتركبن إن شاء الله وإن لم يشأ فيبعث الله عليها قاصفا من الريح فدقت سفنها فلا تزال تصنع كذلك وتقول كذلك ويفعل الله بها كذلك حتى إذا أراد الله أن يأذن لها بالمسير قالت لنركبن إن شاء الله فتسير بسفنها وهي ألف سفينة لم توضع على البحر سفن مثلها قط فيسيرون حتى يمرون بأرض الروم فيفزع لهم الروم ويقولون ما أنتم ؟ فيقولون نحن أمة ندعى بالنصرانية نريد أمة حدثنا أنها قهرت الأمم فإما أن نبتزهم أو إما أن يبتزونا قال فتقول الروم فأولئك الذي أخربوا بلادنا وقتلوا رجالنا واختدموا أبناءنا ونساءنا فأمدونا عليهم فيمدوهم بخمسين وثلاثمائة سفينة فيسيرون حتى يرسوا بعكا ثم ينزلون عن سفنهم فيحرقونها ويقولون هذه بلادنا فيها نحيا وفيها نموت فيأتي الصريخ أمام المسلمين وهو يومئذ في بيت المقدس فيقول نزل عدو لا طاقة لك بهم فيبعث بريد إلى مصر وإلى العراق يستمدهم فيأتي بريدهم من مصر فيقول قال أهل مصر نحن بحضرة العدو وإنما جاءكم عدوكم من قبل البحر ونحن على ساحل البحر فنقاتل عن ذراريكم ونخلي ذرارينا للعدو ويقول أهل العراق نحن بحضرة عدو فنقاتل عن ذراريكم ونخلي ذرارينا للعدو ويمر البريد الذي أتى من العراق بحمص فيجدوا من بها من الأعاجم قد أغلقوا على من بها من ذراري المسلمين وجاءهم الخبر أن العرب قد هلكوا فكذبوا بما جاءهم حتى يأتيهم الخبر بذلك ثلاث مرات فيقول الوالي هل انتظر إلا أن تغلق كل مدينة بالشام على من فيها فيقوم في الناس فيحمد الله ويثنى عليه فيقول بعثنا إلى إخوانكم أهل العراق وأهل مصر يمدونكم فأبوا أن يمدوكم ويكتم أمر حمص ويقول لا مدد لكم إلا من قبل الله تعالى سيروا إلى عدوكم فيلتقون بسهل عكا والذي نفس كعب بيده لا يصبروا لأهل الشام كالتفاعك بثوبك حتى ينهزموا فيأتون الساحل فلا يجدون بها غوثا يغيثهم فلكأني أنظر إلى المسلمين يضربون أقفاءهم في سهل عكا حتى يصلوا في جبل لبنان لا يفلت منهم إلا نحو مائتي رجل يصلون في جبل لبنان حتى يلحقوا بجبال أرض الروم فينصرف المسلمون إلى حمص فيحاصرونها وليرمين إليكم منها برؤوس تعرفونها لعله أن لا يكون إلا رأس أو رأسين فلتتركن وسلم منذ يومئذ خاوية ولا تسكن يقولون كيف نسكن بقعة فضحت فيها نساؤنا.
قال الشيباني يجتمع تحت جميزات يافا إثنا عشر ملكا أدناهم صاحب الروم.
حدثنا نعيم ثنا أبو المغيرة وبقية عن صفوان عن كعب قال المنصور مهدي يصلي عليه أهل السماء والأرض وطير السماء يبتلي بقتال الروم والملاحم عشرين سنة ثم يقتل شهيدا في الملحمة العظمى هو وألفين معه كلهم أمير وصاحب راية فلم يصب المسلمون بمصيبة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم منها.
حدثنا نعيم ثنا أبو داود سليمان بن داود ثنا أرطاة بن المنذر قال سمعت أبا عامر الألهاني يقول خرجت مع تبيع من باب الرستن فقال يا أبا عامر إذا نسفت هاتان المزبلتان فأخرج أهلك من حمص قال قلت فإن لم أفعل ؟ قال فإذا دخلت أنطرسوس فقتل فيها ثلاثمائة شهيد فأخرج أهلك من حمص قال قلت فإن لم أفعل ؟ قال فإذا جاء الجمل من الأندلس بألف قلع ثم فرقها بين الأقرع ويافا فأخرج أهلك من حمص قلت وما الذي يصيبهم ؟ قال يغلقها أعاجمها على ذراري المسلمين ونسائهم قال ثم إنا تحوطنا حتى دخلنا دير مسحل فقال ترى هذا الخشب هو يومئذ مجانيق المسلمين قلت كم بين رأس الجمل وأنطرطوس ؟ قال لا يحل لها أن تكمل ثلاث سنين.
ثم قال لي للروم ثلاث خرجات فهذه الأولى والأخرى يقبل جيش في البحر بألف قلع فيفرقونها لكل جند حصتهم ويتواعدون للخروج في يوم واحد فإذا كان ذلك اليوم خرج كل قوم إلى من يليهم من المسلمين ويحرقون سفنهم ويجعلون قلوعها خياما ثم يقاتلون ويشتد البلاء والقتال في الشام كلها لا يستطيع بعضهم يغلب بعضا ويحبس الله النصر ويسلط السلاح ويرق الناس حتى يصير من شأن المسلمين أن يتحصنوا في المدائن ويخطر كتاب الروم في خلل المدائن وعند ذلك يغلق أعاجم حمص أبوابها على من فيها من ذراري المسلمين ونسائهم ويشتد القتال في أرض فلسطين أربعة أيام متوالية.
وقال أبن الزاهرية إن شئت أخبرتك أول يوم من الأربعة وآخره فيفتح الله تعالى للمسلمين في اليوم الرابع وتهزم الروم ويتبعهم المسلمون يقتلونهم في كل سهل وجبل حتى يدخل بقايا الروم القسطنطينية ولا يلبثوا إلا يسيرا حتى يبعثوا إليكم يسألونكم الصلح.
قال كعب فتصالحونهم على عشر سنين وفي ذلك الصلح تقطع المرأة الدرب آمنة وتغزون أنتم الروم من وراء خلف القسطنطينية إلى عدو لهم فتنصرون عليهم فإذا أنصرفتم ورأيتم القسطنطينية ورأيتم أنكم قد بلغتم أهاليكم وأهل صلحكم ثم تغزون أنتم وهم الكوفة فتعركونها عرك الأديم ثم تغزون أنتم والروم أيضا بعض أهل المشرق فتصبرون عليهم فتسبون الذرية والنساء وتأخذون الأموال ثم إنكم تنزلون إذا قفلتم منزلا حتى تلوا قسمة غنائمكم فتقول الروم أعطونا حظنا من الذراري والنساء فيقول المسلمون إن هذا لا يسعنا في ديننا ولكن خذوا من سائر الأشياء فتقول الروم لا نأخذ إلا من كل شئ فيقول المسلمون إن هذا شئ لا تصلوا إليه أبدا فيقول الروم إنما غلبتم بنا وبصليبنا فيقول المسلمون بل نصر الله تعالى دينه فبينما هم كذلك يتنازعون إذ رفعوا الصليب فيغضب المسلمون فيثب إليه رجل فيكسره فينحاز بعض القوم من بعض
وكان بينهم قتال يسير فينصرف الروم غضابا حتى يأتوا ملكهم فيقولون إن العرب غدرت بنا ومنعونا حقنا وكسروا صليبنا وقتلوا فينا فيغضب ملكهم غضبا شديدا ويجمع جمعا عظيما من الروم ويصالح من استطاع من الأمم فهذا أول ملحمة العظمى ثم يسيرون فينفر إليهم المسلمون وخليفتهم يومئذ اليماني كان كعب يقول هو يماني وهو من قريش فيقتتلون في مقدم الأرض فيكون للروم الشف (الشف: الربح والزيادة) على المسلمين حتى يخرجوهم من معسكرهم وكذلك كلما التقوا يكون للروم الشف على المسلمين وكذلك تبلغ الأخبار حمص فلا يزالون كذلك حتى يعاين أهل حمص الغبرة والرهج فعند ذلك ينجفل أهل حمص الذراري والنساء ومن كان فيها من ضعفة الناس هاربين نحو دمشق فيموت ما بين حمص وثنية العقاب ألوف من الناس من الحفاء والوغاء يعني العطش حتى أن المرأة لتنشد كما تنشد الفرس ألا من رأى فلانة بنت فلان فيقول رجل يا عبد الله لقد رأيتها في مكان كذا وكذا قد عصبت قدمها بخمارها قد اختضبت دما ويشتد القتال بين المسلمين والروم ويحبس النصر ويسلط السلاح بعضه على بعض فلا يتنبو عن شئ أصابه ويقتل خليفة المسلمين يومئذ في سبعين أميرا في يوم واحد ويبايع الناس رجلا من قريش فلا يبقى صاحب فدان ولا عمود إلا لحق بالروم وتلحق قبائل بأسرها وراياتها بالروم ويصبر المسلمون إلى أن تلحق فرقة بالكفر وتقتل فرقة وتفر فرقة وتنصر فرقة ثم تقول الروم يا معشر العرب إنا قد علمنا أنكم قد كرهتم قتالنا هلموا أسلموا إلينا من كان أصله منا وألحقوا بأرضكم ومواليكم فتقول العرب للروم هاهم قد سمعوا ما تقولون فهم أعلم فعند ذلك تغضب الموالي وهي حمية الموالي التي كانت تذكر فتقول الموالي للعرب أظننتم أن في أنفسنا من الاسلام شئ فيبايعون رجلا منهم ثم ينحازون فيقاتلون من ناحيتهم وتقاتل العرب من ناحية فينزل الله نصره ويهلك ملك الروم عند ذلك وينهزم الروم فيقوم رجال على سروجهم على متون خيولهم فينادون بالصوت العوالي يا معشر المسلمين إن الله لن يرد هذا الفتح أبدا حتى تكونوا أنتم تنصرفون عنه ويلحقهم المسلمون ويقتلونهم في كل سهل وجبل لا يحل لمطمورة أن تمتنع ولا مدينة حتى ينزلوا القسنطينية ويوافي المسلمين عند ذلك أمة من قوم موسى يشهدون الفتح معهم يكبر المسلمون من ناحية منها فينصدع الحائط فيقع وينهض الناس فيدخلون القسطنطينية فبينما هم يحرزون أموالها وسبيها إذ تقع نار من السماء من ناحية المدينة فإذا هي تلتهب فيخرج المسلمون بما قد أصابوا حتى ينزلوا الفرقدونة (لم أهتد إلى تحديد هذا الموقع) فبينما هم يتقسمون ما أفاء الله عليهم إذ سمعوا أن الدجال قد خرج بين ظهري أهليكم فينصرفون فيجدون الخبر باطلا فيلحقون ببيت المقدس فتكون معقلهم إلى خروج الدجال.
حدثنا نعيم ثنا أبو المغيرة عن أبي بكر عن أبي الزاهرية قال تنتهي الروم إلى دير بهرا فعند ذلك يكون الجفلة لا يجاوزونها إلى حمص ثم يرجع إليهم المسلمون فيهزمهم الله تعالى.
حدثنا نعيم ثنا بقية وعبد القدوس عن صفوان عن شريح بن عبيد عن كعب أنه قال لمعاوية بن أبي سفيان ليغشين الناس بحمص أمر يفزعهم من الجفلة حتى يخرجوا منها مبادرين قد تركوا دنياهم خلفهم حتى أن المرأة لتخرج تتبعها جاريتها حتى تنزع رداءها تقول أين أين وحتى يموت منهم ما بين دمشق إلى ثنية العقاب سبعون ألفا من العطش وحتى إن الرجل ليظل ينشد أهله بالغوطة من رآها من أحسها فيقول القائل قد رأيتها في الشيح حاملة ولدها على عاتقها عاصبة ساقيها بخمارها لا أدري ما فعلت بعد فكيف بكم يا أهل حمص إذا كان ما خف من نسائكم رحلتم بهن بين أيديكم وما ثقل منهن كان لعدوكم فلما سمع الناس هذا الحديث في ذلك الزمان كانوا إذ رأوا المرأة المثقلة لعنوها
بلعنة الله.
حدثنا نعيم ثنا بقية وأبو المغيرة عن صفوان عن شريح بن عبيد عن كعب قال ينزل ملك الروم دير بهرا فتكون عندها معركة حتى يبلغ الدم الحجر الأبيض العظيم الأبرص.
قال صفوان وحدثني الأزهر بن راشد الكندي عن سليم بن عامر الخبائري عن كعب قال يهلك ما بين حمص وثنية العقاب سبعون ألفا من الوغى فمن أدرك ذلك منكم فعليه بالطريق الشرقية من حمص إلى سربل ومن سربل إلى الخميراء من الخميراء إلى الدخيرة ومن الدخيرة إلى النبك ومن النبك إلى القطيفة ومن القطيفة إلى دمشق فمن أخذ هذه الطريق لم يزل في مياه متصلة.
قال صفوان وأخبرني أبو الزاهرية عن كعب قال لا تزالوا بخير ما لم يركب أهل الجزيرة أهل قنسرين وأهل قنسرين أهل حمص فإذا كان ذلك فحينئذ تكون الجفلة ويفزع الناس إلى دمشق.
وحدثنا أبو أيوب عن أرطاة عن ابي الزاهرية عن كعب مثله.
وحدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن أبي التياح عن أبيه قال قال لي أبي بني إنا كنا نتحدث أن قوما ستحبسهم حدثنا عيالاتهم على المهالك قال ضمرة وأخبرنا ابن شوذب عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو قال ستكون هجرة بعد هجره يجتاز أهل الأرضين إلى مهاجر إبراهيم عليه السلام حتى لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها.
حدثنا نعيم قال ثنا رشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو قال إذا سمعت على المنبر من عبد الله إلى عبد الله فأخرج من مصر.
حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن أبي التياح عن خالد بن سبيع عن حذيفة قال قلت يا رسول الله الدجال قبل أو عيسى بن مريم ؟ قال (الدجال ثم عيسى ثم لو أن رجلا أنتج فرسا لم يركب مهرها حتى تقوم الساعة).
وحدثنا نعيم ثنا رشدين عن ابن لهيعة عن عياش بن عباس عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو قال ليأتين على الناس زمان يتمنى فيه المرء لو أنه في فلك مشحون هو وأهله يموج بهم في البحر من شدة ما في الأرض من البلاء.
حدثنا نعيم قال ثنا ابن وهب عن يونس عن الزهري عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام حدثه أن أباه أخبره أن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه قال يوشك أن يغلب على الدنيا لكع بن لكع.