قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد ، حدثنا همام ، حدثنا قتادة، عن الحسن ، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض، فيبقى فيها عجاجة لا يعرفون معروفا، ولا ينكرون منكرا “.
[ ص: 28 ] وحدثناه عفان، حدثنا همام، عن قتادة، عن الحسن، عن عبد الله بن عمرو، ولم يرفعه، وقال: ” حتى يأخذ الله شريطته من الناس ” .
وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا قيس، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعود، قال: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” إن من البيان سحرا، وشرار الناس الذين تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون قبورهم مساجد “. وهذا إسناد صحيح، ولم يخرجوه من هذا الوجه .
وقال الإمام أحمد : حدثنا بهز، حدثنا شعبة ، حدثنا علي بن الأقمر، سمعت أبا الأحوص يحدث عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ” . ورواه مسلم، عن زهير بن حرب، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن علي بن الأقمر به .
وقد تقدم في الأحاديث السابقة أنه يقل الرجال، وتكثر النساء، حتى [ ص: 283 ] يكون لخمسين امرأة القيم الواحد، يلذن به، وأنهم يتسافدون في الطرقات ، كما يتسافد البهائم. وقد أوردناها بأسانيدها وألفاظها بما أغنى عن إعادتها، ولله الحمد .
وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا حماد، أخبرنا ثابت، عن أنس، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض : لا إله إلا الله “. ورواه مسلم، عن زهير بن حرب، عن عفان به. ولفظه: ” لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض : الله الله ” .
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا تقوم الساعة على أحد يقول : الله الله “. ورواه مسلم، عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق به .
وقال أحمد: حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله ” .
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وهذا الإسناد ثلاثي على شرط ” الصحيحين” ، وإنما رواه الترمذي، عن بندار، عن محمد بن عبد الله بن أبي عدي، عن حميد، عن أنس، مرفوعا ، [ ص: 284 ] وقال: حسن . ثم رواه، عن محمد بن المثنى، عن خالد بن الحارث، عن حميد، عن أنس، موقوفا. ثم قال: وهذا أصح من الأول .
وفى معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ” حتى لا يقال في الأرض: الله الله “. قولان: أحدهما أن معناه أن أحدا لا ينكر منكرا ولا يزجر أحد أحدا إذا رآه قد تعاطى منكرا، وعبر عن ذلك بقوله: ” حتى لا يقال : الله الله “. كما تقدم في حديث عبد الله بن عمرو: ” فيبقى فيها عجاجة لا يعرفون معروفا ، ولا ينكرون منكرا“. والقول الثاني: حتى لا يذكر الله في الأرض ، ولا يعرف اسمه فيها ، وذلك عند فساد الزمان ، ودمار نوع الإنسان، وكثرة الكفر والفسوق والعصيان يتواكلون الخير بينهم ، حتى لا يقول أحد لأحد : اتق الله خف الله ، وهذا كما في الحديث الآخر : ” لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: لا إله إلا الله”. وكما تقدم في الحديث الآخر أن الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة يقولان: ” أدركنا الناس وهم يقولون: لا إله إلا الله “. ثم يتفاقم الأمر ، ويتزايد الحال، حتى يترك ذكر الله جملة في الأرض ، وينسى بالكلية ، فلا يعرف فيها، وأولئك هم شرار الناس، وعليهم تقوم الساعة ، كما تقدم في الحديث: ” ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس “. وفي لفظ: ” شرار الناس الذين تدركهم الساعة وهم أحياء ” .
وفي حديث عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ” لا يزداد الناس إلا شحا، ولا يزداد الزمان إلا شدة، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس “.
[ ص: 285 ] وقال الإمام أحمد : حدثنا هاشم، حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن عائشة قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ” يا عائشة ، قومك أسرع أمتي لحاقا بي ” . قالت : فلما جلس قلت : يا رسول الله ، جعلني الله فداك ، لقد دخلت وأنت تقول كلاما أذعرني، قال: ” وما هو؟ ” قالت: تزعم أن قومي أسرع أمتك بك لحاقا ، قال؟ ” نعم “. قالت: وعم ذاك؟ قال: ” تستحلهم المنايا ، فتنفس عليهم أمتهم “. قالت: فقلت: فكيف الناس بعد ذلك؟ قال: ” دبا يأكل شداده ضعافه ، حتى تقوم عليهم الساعة “. والدبا: الجنادب التي لم تنبت أجنحتها. تفرد به أحمد .
وقال أحمد : حدثنا علي بن ثابت، حدثني عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن علباء السلمي ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” لا تقوم الساعة إلا على حثالة من الناس “. تفرد به ، وقد رواه أبو خيثمة، عن علي بن ثابت به.
[ ص: 286 ] ولأبي نعيم من طريقه، بإسناده: ” لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من الموالي يقال له : جهجاه ” .