• الحجاب لِباسُ المومسات والعاهرات…، وهو في المجتمعات الشرقيَّة لِباسُ العبيد (الإماء) من النِّساء وليس الأحرار. (صحيفة الحدث التُّونسية، القريبة من وزارة الداخلية).
• أَلْوية التَّطرف على رؤوس الأطفال. (رئيس تحرير مجلة روزاليوسف المصريَّة)
الحِجاب عودة إلى الوراء، والنِّساء بشعرهن الجميل كالورودِ التي لا يَجب تغطيتُها وحجبُها عن النَّاس. (فاروق حسني، وزير الثقافة المصري السابق).
بهذه التَّصريحات وغيرِها؛ تَندلع مَوجاتٌ من الحربِ الشَّعواء على الحجاب الإسلاميِّ، تارةً بزعم محاربة التَّطرُّف، وثانيةً دِفاعًا عن حُرية المرأة، وأخرى تحتَ سِتار الدِّين.
ففي تونس حَربٌ مُسْتعرةٌ مِن قِبَلِ الحكومة على كلِّ أشكال الحجاب بمختلف تَصنيفاتِه، أمَّا في مصرَ، فالحربُ على مستويَينِ، الأوَّل: مِن الجهات الدِّينيِّة الرَّسميَّة ضِدَّ الحجاب، والثَّاني: من أقزام الصَّحافة، وبقايا اليسار، ومُدَّعي الثَّقافة، ضدَّ فكر ستر المرأة بكافَّةِ أشكالها. وفي لبنان، هجوم على المسلمات المحجّبات تحت ذريعة حماية حقوق المرأة.
بينَ الحين والآخَرِ تُعاود المعركةُ الاشتعالَ بفعل بقايا اليسار والعلمانيين؛ لأهدافٍ سياسيَّة، أو مجرَّد الإثارة الصحفيَّة وزيادة التَّوزيع، أو إثبات الوجود على السَّاحة السِّياسيَّة والاجتماعيَّة، أو ما يمكن اعتبارُه تنفيسًا عن مدى الحَنَق من شيوع الالتزام بالإسلام، ويَستلزم ذلك مواجهةَ الأصعدة الإعلاميَّة والفِكريَّة والسِّياسيَّة كافَّةً.
حرب الحجاب.. الإسلام المستهدف دائمًا
مِن المعلوم أنَّ المعركة بينَ الحقِّ والباطل، وبينَ الخير والشَّرِّ مستمرَّةٌ منذُ غواية إبليس اللَّعين لآدمَ – عليه السَّلام – حتَّى يقومَ النَّاس لربِّ العالَمين، وتتخذ هذه المعركة صُورًا وأشكالاً مختلفةً، بحسبِ طبيعة العصر، وقوَّةِ الطَّرفين، ومِن أوضحِ صُورِ هذه المعركة: عداوةُ الدِّين، ومحاولة طمس معالَمِ الشَّرع الحنيف، وإحلال الأفكار والرُّؤى الهدَّامة محلَّ نورِ الهداية والاستقامة.
وبحسبِ طبيعة العصرِ، وقوَّة الطَّرفين – أهل الحقِّ وأهل الباطل – تكون هذه الحربُ؛ إمَّا شاملةً وعنيفةً، تحاول اقتلاعَ الدِّين اقتلاعًا ماديًّا ومعنويًّا، وإزالة مظاهره وأشكالِه بقدر ما تحاول اقتلاعَ حقيقتِه من النُّفوس – كما حَدثَ في الأندلس، ومحاكم التفتيش – وذلك في حال عُلو أهل الباطل وضَعْف أهل الحقِّ.
وعندَما تتوازن قُوى الطَّرفين أو يَعلو أهل الحقِّ، تكون هذه الحربُ جزئيةً مستترةً، تتخذ مِن الوسائل الباطنيَّة ما تُحاول به تحقيقَ أهدافِها وغايتها.
ورغمَ حالة الضَّعْف التي يَمرُّ بها المسلمون، إلاَّ أنَّ قوى الشَّرِّ العالميَّة لجأتْ إلى الحرب الجُزئيَّة المستترة ضدَّ الإسلام، حيثُ أثبتتِ التَّجارِب السَّابقة أنَّ الاستهدافَ الصَّريحَ للدِّين يُثير نفوسَ المسلمين، ويأتي بنتائجَ عكسيَّةٍ، تتمثَّل في تَسارُع النُّهوض الإسلاميِّ، وتَزايُد التَّمسُّك بالدِّين، وهو ما تُثبته وقائعُ التّاريخ؛ مثل النُّهوض الإسلامي بعدَ الغزو الصَّليبيِّ الذي كان يرفع شِعارَ الحرب الدِّينيَّة، واستهدف الأرضَ، والعِرْض، والدِّين.
لذلك تُحاول قُوى الشَّرِّ في العصر الحديث تَفكيكَ المجتمعات المسلمة مِن الدَّاخل؛ لتُصبحَ قابلةً للاستعمار، حيث تفقد القدرة على المقاومةِ والصُّمود، فضلاً عن عدم قدرتها على الهُجوم والقِيام بواجبها في نشر الدَّعوة، ويَشمل هذا التَّفكيكُ عدَّةَ محاورٍ؛ الهجوم على المرأة المسلمة، تفكيك المسلمين عبر زرع فرق منحرفة دينية بينهم كأمثال الوهابية الذين يسمون انفسهم زورًا بالسلفية (داعش) او جماعة الاستغلال الديني للسياسة (جماعة الاخونجية) وغيرها من المحاور.
وقد حظيتْ قضية المرأة بالنَّصيب الأوفرِ مِن جهود قُوى الشَّرِّ العالميَّة لمحاربة الإسلام، حيثُ تُعتبر المرأةُ نواةَ الأُسرةِ المسلمة، والتي هي نواةُ المجتمع المسلم، وإذًا فإنَّ كسرَ المرأة هو كسرٌ للأُمَّة الإسلاميَّة ككلٍّ.
ويَظهر ذلك واضحًا في التَّصريحات الشَّهيرة لرئيس وزراء بريطانيا الأسبق (جلادستون) حولَ قضية المرأة والحجابِ الإسلاميِّ، حيث قال: “لن يَستقيمَ حالُ الشَّرق الإسلاميِّ ما لم يُرفع الحجاب عن وجهِ المرأة، ويُغطى به القرآن”، كما قال (جلادستون): “إنَّ التَّأثير الغربي الذي يظهر في كلِّ المجالات، ويقلب رأسًا على عقبٍ المجتمعَ الإسلاميَّ، لا يبدو في جلاءٍ أفضلَ ممَّا يبدو في تحرير المرأة”.
حرب الحجاب.. الصراخ على قدر الألم
بعيدًا عن الأهداف السِّياسيَّة الكامنة وراءَ حرب الحجاب في المجتمع المصريِّ، يَرى العديدُ من المراقبين أنَّ هناك وجهًا آخرَ لحرب الحجاب، حيث تَعتبر هذه تنفيسًا عن البُغض والحِقد مِنَ انتشار الالتزام، وأنَّ لدى الفئاتِ المعادية للإسلام رُعبًا كبيرًا من تزايُدِ المدِّ الإسلاميِّ في المجتمع؛ لذلك تلجأ تلك الفئات للهجوم على مظاهر الإسلام؛ مثل الحجاب.
فلنرَ النصف الممتلئ
عندَ كلِّ هجمةٍ على الثَّوابت الإسلاميَّة يغضب المسلمون، وحُقَّ لهم أن يغضبوا، فمتى يغضب المرء إن لم يغضب لدينه؟! لكنَّنا نريد الغضبَ الإيجابيَّ الذي يَدفع للعمل، لا الغضب الذي تلفُّه رُوح التَّشاؤُم والانهزاميَّة، لا بدَّ وأن نرى في كلِّ محنةٍ منحةً، لا بدَّ أن نرى النِّصف الممتلئ من الكأس دائمًا.
حرب الحجاب.. والقابضات على الجمر
“القابضُ على دِينه كالقابض على الجَمر”، هذه الجملة التي لها شواهدُ من أحاديثَ نبويَّةٍ كثيرة، أصبحت شِعارًا لأهل الإيمان منذُ انطلاق الصَّحوة المباركة، ويَستشعر ذلكَ كلُّ مَن سلك طريقَ الحقَّ وَسْطَ ظلماتِ الباطل.
وعلى سطح الأمور، يبدو أنَّ الرِّجال هُمُ الأكثرُ قبضًا على الجمر في العصر الحديث، ففي الدُّول التي لا تلتزم بشرع الله – تعالى – تمتلئ السُّجون والمُعتقلات برِجالات من المسلمين مِن مُختلف الأعمار، بينما تُضيَّقُ سُبُلُ الرِّزق أمامَ أصحاب السَّمت الظاهر، إلى غير ذلك مِن وسائلِ التَّضييق على أهل الدِّين.
وهذا صحيح بنسبةٍ كبيرة، لكنِّ النِّساء – في حقيقة الأمر – يُشاركنَ الرِّجال في القبض على الجَمر، فالزَّوجات والأُمَّهات والأخوات يُعانين مِنَ الصِّعاب ما يَعجز القلمُ عن وصفه، ولكنَّهنَّ كثيرًا ما يَصبِرْنَ، ويَقبضْنَ على الجمر.
ومؤخَّرًا إثرَ فتنة الهجوم على الحجاب حيثُ تركَّزت حرب الإسلام باتجاه المرأة – ظنًّا منهم أنَّها الحلقةُ الأضعف، والثَّغرُ الأقرب في المواجهة مع الإسلام – أصبحتِ المرأةُ في مواجهةٍ مباشرةٍ مع أعداء الإسلام بشكلٍ أكثرَ وضوحًا، وأصبحتِ المرأةُ المسلمةُ هي الأكثرَ معاناةً وقبضًا على الجمر.
لا تنسوا متابعتنا على الانستغرام
https://instagram.com/sunnafiles
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website