إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، تنسب الطائفة الشيعية الزيدية، والتي ما زالت قائمة حتى يومنا هذا، فما هي عقيدة هذه الطائفة وأين تتقاطع أو تختلف مع سائر الطوائف الشيعية؟
ولِد زيد بن علي عام 76 هجريًّا في المدينة، حيث تتلمذ على يد الإمامين الباقر والصادق.
قاد ثورة في العراق ضد الأمويين أيام هشام بن عبد الملك بعد سلسلة طويلة من المضايقات والاضطهاد، أيده فيها الإمام أبو حنيفة النعمان.
ورغم إعلان بعض أهل الكوفة دعمهم لهذا الخروج، لكنهم تخلوا عنه وخذلوه عندما علموا بأنه لا يتبرأ من أبي بكر وعمر ولا يلعنهما، بل يترضى عنهما، فاضطر لمقابلة جيش الأمويين وما معه سوى 500 فارس؛ حيث أصيب بسهم في جبهته أدى إلى وفاته عام 122 هـ.
تنسب الطائفة الزيدية الشيعية نفسها للإسلام، بل إن المؤرخين يصنفونها على أنها أقرب طائفة شيعية لأهل السنة، ومن هذه الأسباب موقفهم من الصحابيين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، إذ يترضون عليهما، ولا يرفضون الصلاة خلف إمام من أهل السنة.
ظهر المذهب في القرن الثاني الهجري، واعتمد في العديد من تعاليمه على فكر الاعتزال مع ميل للمذهب الحنفي.
معتقدات الطائفة الزيدية
يجيز الزيديون الإمامة لكل أولاد ابنة الرسول فاطمة الزهراء، سواء كانوا من نسل الحسن أو الحسين.
وفي الوقت نفسه يعتبرون أن الإمامة ليست رواثية، بل يجب أن تتم بالمبايعة، فمن كانت فيه شروط الإمامة كان أحق بها.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وبالتالي، تخلت الزيدية عن شرط النسب الهاشمي للإمامة، فليس من الملزم أن يكون الإمام ذا نسب متصل إلى عليّ بن أبي طالب وفاطمة بنت النبي، كما أنهم لا يؤمنون بالعصمة للأئمة وغيرهم باستثناء عصمة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، على عكس معظم الطوائف الشيعية الأخرى.
وبرأي الطائفة، لا يعد الاجتهاد حكراً على أحد، ويقول محمد بن إسماعيل بن الأمير الصنعاني، أحد كبار أئمة وشيوخ المذهب، إن الزيدية ليس مذهبًا مغلقًا متمسكًا بمقولاته ومراجعه وذاكرته، بل هو نسق مفتوح للتطوير والإثراء.
ومن هذا المنطلق، يجيز الزيديون وجود أكثر من إمام واحد في مكانين متباعدين، دون اشتراط أن يكون هناك إمام واحد هو الأفضل للجميع، وهو ما يجعله من أكثر المذاهب الإسلامية اجتهاداً وتقبلاً للتطوير.
ولعل أبرز وأكبر معتقداتهم هي إجازة الخروج على الحاكم الظالم.
أما على صعيد الأحوال الشخصية، فلا يقر الزيديون زواج المتعة وهو حال أهل السنة، ولا يقدسون القبور والأضرحة عكس أهل السنة الذين يعتقدون أن قبور وأضرحة الأولياء والأنبياء يستحب زيارتها والتبرّك بأهل الصلاح والخير، أما الإمام المهدي فليس منتظرًا كما يعتقد أتباع معظم الطوائف الشيعية، وهو ليس شخصًا مقدسًا ولا من نسل الحسن أو الحسين. وبهذه النقطة خالفوا أهل السنة، فالمسلمون يعتقدون أنه من نسل النبي وأنه ليس بمعصوم.
يتفقون مع أهل السنة في العبادات والفرائض والشعائر الدينية، ويضيفون عبارة “حي على خير العمل في الأذان”، ويجيزون في صلاة العيد أن تكون جماعة أو فردية.
خلافات بين أئمة الزيدية والحوثيين
رغم انتماء جماعة الحوثيين للمذهب الزيدي، إلا أن الكثيرين منهم يعتبرون جماعته منشقة ومتطرفة.
إذ إن بعض الفقهاء كفّروا جماعة الحوثيين لأن بدر الدين بن أمير الدين الحوثي، وهو أحد كبار الشيعة، جارودي المذهب، ورفض الترضي على أبي بكر وعمر والسيدة عائشة بن أبي بكر الصديق.
كما هاجم في مؤلفات له الصحيحين والسنن، واتهم الإمام البخاري ومسلم بالتقوُّل والكذب على رسول الله، إرضاءً للسلاطين؛ ومنه ورث ابنه حسين هذا المذهب، وسار عليه أنصارهم وأتباعهم.
وازدادت في الفترة المعاصرة وتحت حكم جماعة الحوثي مناسبات دينية غير مألوفة لدى اليزيديين في اليمن مثل إحياء ذكرى استشهاد الحسين، وإقامة المجالس الحسينية، وإحياء ذكرى وفاة بعض الأئمة الشيعة مثل “جعفر الصادق” و”محمد الباقر” و”علي زين العابدين”.