قبر ومقام النبي ذو الكفل عليه السلام
حسب المصادر التاريخية فإن ذا الكفل هو أحد أبناء سيدنا أيوب واسمه الحقيقي هو بِشْر، بعد سيدنا أيوب عليه السلام أرسله الله كنبي وأمره بدعوة الناس إلى “عقيدة التوحيد” أي الإيمان بالله وحده لا شريك له.
يقول ربنا عز وجل في سورة الأنبياء عن قصة سيدنا أيوب عليه السلام: {وأيّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ* وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ* وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِّنَ الصَّالِحِينَ} وذكر الله تعالى لذي الكفل بهذه الصفات أنه من الصالحين والصابرين دليل على أن سيدنا ذي الكفل من الأنبياء.
يقع القبر المنسوب لسيدنا ذي الكفل عليه السلام في منطقة أييل، وكذلك فإن له مقام في منطقة أرجائي في مدينة ديار بكر.
ويقع القبر المنسوب لسيدنا ذي الكفل عليه السلام بالقرب من تربة سيدنا هارون عليه السلام، وقد كان قبره مع قبر منسوب لسيدنا إلياس في منطقة سد بحيرة دجلة، لكن قرّرت إدارة الشؤون الدينية بالتعاون مع الإدارة المحلية لمحافظة أييل بنقل قبورهما إلى تربة سيدنا هارون عليه السلام وذلك في تاريخ 13-16 سبتمبر 1955.
وقد لاقى العاملون على نقل القبر صعوبة كبيرة في فتحه وذلك بسب استخدام حجر الكلس القوي في بناءه، كما أن القبر المنسوب لسيدنا ذي الكفل تم نقله بعد قبر سيدنا إلياس عليهما السلام إلى تربة كالاه محلسي.
وقد شهد الكثير من الذين شاركوا في نقل القبر بأن جثة التي ينسبونها لسيدنا ذي الكفل لم تكن متحللة أبدًا، وهذا مصداق حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال بأن جثث الأنبياء لا تتحلل بعد موتهم.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
قبر النبي اليسع عليه السلام
ذكر الله عز وجل سيدنا اليسع في سورة الانعام الآية 86 فقال: {وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا}. وكذلك في الآية 89 فقال: {أولئك الذين آتينهم الكتاب والحكمة والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين}. كما وذكرهم الله تعالى في سورة ص الآية 48: {واذكر اسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار}.
وقد اقتصرت المصادر الإسلامية على ذكر شيء بسيط من شجرة عائلته حيث يُعرف فقط بأنه بعث في زمن النبي إلياس بن يعقوب، وتفيد المصادر التاريخية أن النبي اليسع قام بدعوة بني إسرائيل إلا أنهم لم يؤمنوا به على الرغم من طول الفترة التي قضاها معهم وسلّطوا عليه الآشوريين ليؤذوه ويعذبوه، ومن المتوقع أن يكون النبي “اليشا” المذكور في التوراة المحرفة هو نفسه النبي اليسع الموجود في القرآن الكريم، وبحسب ما جاء في التوراة المحرفة فإن النبي اليسع هو بن شفاف، والذي عاش في مملكة إسرائيل في القرن الثامن قبل الميلاد، وقد تم اختياره خلفًا للنبي إلياس بناء على أمر الله، وقد استمر في دعوة الناس إلى توحيد الله بعد وفاة النبي إلياس عليهما السلام.
كما تذكر التوراة المحرفة أن رسالة النبوة نزلت على سيدنا اليسع في مدينة أريحا في فلسطين وكان لديه الكثير من المعجزات، ومات في عهد الملك يوعاش، كما يذكر الكتاب أن النبي اليسع دفن في منطقة إييل في مدينة ديار بكر جنوب تركيا، وأن سكان ديار بكر لديهم إيمان بوجود قبر النبي اليسع في ديار بكر، مع وجود ادعاءات من بعض الباحثين أن قبر النبي موجود في قرية السميراية في ولاية شانلي أورفا بجانب قبر سيدنا أيوب.
وقد أكّد الباحثون عملية نقل القبر المنسوب للنبي اليسع من منطقة ديار بكر إلى جانب قبر منسوب لسيدنا أيوب عليه السلام في شانلي أورفا بسبب أعمال بناء سد مائي، حيث استمرت عملية النقل يومين في عام 1995، وقد أكّد الموجودون بقاء الأجساد على ما هي عليه وعدم تحللها برغم مرور قرون عديدة على القبر.
مقام النبي إلياس عليه السلام
ذُكر سيدنا إلياس عليه السلام مرتين في القرآن الكريم، ويذكر القرآن أن إلياس عليه السلام هو أحد العباد الصالحين الذين كافحوا عبادة الأصنام وقام بالدعوة الحسنة في سبيل ذلك، وقد اقتصر ذكر القرآن على النبي إلياس بهذه الطريقة، لكن هناك الكثير من التفاصيل في الروايات المختلفة الموجودة في كتب التفسير وقصص الأنبياء، حث تذكر أن شجرة عائلته هي: “إلياس بن ياسين بن فينهاس بن إيراز بن هارون بن عمران أو إلياس بن عازير بن إيراز بن هارون بن عمران“.
وإلى جانب المصادر الإسلامية فإن هناك العديد من المصادر اليهودية التي تتحدث عن النبي إلياس، وحسب الروايات الموجودة عندهم فإن سيدنا إلياس عليه السلام عاش في زمن الملك أحاب وابنه أخازيا، وحسب الروايات المتعلقة بالموضع فإن أحاب كان يعبد الأصنام وكان يجبر قومه على ذلك فدعاهم سيدنا إلياس إلى ترك الأصنام والتوحيد، ويقال إن الملك أحاب استجاب إلى الدعوة وترك عبادة الأصنام.
إلا أن الروايات تذكر أن زوجة الملك أحاب قامت بقتل جارتها فوكّل الله عز وجل إلى النبي إلياس للنظر في هذه القضية، وقام إلياس بنصح الملك أحاب، فغضب الملك وعاد إلى عبادة الأصنام، ويقال أنه حاول قتله فلجأ النبي إلياس إلى مغارة للعبادة والإقامة، ويقال أن هذه الغارة موجودة في منطقة سور في ديار بكر، وعلى الرغم من التغييرات الكثيرة التي حصلت إلا أن الكهف حافظ على جوهره وما زال يُعرف بمقام النبي إلياس.
قبر النبي هارون الصافي عليه السلام
سيدنا هارون عليه السلام هو أخو النبي موسى عليه السلام ووزيره، اللذين أرسلهما الله إلى بني إسرائيل، وتذكر بعض الكتب أنه توفي وعمره 123 عامًا.
وعلى الرغم من عدم معرفة مكان جبل الخور إلا أن الكلمة التي استخدمت في التوراة المحرفة قد تدل على قبيلة هوري الموجودة في منطقة ديار بكر، ومن المعلوم أن سيدنا هارون عليه السلام قد توفي قبل دخول الأرض المقدسة ودفن بعيدا عنه، لذا من المرجّح عند بعض الباحثين والله أعلم بالصواب أن يكون القبر الموجود في منطقة أييل هو قبر سيدنا هارون عليه السلام.
ويوجد القبر بجانب قبر منسوب لنبينا ذي الكفل عليه السلام، وتسمى القمة الموجودة عليها هذه القبور قمة الأنبياء.
ملاحظة مهمة: لم يثبت في الشرع أي قبر من قبور الأنبياء سوى قبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والبقعة التي دفن فيها سيدنا إبراهيم الخليل في فلسطين المحتلة.