«الوهابية».. كانت أحد محاور حديث ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، خلال حوارين في الفترة السابقة، تارة يتحدث فيها عن نشر أجداده وأعمامه لها لمواجهة السوفييت، قبل أن يكشف أنه لا يعرف معناها من الأساس، ويتنصل منها.
وأثارت تصريحات «بن سلمان»، المتناقضة بين صحيفة «واشنطن بوست»، ومجلة «ذا أتلانتك» الأمريكيتين، نوعا من الجدل.
مواجهة السوفييت
وفي حديث مع صحيفة «واشنطن بوست»، قال «بن سلمان»، إن استثمار بلاده في نشر الوهابية كان بطلب من الحلفاء خلال فترة الحرب الباردة، بهدف منع الاتحاد السوفييتي من التغلغل أو كسب نفوذ في دول العالم الإسلامي.
وأضاف «بن سلمان» أن «جذور الاستثمار السعودي في المدارس والمساجد تعود إلى فترة الحرب الباردة، عندما طالب الحلفاء السعودية باستخدام مواردها لمنع الاتحاد السوفييتي من تحقيق نفوذ في الدول الإسلامية».
وتابع: «الحكومات السعودية المتعاقبة فقدت المسار، والآن نريد العودة إلى الطريق».
لا أعرف معناها
وفي مقابلة مع مجلة «ذا أتلانتك»، قال «بن سلمان» لمحاوره إن السعوديين لا يعرفون ما المقصود بالوهابية.
وفي رده على سؤال من المحاور، الصحفي «غيفري غولدبيرغ»، عن معنى الوهابية، قال: «ماذا تقصد بالوهابية؟».
فرد عليه «غولدبيرغ»: «أنت ولي عهد السعودية. أنت تعرف معنى الوهابية».
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
ليرد عليه «بن سلمان» بطريقة تبرأ فيها من الوهابية بطريقة غير مباشرة: «لا أحد يستطيع أن يُعرّف الوهابية. لا توجد وهابية. لا نعتقد أنه توجد وهابية (في المملكة). نعتقد أننا لدينا سنة وشيعة، كما نعلم أن لدينا في الإسلام السُني مذاهب فكرية، ولدينا علماء ومجلس فتاوى، نعم في المملكة واضح أن قوانيننا تأتي من الإسلام والقرآن، لكن لدينا المذاهب الأربعة (الحنبلي والحنفي والشافعي والمالكي)»
تراجع
الخبير المتخصص في الشؤون الدولية «وسيم الأحمر»، قال إن تصريحات «بن سلمان» بشأن اعترافه بوجود الوهابية في «واشنطن بوست»، تناقض كل التصريحات السعودية الرسمية السابقة التي كانت تتحدث عن عدم وجود هذا الأمر.
ولفت «الأحمر»، إلى أن تصريحات «بن سلمان»، كانت تهدف إلى إرسال عدة رسائل إلى الولايات المتحدة.
وهو ما أشار إليه مراقبون، بالتراجع عن هذا التصريح في المقابلة مع «ذا أتلانتك»، بعدما أثار تصريحه السابق ردود أفعال واسعة، ووصلت الرسائل لأهدافها.
تساؤلات
فيما غرد الإعلامي «فيصل القاسم»: «لا أدري ما هو موقف شيوخ الوهابية عندما يسمعون الآن بأنهم كانوا مجرد أدوات أمريكية لمواجهة الخطر الشيوعي، كما اعترف ولي العهد السعودي بنفسه في لقاءاته في أمريكا؟.. وقد آن الأوان لتغيير هذا النهج المتشدد».
أما «أحمد السليطي»، فقال: «الوهابية كانت الركيزة الرئيسيّة في حكم عبدالعزيز وأبناءه للدولة السعودية.. فإذا كرهها أول حفيد يأتي كملك.. فالمفروض أن يُفعِّل الركائز الأخرى في حكمه مثل الوظائف والتعليم والصحة والمسكن والعدل وحسن الجوار وكل ذلك غير متوفر بمستوى دولة ولكن بصورة انتقائية.. الحكم ليس ما تحب وما تكرهه».
بينما تهكم حساب «نحو الحرية»، بالقول: «النظام السعودي نشر سابقاً الوهابية بأوامر أمريكا (لخدمة أمريكا ضد السوفيت).. واليوم ينشر الإسلام الأمريكي أيضاً بأوامر أمريكا وبإشراف مباشر من الكونغرس».
وأضاف: «هذا النظام أقذر نظام عرفه التاريخ».
يشار إلى أنه في يونيو/حزيران عام 2019، كشف وزير الخارجية الأمريكي حينها «ريكس تيلرسون»، أن الرئيس «دونالد ترامب» اتفق مع السعودية على تغيير مناهجها لمحاربة ما وصفه بـ«الفكر الوهابي».
وجاءت تسمية «الوهابية» نسبة إلى الدعوة الدينية التي أسسها «محمد بن عبدالوهاب»بالمملكة العربية السعودية وهي عبارة عن ديانة جديدة تأسست بدعم من المخابرات البريطانية لتفكيك وتفكير المسلمين, هذه الدعوة القائمة على اعادة احياء عقيدة اليهود في الجزيرة العربية بحيث تتركز على نسبة المكان إلى الله واعتقاد أن الله جسم قاعد فوق عرشه – كما عقيدة اليهود – اضافة إلى تكفير كل من يظهر الحب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم تحت ذريعة الإشراك بالله.