على خلاف معظم التيارات الإسلامية المعاصرة، السنية والشيعية على حد سواء، غرّد كثير من رموز التيار الوهابي في العالم العربي أحيانًا بعيدًا عن السرب في موقفه من القضية الفلسطينية، حيث اتسم موقفهم العام بالفتور إلى حد ما، بل بالسلبية في حالات بعينها.
في السطور القادمة نستعرض كرونولوجيا (تسلسلًا زمنيًا) لتطور الخطاب الوهابي وتشكل ملامحه العامة، فيما يخص القضية الفلسطينية والموقف من حركات المقاومة في الأراضي المحتلة.
أبرز الفتاوى الوهابية عن القضية الفلسطينية
فتوى الألباني بوجوب الهجرة من فلسطين
قبل خمسة عشر عامًا من وفاته في أكتوبر/تشرين الأول عام 1999، سُئل العالم الوهابي محمد ناصر الدين الألباني في منتصف ثمانينيات القرن الماضي عن مدى وجوب هجرة أهل فلسطين في الضفة الغربية إلى بلاد ثانية،فكان الحوار كالتالي:
السائل: أهل الضفة الغربية، هل يجب أن يخرجوا ويهاجروا إلى بلد ثانٍ؟
الألباني: يجب أن يخرجوا من الأرض التي لم يتمكنوا من طرد الكافر منها إلى أرض يتمكنون فيها من القيام بشعائرهم الإسلامية.
تحريم قتل الجنود الإسرائيليين في غير حالات الاشتباك
وجّه أحد طلبة الداعية السلفي الأردني علي الحلبي، المشرف على مركز الإمام الألباني للأبحاث العلمية والدراسات المنهجية في الأردن، سؤالًا عن مسألة قتل اليهود في فلسطين على الإطلاق، فكان جواب الأخير كالتالي:
الحلبي: واحد مأمِّن عليك، وبيعطيك كهرباء وماء، ويمرر لك الفلوس، وتشتغل عنده، وتأخذ ماله، وتغدره، حتى لو كان يهوديًا؟
هذا القتل يجوز عند المواجهة، عند الحرب المعلنة، أما أنت مأمنه وهو مأمنك ثم تغدره، وتقلته، هذا لا يجوز.
وهابية السعودية (نسخة 2017 – 2018)
في شهر ديسمبر/ كانون الأول من عام 2017 هاجم الداعية السلفي السعودي بدر العامر قطاعًا عريضًا من أهل فلسطين من المؤيدين لمقاومة الكيان الصهيوني، ووصفهم بأنهم حثالة الفلسطينيين، وأنهم أعداء للسعودية.
جدير بالذكر أيضًا أن بعض المغردين الذين سبق لهم أن أعلنوا مواقف مؤيدة للمقاومة ولقطاع غزة المحاصر، ورافضة للعدوان الإسرائيلي، الذي استهدف القطاع خلال عيد الفطر في العام الماضي، قد أعلنوا دون سابق إنذار اعتزالهم التغريد على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وأزالوا من حساباتهم تلك التغريدات التي أدانت العدوان الإسرائيلي، ودعت للدعاء لأهل غزة ونصرتهم.
على صعيد متصل, إن التاريخ الوهابي والدعاة الوهابيون حافل بالخيانة للقضايا العربية والإسلامية نعرض أبرز هذا التاريخ الأسود في السطور القادمة:
– 1990 :المؤسسة الوهابية تصدر فتوى بجواز دخول القوات الأمريكية إلى التراب السعودية والتمركز بها من اجل حمايتها من التدخل العراقي المزعوم فقد شكل مؤتمر مكة (رمزية المكان) الذي دعي إليه أكثر من 413 شخصية من كبار كهنة الوهابية حول العالم مأدبة الخيانة حيث شرع هؤلاء لجواز الاحتلال الأمريكي والاستعانة به في ضرب العراق في حرب راح ضحيتها مائة ألف قتيل وشاركت فيها السعودية بمائة ألف مقاتل والعجيب في الآمر أن مفتى أل سعود ورئيس هيئة كبار العلماء عبد العزيز بن باز افتى – قبل حرب الخليج الثانية – بمنع الاستعانة بالكفار في “الجهاد”، مستدلا بآيات وأحاديث كثيرة، جازما بالحرمة، فقال: (وليس للمسلمين أن يوالوا الكافرين أو يستعينوا بهم على أعدائهم، فإنهم من الأعداء ولا تؤمن غائلتهم وقد حرم الله موالاتهم، ونهى عن اتخاذهم بطانة، وحكم على من تولاهم بأنه منهم، وأخبر أن الجميع من الظالمين).
1995 : مفتى أل سعود ورئيس هيئة كبار العلماء عبد العزيز بن باز يصدر فتوى بجواز التطبيع مع الكيان الصهيوني والاعتراف بدولة إسرائيل والتي على أساسها تقدم ولي العهد السعودي آنذاك والذي أصبح ملكا فيما بعد بما عرف بـــ”مبادرة السلام العربية ” والتي تبنتها الجامعة العربية الخرقاء في مؤتمر القمة العربية ببيروت عام2002 والتي تؤكد على اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل والملفت في هذه الفتور أن شمعون بيريز ذكرها في خطاب له أمام أعضاء الكنيست الإسرائيلي فوقفوا لها مصفقين وعبر بيريز على إعجابه بالشيخ الوهابي وحث الشباب العربي على إتباعه.
2003 :جندت المؤسسة الوهابية العشرات من العلماء على الشاشات من اجل ضرب المقاومة العراقية أثناء الغزو الأمريكي في 2003 وإصدار الفتاوى التي تحرم قتال جيش الاحتلال بذريعة غياب راية واضحة للجهاد في خدمة واضحة للمشروع الأمريكي في المنطقة
2011 :أصدرت هيئة كبار العلماء، التي تعتبر أعلى مرجعية دينية في السعودية، بياناً نهت فيه بشكل قاطع عن القيام باحتجاجات، واعتبرت أن المظاهرات “محرمة،”. وختمت الهيئة موقفها الفقهي بالقول، إنها “تؤكد على حرمة المظاهرات في هذه البلاد،” ودعت لاستبدال هذا الأسلوب بأسلوب آخر يقوم على “المناصحة،” وحضت في الوقت عينه على “أهمية اضطلاع الجهات الشرعية والرقابية والتنفيذية بواجبها كما قضت بذلك أنظمة الدولة وتوجيهات ولاة أمرها ومحاسبة كل مقصر.” وحمل البيان توقيع مفتي السعودية، عبدالعزيز آل الشيخ، وعدد من كبار رجال الدين الوهابي في المملكة، بينهم عبدالله اللحيدان وصالح الفوزان وعبدالله بن محمد آل الشيخ
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website