Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
روى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده قال: «حدثنا أبو نعيم، حدثنا بشر بن المهاجر قال: حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعت النبي يقول: إن أمتي يسوقها قوم عراض الوجوه صغار الأعين كأن وجوههم الحجف ثلاث مرات حتى يحلقوهم بجزيرة العرب، أما السياقة الأولى فينجو من هرب منهم، وأما السياقة الثانية فيهلك بعض وينجو بعض، وأما السياقة الثالثة فيصطلمون كلهم من بقي منهم قالوا يا نبي الله من هم؟ قال: هم الترك، قال: أما والذي نفسي بيده ليربطون خيولهم إلى سواري مساجد المسلمين، قال: وكان بريدة لا يفارقه بعيران أو ثلاثة ومتاع السفر والأسقية بعد ذلك للهرب مما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم من البلاء من الترك
قال الإمام أبو الخطاب عمر بن دحية، وهذا سند صحيح أسنده إمام السنة والصابر على المحنة أبو عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني، عن الإمام العدل المجمع على ثقته أبي نعيم الفضل بن دكين، وبشير بن المهاجر وثقه
قال المؤلف رحمه الله: وخرج أبو داود قال، «حدثنا جعفر بن مسافر قال: حدثنا خلاد بن يحيى: حدثنا بشير بن مهاجر قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث يقاتلونكم صفار الأعين يعني الترك قال: تسوقونهم ثلاث مرات حتى تلحقونهم بجزيرة العرب، فأما في السياقة الأولى فينجو منهم من هرب، وأما الثانية فينجو بعض ويهلك بعض، وأما في الثالثة فيصطلمون» لاصطلام: الاستئصال وأصله من الصلم وهو القطع
والحديث الأول يدل على خروجهم وقتالهم المسملين وقتلهم، وقد وقع ذلك على نحو ما أخبر صلى الله عليه وسلم، فخرج منهم في هذا الوقت أنهم لا يحميهم إلا الله ولا يردهم عن المسلمين إلا الله حتى كأنهم يأجوج ومأجوج أو مقتدمهم
قال الحافظ السيد بن دحية رضي الله عنه: يخرج في جمادى الأولى سنة سبع عشرة وستمائة جيش من الترك يقال له الططر، عظم في قتله الخطب والخطر وقضى له من قتل النفوس المؤمنة الوطر، ولم تهتد إلى دفعه بالحيل الفطر يقتلون من وراء النهر وما دونه من جميع البلاد بلاد خراسان ومحو رسوم ملك بني ساسان، وهذا الجيش ممن يكفر بالرحمن ويرى أن الخالق المصور هما النيران، وملكهم يعرف بخان خاقان، وخربوا بيوت مدينة نشاور، وأطلقوا فيها النيران، وخار عنهم من أهل خوارزم كل إنسان ولم يبق منهم إلا من اختبأ في المغارات والكهفان، حتى وصلوا إليها وقتلوا وسبوا وخبروا البنيان، أطلقوا الماء على المدينة من نهر جيحان، فغرق فيها مباني الذرا والأركان، ثم صيروا المشهد الرضوي بطوس أرضاً بعد أن كانوا، وقطعوا ما أمر الله عز وجل به أن يوصل من الدين بأخسر الأديان إلى أن وصلوا بلا قهستان، فخربوا مدينة الري وقزوين وأبهر وزنجان، ومدينة أردبيل ومدينة مراغي كرسي بلاد أذربيجان، واستأصلوا شأفة من في هذه البلاد من العلماء والأعيان، واستباحوا قتل النساء وذبح الولدان، ثم وصلوا إلى العراق الثاني وأعظم مدنه مدينة أصبهان، ودور سورها أربعون ألف ذراع في غاية الارتفاع والإتقان، وأهلها مشتلون بعلم الحديث فحفضهم الله بهذا الشأن، وكف كف الكفر عنهم بأيمان الإيمان، وأنزل عليهم مواد التأييد والإحسان، فتلقوهم بصدور هي في الحقيقة صدور الشجعان، وحققوا الخبر بأنها بلد الفرسان، واجتمع فيها مائة ألف إنسان، وخرجوا إليهم كأسد ولكن غاباتها عوامل الخرصان، وقد لبسوا البيضا كثغور الأقحوان، وعليهم دروع فضفاضة في صفاء الغدران، وهيئات للمجاهدين درجات الجنان، وأعدت للكافرين دركات النيران، وبرز إلى الططر القتل في مضاجعهم، وساقهم القدر المحتوم إلى مصارعهم، فمرقوا عن أصبهان مروق السهم من الرمي وأنشدوا: إلى الوادي فطم على القرى ففروا منهم فرار الشيطان يوم بدر له خصاص، ورأوا أنهم إن وقفوا لم يمكن لهم من الهلاك محاص، وواصلوا السير بالسرى وهدوا من همدان الوهاد والذرى بعد أن قامت الحرب على ساق، والأرواح في مساق من ذبح مثله وضرب الأعناق، وصعدوا جبل أوزند فقتلوا من فيه من جموع صلحاء المسلمين، وخربوا ما فيه من الجنات والبساتين وانتهكوا منهم ومن نسائهم حرمات الدين، وكانت استطالتهم على مقدار ثلثي بلاد المشرق الأعلى، وقتلوا فيها من الخلائق ما لا يحصى، وقتلوا في العراق الثاني عدة تقرب أن يستقصى، وربطوا خيولهم في سواري المساجد والجوامع، كما جاء في الحديث المنذر لخروجهم الشارح الجامع، وأوغلوا في بلاد المشرق أي إيغال، وقادوا الجيوش إليها مقادة أبي رغال في كلام له إلى أن قال: وقطع السبل وأخافوها، وجاسوا خلال الديار وطافوها، وملأوا قلوب المؤمنين رعباً وسحبوا ذيل الغلبة على تلك البلاد سحباً، وحكموا سيوفهم في رقاب أهلها وأطلقوا يد التخريب في وعرها وسهلها، ولا شك أنهم هم المنذر بهم في الحديث، وأن لهم ثلاث خرجات يصطلمون في الآخرة منها.
قال المؤلف رحمه الله: فقد كملت بحمد الله خرجاتهم، ولم يبق إلا قتلهم وقتالهم، فخرجوا على العراق الأول والثاني كما ذكرناه، وخرجوا في هذا الوقت على العراق الثالث بغداد وما اتصل بها من البلاد، وقتلوا جميع من كان فيها من الملوك والعلماء والفضلاء والعباد، وحصروا ميا فارقين واستباحوا جميع من فيها من الملوك والمسلمين، وعبروا الفرات إلى أن وصلوا إلى مدينة حلب فخربوها، وقتلوا من فيها إلى أن تركوها خالية يباباً، ثم أوغلوا إلى أن ملكوا جميع الشام في مدة يسيرة من الأيام، وفلقوا بسيوفهم الرؤوس والهام، ودخل رعبهم الديار المصرية ولم يبق إلا الحوق بالدار الأخروية، فخرج إليهم من مصر الملك المظفر الملقب بقطز رضي الله عنه بجميع من معه من المعسكر، وقد بلغت الحناجر القلوب والأنفس بعزيمة صادقة ونية خالصة، إلى أن التقى بعين جالوت فكان له عليهم من النصر والظفر، كما كان لطالوت فقتل منهم جمع كثير وعدد غزير، وانجلوا عن الشام من ساعتهم ورجع جميعه كما كان إلى الإسلام، وعبروا الفرات منهزمين، ورأوا ما لم بشاهدوه منذ زمان ولا حين، وراحوا خائبين خاسرين مدحورين أذلاء صاغرين