إنها أكذوبة كبرى لعمر الله يثيرونها, دوليا ومحليا, هذه الأيام في الوقت الذي تحتفل فيه تركيا بانتصارها التاريخي في جناق قلعة, وفي الوقت الذي حققت فيه أهدافاً عظيمة في تقدمها نحو تحقيق الأهداف الأساس لعام 2023حيث تسعى تركيا إلى أن تكون أقوى دولة في العالم, عسكريا واقتصاديا وعلميا وسياسيا, فمن الذين يثيرون حولها هذه الأكذوبة وهي واحدة من أساليب حرب تركيا ومحاولة التأثير السلبي عليها? إنهم الصهاينة في الأساس يستغلون الدول الكبرى وغفلتها التاريخية عن هذا الموضوع ,أو غفلة الشعوب العالمية عنه, وكذلك ليبراليو العالم الإسلامي المرتزقة يتزلفون بدعايتهم المضادة هذه لأميركا والغرب, وما الغرب بمحترم لهم ولا غيرهم, فهم كأطرش في زفة. فما هذه الحكاية, والحق العيار لباب الدار:
عندما كانت تركيا تخوض حربا متعددة الأطراف في الحرب العالمية الأولى, وكانت دخلت الحرب وهي كارهة فالذي دفعها لدخولها ذلك :الحزب الماسوني; حزب الاتحاد والترقي, وهو حزب تركي مدعوم من اليهود, وفيه أعضاء يهود.
وفي أثناء اشتداد المعارك قامت روسيا بتسليح عدد كبير من الأرمن في قلب تركيا ليطعنوا الجيش العثماني من الخلف, ويفتوا في عضده, وفعلا قام الأرمن من الداخل التركي بثورات, وقاموا عمليا بضرب الجيش العثماني من الخلف هادفين إلى اسقاط الدولة العثمانية التي كانت تمر في فترة ضعف في ذلك الوقت,لكن الذي حدث أن أوامر صدرت للجيش العثماني بالتصدي لكل من يضر بالأمن الداخلي, ومع هذا لم تصدر أوامر بقتل الأرمن وإبادتهم كما زعموا, وإنما تم تهجيرهم من المناطق التي يؤثرون فيها على الدولة العثمانية في حربها مع روسيا والجبهات القتالية الأخرى والتي جعلت احتلال تركيا جزءاً من المعركة.
وفي أثناء هجرتهم التي أمر بها حزب الترقي, وهو ماسوني, ويهودي كما قلنا , مات عدد منهم في طريق الهجرة, مع ملاحظة أن اعدادا كبيرة من الأرمن بقوا في تركيا ولم يتعرض لهم أحد بالإيذاء, وأما الذين تهجروا داخل تركيا فقد أوصى السلطان العثماني, وأصدر قرارات في غاية الإنسانية تجاههم, ومنها التوصية برعايتهم, صحيا وماليا واجتماعيا, وأمر السلطات أن يسمح لهم بنقل أموالهم المنقولة معهم, وأن تعاد اليهم مساكنهم عندما يعودون لبيوتهم, وأن لا تهدم كنائسهم, وأن يتم بناء وإصلاح الكنائس التابعة لهم التي تعرضت للضرر ,كما شمل القرار إيقاع أشد العقوبات بكل من يتعرض للأرمن بالإيذاء من قبل المواطنين الأتراك الآخرين …وما هو أعجب هو أن يسمح لكل من اعتنق الإسلام منهم خوفا ,يسمح له بالعودة لديانته إن رغب.
الذين يبكون اليوم على كذبة إبادة الأرمن هم من تسبب في موت من مات منهم, مع ملاحظة أن الذين قتلوا من الأتراك ومن المسلمين في جناق قلعة بلغ عددهم نحو مئتين وخمسين ألفا مقابل ستين ألفا من الأرمن ماتوا ومن غير قتل, الا الذين حاربوا الجيش العثماني من الداخل! فلم لا يبكون على المئتين والخمسين ألفا من العثمانيين الذين أبادوهم.
بشهادة بريطانيا: أكبر كذبة هي إبادة الأرمن
حين احتلت بريطانيا اسطنبول بدأت بالبحث في ملفات القرارات الحكومية التركية من أجل اثبات أن الحكومة العثمانية قد أصدرت قرارات بإبادة الأرمن, فوجدت ما أذهلها من قرارات الحكومة العثمانية, والتي من بينها قرارات المحافظة على الأرمن وعدم التعرض لهم بالإيذاء, وعقوبة كل من يعتدي عليهم كما بينا بالأمس, وكان من بين تلك التعليمات تعليمات في غاية الإنسانية لصالح الأرمن ذكرت بعضا منها بالأمس أيضا, وأذكر اليوم أن الحكومة العثمانية دعت إلى تعويض كل أرمني يفقد آلة صناعية كان يشتغل بها ويسترزق بها ليعوض بآلة جديدة أخرى وحفظت الحكومة لهم كنائسهم وبيوتهم. لكن هل كان الأرمن في تركيا حملاناً وادعة أو كانوا مواطنين صالحين؟
لقد عمل الأرمن في تركيا في التجسس على تحركات القوات العثمانية التي كانت تقاتل الروس, ونقل قساوستهم الاخبار إلى قيادات الجيش الروسي, وتسببوا بمثل هذه الخيانات بمقتل مئات الآلاف من العثمانيين, كما أنهم استخدموا كنائسهم وأديرتهم وحتى التي كانت مخصصة للراهبات استعملوها مخازن أسلحة ضد الدولة العثمانية التي يعيشون فيها, وكانوا يتلقون الأموال من روسيا, وعندما حكموا بالتعاون مع روسيا في الدولة العثمانية, حينها ارتكب الأرمن مجازر ضد المسلمين, فقتلوالمسلمين, وهدموا عليهم منازلهم وهجروهم من قراهم, ولما انسحب الروس من الدولة العثمانية تبعوهم.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وقد كتب الكثير من الباحثين الغربيين عن الخدعة الكبرى, والكلام المعكوس الذي ادعاه الأرمن بإبادة العثمانيين لهم, وساعدتهم على نشره الدعايات الصهيونية في هذه الكذبة,وقد تحققوا من أنها كذبة كبرى, وأن المسلمين الأتراك هم الذين تعرضوا للعدوان الأرمني, ويشهد التاريخ على ولاء الأرمن للروس ضد بلادهم ومنذ قرون من الزمان.
ورغم أن مسألة ابادة الأرمن كذبة وخدعة تهدف الى ضرب إنسانية تركيا الحالية عن طريق تجريح تاريخها فرغم هذا فإن رئيس الجمهورية التركية السيد الطيب رجب اردوغان قد تواضع وقدم للأرمن اعتذاراً لم يكونوا في حقيقة الأمر أهلاً له,بل جروا على عادتهم الانتهازية لاستغلال ذلك ضد تركيا.
وتمضي تركيا في نهضتها غير عابئة بما يقولون, ولا بما يتآمرون هم وأسيادهم, فلا دليل واحدا من قانون ولا تعليمات تدين تركيا بهذا, بشهادات عالمية في هذا الشأن,
الروس والصهاينة تبنوا كذبة إبادة الأرمن
“إذا عرف السبب بطل العجب” هذا مثل أبدي لا يتغير, وهو يضرب اليوم ويمثل بضربه للحالة التي ولّدتها روسيا القيصرية والصهاينة بزعمهم الكذبة الكبرى ضد تركيا, وهي إبادة تركيا لهم ! فيا لها من خدعة كبرى, وكلام مقلوب, وتعمية ودجل, واستغفال للشعوب والرأي العام وقلب للتاريخ ,وإذا أردنا أن نعرف الحقيقة الناصعة كالشمس في رابعة النهار في هذا فلنتبع الكذاب لعند الباب:
يقول مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية بلندن الدكتور هاني السباعي وأنقله بتصرف: إن هذه الأكذوبة قد تبناها الذين استخدموا الأرمن في تحقيق مصالحهم وهم روسيا القيصرية, فمن صنع للأرمن كيانا ووجههم للعداوة ضد البلاد التي يعيشون فيها ومنها تركيا؟ سؤال يجيب عليه هذا الباحث بقوله:
إن روسيا القيصرية هي التي صنعت الأرمن ومنحتهم الأراضي التي احتلتها والتي طردت منها المسلمين أهلها وبغير حق ,وكان ذلك في حروبها المتعددة ضد الدولة العثمانية ولقرون عدة, ومارست روسيا في ذلك إرهاب دولة, مارست روسيا ضد الدولة العثمانية إرهابا منظما مدروسا وحرب إبادة عظيمة, فقد كانت تبيد مدائن وقرى بأكملها عامرة بالمسلمين, ومن تبقى من المسلمين على قيد الحياة كانت تهجره من سكنه وبيته ومدينته وقريته قسرا وتستولى على ممتلكاته الثابتة والمنقولة ,فروسيا قامت باستئصال جماعي ضد المسلمين هو من أبشع أنواع الاجتثاث العنصري في التاريخ البشري, وبعد توطين الأرمن في تلك الأراضي الإسلامية المغتصبة كانت روسيا تقوم بعملية إدامة للوجود الأرمني في ذلك المكان وذلك بتقوية وجودهم عسكريا فتمدهم بكل أنواع السلاح.
وكانت روسيا تتدخل مع الأرمن ضد مسلمي تركيا في حال دفاع اولئك المسلمين عن أنفسهم, وكانت تبيد القرى المسلمة التي دافعت عن نفسها, تبيدها عن بكرة أبيها. فمن الذي كان يرتكب الإبادة ضد الآخر والحالة هذه كما تقرأون؟
وأقول: إن عملية تهجير المسلمين العثمانيين من أراضيهم وإبادتهم وإحلال الأرمن مكانهم كانت أشبه بما حدث في فلسطين من قتل أهلها وإبادتهم وتهجيرهم وإحلال آخرين صهاينة مكانهم مما لا حق لهم ولا شرعية في ذلك.
إن إثارة هذه الكذبة اليوم ضد تركيا ليس في صالح الذين يثيرونها, وهي ليست في صالح الأرمن أيضا, فلقد جزى الله خيراً الأيام أن كشفت تاريخ روسيا الأسود وتاريخ أولئك الأرمن الذين خانوا أوطانهم وتآمروا عليها مع الأعداء, وكشفت حقائق عظيمة لتعرفها الأجيال الحالية… وإنني لأطالب بتدريس هذا الجزء المهم من التاريخ الإسلامي في مناهج البلاد الإسلامية كلها ,وبيان كذب وادعاء كل اولئك المدعين. ومن ذَمَّك بما ليس فيك, فقد مدحك وكشف للناس محاسنك وانتقم لك من نفسه كما يقول ابن القيم.
إن تركيا اليوم لا تريد عداوة الأرمن فلاذنب للأجيال الحالية من الأرمن بما فعله اولئك الخائنون, وقد طوى التاريخ صفحاته وولى, وتسعى حكومة الرئيس التركي الطيب اردوغان وحزبه إلى إيجاد أجواء التعاون والتفاهم والمصالحة التاريخية معهم, وفتح صفحات بيضاء للتعاون والتنمية وتبادل المصالح بين الأرمن ومن يمثلهم من حكوماتهم وبين الجمهورية التركية.