تتميّز مدينة طرابلس، دوناً عن غيرها من المدن اللبنانية ومدن بلاد الشام بأنّها تملك أثراً نبوياً شريفاً محفوظاً في “المسجد المنصوري الكبير” ويزوره للتبرّك أهالي المدينة وجوارها وكلّ لبنان.
منذ نحو 130 عاما، يتوافد الكبار والصغار من أهالي مدينة طرابلس اللبنانية (شمال) في آخر جمعة من شهر رمضان إلى الجامع المنصوري الكبير من أجل “التبرك بهدية الدولة العثمانية العظيمة”.
هذا الأثر المبارك الذي أرسله إلى طرابلس السلطان العثماني عبد الحميد الثاني عام 1889 ميلادي هو عبارة عن شعرة من لحية الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – محفوظة داخل أنبوب زجاجي، معلّقة ومثبتة بالشمع الأحمر المغلف بالعسل والعنبر، ومغلّفَة بهلال ذهبي، كتب عليه أنّها “شعرة من لحية رسول الله كانت محفوظة في جناح الأمانات المقدسة في قصر طوب كابي في إسطنبول”.
وتعدّ زيارة “المسجد المنصوري الكبير” بطرابلس للتبرّك بهذا الأثر المبارك من أهمّ عادات أهل طرابلس التي يحرصون عليها سنوياً في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك
عند صلاة فجر وصلاة العصر من يوم الجمعة، يُخرج “الأثر الشريف” ويُعرض أمام الزوار الذين يأتوا لتقبيله، على وقع الابتهالات والمدائح النبوية، والتضرع إلى الله بالدعاء.
وفي ظل جائحة كورونا, تتبادر إلى الأذهان التساؤلات هل سيتم منع التبرك بالأثر النبوي الشريف تحت ذريعة انتشار جائحة كورونا؟ مع العلم أن دار الإفتاء في شمال لبنان تقيم الحفلات الدينية في شهر رمضان, فما المانع إذًا من إخراج الأثر النبوي الشريف التي يحرص أبناء المدينة على المجيء والتبرك به؟
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
تفيد مصادرنا الخاصة إلى أن القرار كان بعدم إخراج الأثر النبوي الشريف, إلا أن بعد نقاشات واجتماعات داخلية تقرر الإستمرار بهذا التقليد السنوي بشكل مبدأي. لا خلاف بين أهالي طرابلس إلى أن القرار بمنع الناس من التبرك بالأثر الشريف سيثير ضجّة بين أهالي المدينة الذين يحرصون أشد الحرص على احياء هذه المناسبة بالرغم من أي ذرائع.
يتخوّف متابعون أنه اذا اتّخذ المعنيون هذا القرار أن يكون مقدمة لذرائع أخرى في الأعوام المقبلة للسعي في اندثار هذا التقليد الشريف في مدينة طرابلس